.. حتى الصمت يجب أن يكون مدروساً

  • 8/3/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

رضاب نهار (أبوظبي) تؤدي الموسيقى في الأفلام السينمائية، دوراً لا يمكن الاستغناء عنه إلى جانب بقية العناصر الفنية. فلكل صوت أو لحن يسمع، فكرة يجب أن تصل إلى المتلقي، وتبوح بأشياء وأشياء. ولعل السينما الإماراتية، تقدم موسيقاها بطريقة تشبه إلى حد كبير، الوضع الذي تعيشه آلية الصناعة الفيلمية فيها. ما يعني أننا نواجه موسيقى سينما صاعدة تمتلك عناصر الفن السابع بقوة، لكنها تحتاج إلى الزمن، إلى مزيد من العمل وإلى الكثير من التجريب والتراكم. ومن الناحية الجماهيرية تلقى الموسيقى في أفلام السينما الإماراتية، اهتماماً ملحوظاً من الجمهور. فما إن يعرض فيلم، حتى تجتمع الآراء لتقيّم الصوت قبل الصورة، راصدة المبررات والتحولات وتقاطعاتها مع الشخصيات والأحداث. فالمتلقي الحالي أصبح واعياً ومدركاً لضرورة الموسيقى في إيصال رسالة العمل، باعتبار ألحانها وأصواتها المتعددة، جزءاً لا يتجزأ أبداً من الحبكة الرئيسية. لكن بالمقابل، يعاني هذا العنصر السينمائي، من إشكاليات على مستوى النوعية والقدرة على التأثير داخل الفيلم، وهو ما يرصده صنّاع السينما أنفسهم في هذا التحقيق. تبيّن المخرجة السينمائية الإماراتية راوية عبد الله، أن السينما هنا «لا تنقصها الإمكانيات ولا الدعم أو الاهتمام، بل تحظى بمباركة رسمية للجهود المبذولة»، وأن المشكلة تكمن في «عدم وجود معاهد أكاديمية أو فنية وسينمائية لتخريج أختصاصيين في مجال الموسيقى التصويرية السينمائية تحديداً؛ فالأسماء المتخصصة تكاد تكون نادرة، وهي متخصصة بالدراما التليفزيونية أكثر منها بالسينما». وتقول: «من الضروري فنياً، أن نعثر على مواهب جديدة في هذا المجال. شرط أن تكون مواهب مدعمة بالدراسة النظرية والأكاديمية. إذ أصبح يلزمنا اليوم استحضار موسيقى سينمائية راقية ومعبّرة ومدروسة بشكل فني ودرامي، لمواجهة هذا الاهتمام الشديد من قبل الجمهور الإماراتي». بدوره يبيّن المخرج السينمائي الإماراتي ناصر التميمي، أن الكثير من الأفلام الإماراتية، «لم تستطع الوصول بعد إلى مرحلة تقدم فيها موسيقى تصويرية مدروسة. فغالباً ما تقحم الألحان عشوائياً، دون أن يكون لها هدف محدد تعبّر عنه وتصل إليه، كما يحدث مع بعض المخرجين أثناء المونتاج. فما أن يكتشفوا مساحات هدوء في أفلامهم، حتى يسارعوا إلى ملئها بموسيقى لا على التعيين. متناسين أن للصمت ضرورته وقصده». ويشير التميمي إلى أنه وعلى الرغم من ظهور بعض المواطنين الإماراتيين المتخصصين في الموسيقى التصويرية، لا نزال بحاجة إلى دراسة معمقة، تذهب بالموسيقى نحو الحاجة الدرامية إذا ما أردنا المنافسة والتطور. وفيما تشير السينمائية عائشة عبد الله، إلى أن «الموسيقى التصويرية لا تأخذ حقها في أفلام السينما الإماراتية، وأن هناك سينمائيين يعانون من عدم احترافهم لفن اختيار موسيقى تدعم الحدث وترصده وتفعله أحياناً» تؤكد أن «الموهبة لا تكفي من دون احتراف»، لافتة إلى أن «صنّاع السينما في الإمارات يحتاجون إلى الكثير من ورشات العمل التي تعلمهم أصول صناعة الموسيقى التصويرية. إذ يكاد ينعدم هذا النوع من الورشات والدورات التدريبية، بينما يكثر في مجال السيناريو والتصوير والإخراج. وكأن «الموسيقى» لا تدخل في منظومة الفيلم السينمائي».

مشاركة :