أكد معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية، أن خيار السلام خيار استراتيجي عربي يقوم على حل الدولتين، وأنّ الإمارات تمكنت عبر قرارها السيادي، بإبرام معاهدة السلام مع إسرائيل، من وقف ضم أراضٍ فلسطينية، وهي تسعى عبر هذه المعاهدة إلى فتح صفحة جديدة في المنطقة. وأكد معاليه، خلال لقائه جيب كوفود وزير خارجية مملكة الدنمارك أمس، أن المعاهدة لا تستهدف أية جهة كانت، ولكنها خيار استراتيجي سيعود على الإمارات والمنطقة بالخير والاستقرار والازدهار. واستعرض معاليه مع وزير خارجية الدنمارك سبل التعاون الثنائي بين دولة الإمارات والدنمارك في مواجهة تداعيات جائحة فيروس كورونا المستجد «كوفيد -19». وثمّن قرقاش الدور الدنماركي في العملية الأوروبية لضمان أمن الملاحة في مضيق هرمز. وبحث معاليه مع كوفود خلال لقائهما، أمس، التعاون المشترك بين البلدين، وجهود تنمية علاقات الصداقة وتطويرها في العديد من المجالات، إلى جانب المستجدات على المستويين الإقليمي والدولي. من جانبه، أعرب وزير خارجية الدنمارك عن ترحيب بلاده بمعاهدة السلام بين دولة الإمارات، ودولة إسرائيل وأثرها الإيجابي على المنطقة. إلى ذلك، أكد قرقاش، في موجز صحفي افتراضي عقده على هامش أعمال الدورة الـ75 من الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس الأول، أن الإمارات خلصت إلى أن إقامة علاقات اعتيادية مع إسرائيل سيجلب إليها فوائد استراتيجية، ويزيد من وجودها على الساحة العالمية، مشيراً إلى أن الدولة «لم تفقد صديقاً واحداً» في المنطقة نتيجة المعاهدة. وندد معاليه بمعارضة تركيا للمعاهدة، واصفاً هذا الموقف بأنه «النفاق التام». وأكد أن أنقرة «تحاول استغلال القضية الفلسطينية لتحقيق مصالح إقليمية ضيقة»، لافتاً إلى أن 550 ألف إسرائيلي زاروا تركيا خلال العام الماضي، وتصل قيمة التبادل التجاري بين الدولتين إلى ثلاثة مليارات دولار سنوياً. وشدد على أن «معاهدة السلام» تعطي زخماً جديداً إلى التسوية الإسرائيلية-الفلسطينية، قائلاً: «إن الفلسطينيين سيرون الفائدة الناتجة عن المعاهدة في المستقبل متوسط الأجل». ودعا قرقاش إسرائيل إلى بحث الفرص المتوفرة لديها حالياً واعتماد رؤية استراتيجية طويلة الأمد إزاء العلاقات مع بلاده، لافتاً إلى أن ذلك سيتيح لتل أبيب «فتح مزيد من الأبواب أمامها». وذكر أن الإمارات تخوض مفاوضات الآن مع إسرائيل بشأن «ما يمكن وصفه بعلاقات ثنائية طبيعية»، بهدف إبرام سلسلة اتفاقات في مجال حماية الاستثمارات والخدمات الجوية والازدواج الضريبي والإعفاء من التأشيرات، موضحاً أهمية أن تقوم العلاقات بين الدولتين على هذه «الأرضية الراسخة». وشدد الدكتور قرقاش على أن السياسات العدوانية من قبل إيران «دفعت كثيراً من الدول العربية إلى مراجعة مواقفها تجاه إسرائيل». ونقلت وكالة «أسوشيتد برس» عنه قوله، «إن السياسات التي انتهجتها طهران خلال العقود الثلاثة الماضية استدعت مخاوف كثيرة من الدول العربية وجعلتها تنظر إلى علاقتها مع إسرائيل نظرة جديدة».