دعا رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان البلدان المتقدمة والمقرضين الماليين الدوليين إلى تمديد وتوسيع نطاق تعليق الديون للبلدان النامية من أجل مساعدتها على التعافي من وباء كوفيد-19. وقال خان أثناء إلقائه كلمة عبر وصلة فيديو أمام الدورة الـ75 للجمعية العامة للأمم المتحدة مساء يوم الجمعة إن تخفيف عبء الديون هو أحد أفضل السبل لخلق الحيز المالي اللازم للدول النامية، مبينا أن بلاده تقدر مبادرة تعليق الديون الرسمية لمجموعة العشرين والتمويل العاجل والسريع الذي قدمه المقرضون الدوليون، لكنه مازال غير كاف للبلدان النامية التي تواجه الوباء. وذكر رئيس الوزراء أن الإغلاق للسيطرة على الوباء قد أثر بشدة على الاقتصاد العالمي و"كانت الدول الأفقر هي الأكثر تضررا وكذلك الفقراء في جميع الدول". وفي حديثه عن الإجراءات التي اتخذتها حكومته للسيطرة على الوباء، أفاد خان إنهم اعتمدوا سياسة الإغلاق الذكي من خلال التركيز على البؤر الساخنة لفيروس كورونا الجديد لأن الإغلاق الكامل كان يمكن أن يكون له أثر خطير على الوضع المالي للفقراء والطبقة العاملة في البلاد. وقال إنه "على الرغم من القيود المالية، أنفقت حكومتي مبلغا غير مسبوق قدره ثمانية مليارات دولار لخدماتنا الصحية، بالإضافة إلى دعم الأسر الأفقر والأضعف من خلال مدفوعات نقدية مباشرة". وأشار إلى أنه من خلال اتخاذ إجراءات فعالة في قطاعي الصحة والاقتصاد، لم تتمكن بلاده من السيطرة على الفيروس فحسب، بل تمكنت أيضا من تحقيق الاستقرار في الاقتصاد، إلى جانب إنقاذ الشريحة الأفقر من المجتمع من أسوأ تداعيات للإغلاق. وفي معرض حديثه عن دور الأمم المتحدة في معالجة النزاعات الدولية، أوضح خان "أنها تظل أفضل وسيلة مشروعة للعمل الجماعي في إدارة الصراعات الدولية وتعزيز السلام والأمن وتعزيز التنمية العادلة ومعالجة المشاكل العالمية". ولفت إلى أن باكستان تفضل السلام والاستقرار وأن السياسة الخارجية للبلاد تهدف إلى تحقيق السلام مع الجيران وتسوية النزاعات من خلال الحوار. وقال خان "نؤمن بأن القوة الدافعة في العلاقات الدولية يجب أن تكون التعاون، وفقا لمبادئ القانون الدولي، وليست المواجهة والقوة. وعلينا جميعا أن نعيد التأكيد بشكل قاطع على دعمنا للتعددية". وأضاف أن بلاده ستسعى نحو بناء عالم يكون فيه الصراع محظورا ويتم السعي فيه إلى تحقيق الرخاء العادل للجميع.
مشاركة :