بعد الاشتباكات العنيفة بين الميليشيات في العاصمة الليبية طرابلس، دخل زعيم أبرز ميليشيات مصراتة والمطلوب دوليا بتهم ارتكاب "جرائم حرب" صلاح بادي، على خط الوساطات المحلية لوقف القتال بين عناصر الميليشيات الموالية لحكومة الوفاق برئاسة فائز السراج، بعد إخفاقها في كبح جماحها، في وقت أعربت فيه بعثة الأمم المتحدة في ليبيا عن قلقها إزاء تلك الاشتباكات، التي شهدتها تاجوراء الجمعة. إلى ذلك، فشل صلاح النمروش، وزير الدفاع بحكومة السراج، في وقف القتال، ليظهر بادي في لقطات مصورة خلال اجتماع محلي يخاطب فيه قادة من كتيبتي "الضمان" و"أسود تاجوراء" وأعيان من المنطقة، حيث وقعت الاشتباكات، التي تمثل حرجاً سياسياً للحكومة، التي تدعي سيطرتها على الميليشيات التابعة لها. وانتقدت وسائل إعلام محلية استعانة حكومة السراج بجهود بادي، المنتمي إلى مدينة مصراتة (غرب)، لحل النزاع في العاصمة طرابلس، حيث سبق أن تورط في شن هجمات دامية على مطارها الدولي عام 2014، وهو يقود ميليشيات ما يسمى "لواء الصمود"، الذراع المسلحة لتنظيم الإخوان في ليبيا.اجتماع في الغردقة وفي مجمل الأزمة، تتحضر الأطراف الليبية، الأحد، لعقد اجتماع في مدينة الغردقة المصرية، المطلة على البحر الأحمر، بين عسكريين من الجيش الوطني الليبي، وآخرين تابعين لحكومة الوفاق. و أفادت مصادر مقربة من البرلمان الليبي، أن جولة الحوار الليبي الثانية المقرر انعقادها اليوم في بوزنيقة المغربية، قد تعذر انعقادها لأسباب لوجستية. وبحسب التوقعات، فمن الممكن أن تستأنف الجلسات خلال اليومين المقبلين، على أن تركز هذه المحادثات على التوصل إلى اتفاق نهائي بين الأطراف الليبية حول المناصب السيادية السبعة في البلاد. كما يسعى الاجتماع للوصول إلى أجندة واضحة تمهد الطريق لمباحثات جنيف المرتقبة في أكتوبر/تشرين الأول المقبل. من جهة أخرى، أفادت مصادر أن اجتماع الغردقة سيناقش تأسيس لجنتين عسكريتين من الشرق والغرب الليبي، لتشكيل قوة مسؤولة عن تأمين مقر الحكومة الجديدة في سرت، فضلا عن إنشاء لجنة عسكرية موسعة، لبحث إعلان قوة عسكرية موحدة في ليبيا. وأكدت المصادر أيضا أن الاجتماع سيبحث وضع خطط لإبعاد المرتزقة والميليشيات المسلحة وتأمين المواقع النفطية.
مشاركة :