دبي في 27 سبتمبر / وام / أوصى ملتقى الهيئة العربية للاستثمار والإنماء الزراعي الافتراضي بضرورة تقديم واستدامة الدعم لقطاع صغار المزارعين والمنتجين مع تهيئة البيئة المناسبة من توفير البنية التحتية الضرورية وتعزيز دور المؤسسات المعنية والتركيز على بناء القدرات الفنية والمالية والإدارية وتطويرها لصغار المزارعين والمنتجين وبالأخص فئة الشباب والنساء الريفيات. ودعا الحضور الحكومات العربية لإصدار التشريعات والسياسات المشجعة لتوفير بيئة مناسبة لجذب القطاع الخاص للمساهمة الفاعلة في تمويل صغار المزارعين ودخول الشركات في زراعات تعاقدية تتيح الفرصة لصغار المزارعين للوصول مباشرة للأسواق. وتلقت "الهيئة العربية للاستثمار والإنماء الزراعي" - في ختام الملتقى الافتراضي الذي أقيم مؤخرا بعنوان "تمويل صغار ومتوسطي المزارعين والمنتجين" - إشادة واسعة بتجربتها الرائدة في مجال برامج وأنشطة تمويل صغار ومتوسطي المزارعين والمنتجين في بعض الدول العربية والتأمين عليها. حضر أعمال الملتقى نحو 1000 مشارك للتعرف على الجهود الرامية إلى المساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة المتمثلة في القضاء على الجوع وتحقيق الأمن الغذائي وتعزيز الزراعة المستدامة والزراعة الذكية وشكل منصة استراتيجية لتعبئة موارد مالية إضافية لتمويل صغار ومتوسطي المزارعين ومربي الحيوانات وصيادي الأسماك والعاملين في مجال الصناعات التحويلية الصغيرة وذلك من خلال إنشاء صندوق للقروض الدوارة أو المساهمة في البرامج التي تنفذها الهيئة بهدف زيادة الإنتاج وتوسعة وتطوير القطاع الزراعي في الدول العربية. ورحب المشاركون بمبادرة "الهيئة العربية للاستثمار والإنماء الزراعي" لإنشاء صندوق تمويل القروض الدوارة لتمويل صغار المزارعين والمنتجين .. مؤكدين استعدادهم للمساهمة فيه وتقديم الدعوة للصناديق العربية والإقليمية والدولية لدعم الصندوق.. كما أكدوا على أهمية تجربة الهيئة والجهات المشاركة في الملتقى في تمويل صغار المزارعين وإمكانية الاستفادة منها بتوسعتها ونشرها على كافة الدول العربية باعتبارها نموذجا متكاملا يساعد في تقليل مخاطر تمويل صغار المزارعين وتحقيق الأهداف المرجوة منها في زيادة الإنتاج والإنتاجية. وأوضح سعادة محمد بن عبيد المزروعي رئيس "الهيئة العربية للاستثمار والإنماء الزراعي" أن الهيئة أنجزت الكثير في سبيل تحقيق الأهداف التي أنشأت من أجلها .. مؤكدا مساعيها المستمرة للمساهمة في تعزيز الأمن الغذائي العربي من خلال استثماراتها الزراعية في القطاعات المختلفة إلى جانب برامجها التنموية لصالح صغار ومتوسطي المزارعين والمنتجين الذين يشكلون الشريحة الأكبر في الدول العربية بنسبة تقارب 80%. ولفت إلى أن الهيئة نجحت في العام 2013 في توسيع نطاق نشاطها مع إنشاء برامج للقروض الدوارة والتي حققت نتائج مشجعة أبرزها وصول إجمالي التمويل التراكمي إلى نحو 22,4 مليون دولار في الفترة بين عامي 2013 و2019 مسجلا نموا سنويا بمعدل نحو 64% مع صافي أرباح يبلغ حوالي 1,5 مليون دولار وذلك في كل من جمهورية السودان والجمهورية الإسلامية الموريتانية والمملكة الأردنية الهاشمية وجمهورية القمر المتحدة مشيرا إلى أن مجموع عدد المستفيدين بلغ أكثر من 151.2 مستفيد. وأضاف سعادته: " تبنت مشاريع الهيئة آلية الزراعة التعاقدية مع أصحاب الحيازات الصغيرة وصغار المربين في الدول العربية وشكلت النجاحات والإنجازات المتلاحقة للهيئة العربية في كل من برامج القروض الدوارة والزراعة التعاقدية دافعا قويا بالنسبة لنا لإنشاء صندوق للقروض الدوارة فضلا عن دعوة كل من الصناديق والمؤسسات المالية المعنية بالتنمية في الدول العربية للمساهمة في رأسمال الصندوق بما يصب في خدمة تطلعاتنا الطموحة". من جهته قال معالي الدكتور سيدي ولد التاه مدير عام "المصرف العربي للتنمية الاقتصادية في أفريقيا": " نتطلع قدما إلى العمل مع "الهيئة العربية للاستثمار والإنماء الزراعي" لتوحيد وتوجيه الإمكانات المشتركة في تحقيق قصص نجاح جديدة في منطقة أفريقيا ونثمن جهود الهيئة لتوظيف تجربتها الرائدة وبالأخص في مجال برامج القروض الدوارة والزراعة التعاقدية في خدمة خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية في أفريقيا". من جانبها قالت الدكتورة دينا صالح المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في "الصندوق الدولي للتنمية الزراعية": " يضع الصندوق جل تركيزه في الاستثمار في تعزيز التمويل الريفي الشامل لتحسين سبل عيش صغار المنتجين في المناطق الريفية لا سيما من الكفاءات النسائية والشابة وكلنا ثقة بأن توحيد الجهود بين الصندوق والهيئة سيمثل خطوة هامة لتعزيز وصول صغار المزارعين إلى التمويل الريفي من خلال تعزيز تبادل المعرفة وتوجيه الموارد للترويج لمنتجات مالية ريفية مبتكرة في إطار الشراكة الفاعلة مع الحكومات والمؤسسات المالية في العالم العربي".
مشاركة :