قال وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، إن مصر دفعت ثمناً باهظاً لمكافحة التطرف، ودان اغتيال النائب العام، المستشار هشام بركات، وأكد أن بلاده ومصر تعودان إلى قاعدة قوية للعلاقات، وأن بلاده ستواصل دعمها عسكرياً، وستعاونها في تأمين الحدود، فيما قال إنه في حالة إذا لم يتم تطبيق الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين القوى الست الكبرى وإيران بشأن برنامج الأخيرة النووي وبشكل كامل، فإن كل الخيارات ستبقى مفتوحة أمام بلاده في المستقبل. وكان وزير الخارجية المصري سامح شكري ونظيره الأميركي أطلقا جلسات الحوار الاستراتيجي بين البلدين بحضور ممثلين رفيعي المستوى لجميع الوزارات والإدارات المعنية بالعلاقات المصرية الأميركية بجوانبها كافة. وأكد كيري، خلال إطلاق جلسات الحوار بالقاهرة أمس، استمرار تقديم الدعم والتدريب لقدرات مصر العسكرية من أجل مكافحة الإرهاب والتطرف. وأضاف كيري أن مصر تلعب دوراً رئيساً في المنطقة وفي القضايا الدولية، قائلا نثق كل الثقة بمصر. وأعرب كيري عن ترحيبه بخطوات الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، لدعم الاقتصاد وتحسين الفرص أمام رجال الأعمال، لافتاً إلى أن مصر حققت نجاحاً كبيراً في مجال الطاقة. وأوضح إننا نناقش اليوم تهديد المجموعات المتطرفة التي تهدد أمن واستقرار الدول، ومن بينها تنظيم داعش، مقدماً التهنئة للشعب المصري بمشروع قناة السويس الجديدة، لافتاً إلى أن بلاده تدعم آمال الشعب المصري في تحقيق التقدم الاقتصادي. وذكر كيري أن مكافحة الإرهاب وتأمين الحدود يتطلبان مزيداً من التعاون، ونود أن ندعم الاقتصاد المصري ليصبح أقوى وأكبر، مضيفاً: النجاح يبدأ ببناء الثقة بين السلطة والشعب من خلال عملية ديمقراطية كبرى. وقال كيري إن مصر مركز العالم ويمكنها استعادة مكانتها بقوة، مشيراً إلى أن الحوار الاستراتيجي فرصة جيدة لتعزير التعاون بين البلدين في مجابهة الإرهاب. وأضاف الأجندة لوفدينا (أمس) واسعة للغاية، إن من الضروري أن تكون كذلك، إنها تشمل التهديد الذي يمثله تنظيم (داعش) وهو خطير، قبل يومين مضيا فقط اجتمع الجنرال ألين في كندا مع 22 دولة. نحن مستمرون في التركيز الشديد على (داعش) ونعتقد أننا نحرز تقدماً. وتابع: في اليومين الماضيين، وهذا شيء أعرف أنكم جميعاً تريدون أن تتحدثوا عنه، جاءت تركيا إلى الطاولة، أعرف أنه على الدوام توجد مخاوف بشأن ما يعنيه ذلك، لكن أستطيع أن أؤكد لكم أن الأنشطة واضحة ومحددة وبإمكاننا مناقشة ذلك خلال المحادثات. وأكد شكري وكيري تطابق رؤى بلديهما تجاه مكافحة الإرهاب والتطرف، وشدد الوزيران، في مؤتمر صحافي مشترك عقب افتتاح جلسات الحوار على توافق وجهات النظر بين البلدين بضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة السورية. وشدد كيري على ضرورة وقف الأعمال الارهابية الموجهة ضد الأهداف العسكرية في مصر. وأضاف أن مصر لعبت دوراً مهماً في منطقة الشرق الأوسط والعلاقات الدولية، ورأى كيري أن هدف الإرهاب في مصر هو نشر الفوضى، مشيراً إلى أن واشنطن لا تريد تبريراً للإرهاب، وأنه يقدر بشدة ما قامت به مصر لمناهضة العنف والإرهاب وفي مجال التنمية الاقتصادية. وقال إنه اتفق مع شكري على أهمية ضمان إجراء انتخابات برلمانية حرة ونزيهة وشفافة هذا العام، وإنه من المهم التفريق بين من ينتهجون العنف لتحقيق أهدافهم وغيرهم ممن يسعون للمشاركة سلمياً في الحوار السياسي، وعبر عن ثقته بأن الانتخابات البرلمانية المصرية لن تستثني أياً من الأطراف السياسية السلمية. وأضاف كيري نبحث عن سبل لدعم أكبر لخطة الأمم المتحدة لتشكيل حكومة وحدة في ليبيا ولا يمكن السماح لمجموعات مفسدة أن تقوض عملية السلام. ورداً على سؤال لوكالة أنباء الشرق الأوسط حول القصور في إحكام حلقات الحصار الدولي للإرهاب بتجنب واشنطن مطالبة القوى الإقليمية المحرضة على الإرهاب مثل إيران وتركيا بالتوقف عن دعم التنظيمات الإرهابية، وعما إذا كانت واشنطن قد طالبت هاتين الدولتين بوقف دعمهما للإرهاب، خصوصاً أن واشنطن التي تقود الحرب على داعش قد غيرت موقفها الذي كان يصف إيران بـالإرهاب، وكذلك تجنب واشنطن تصنيف جماعات مثل الإخوان بالإرهاب، قال كيري إن الولايات المتحدة اعتبرت إيران الدولة الأولى الراعية للإرهاب في العالم، واتخذت واشنطن خطوات قوية في السنوات الماضية في محاولة للتعامل مع هذه الحقيقة. وأضاف كيري ان هذه الدولة تقوم بزعزعة الاستقرار في العالم، ولكن هناك حقيقة واضحة يدركها الجميع، وهي أنه إذا كانت إيران مشكلة، فإن فكرة نزع الأسلحة النووية من إيران سوف تحسن الوضع بشكل كبير. وأكد كيري أن دول الشرق الأوسط كلها ستكون أكثر أمناً مع نزع وخفض هذه الأسلحة، ومع تبني طهران سياسات وأنشطة معينة تنص عليها الاتفاقية، وهو ما سيؤدي إلى تعزيز أمن المنطقة. وقال إنه من دون شك فإن هذه الاتفاقية ملتزمة بشكل كامل بتحقيق الاستقرار، موضحاً أنه في حالة ما إذا لم يتم تطبيق الاتفاقية بشكل كامل، وما لم يتم الالتزام بها بشكل كامل، فإن كل الخيارات ستبقى مفتوحة أمام بلاده في المستقبل. من جانبه، عقب شكري قائلاً إن مصر كانت دائماً تدعو إلى تناول هذه القضية من منظور شامل، خصوصاً في ما يتعلق بكل التنظيمات الإرهابية، التي تتخذ الإرهاب منهجاً لتحقيق أغراض سياسية، وتوظف الدين الإسلامي لتحقيق أغراضها. وشدّد على وجوب التعامل مع هذه التنظيمات، وأن تكون هناك صدقية من المجتمع الدولي في أن يقضي على المخاطر النابعة من هذه التنظيمات أينما وجدت، سواء في تسمية بوكو حرام أو بيت المقدس أو داعش أو النصرة أو أي تسمية أخرى، مؤكداً ضرورة أن تكون هناك جهود متوافقة على ضرورة التعامل مع هذه التنظيمات والقاعدة الايدولوجية، التي ترتكن إليها بما فيها الإخوان، حيث إنها المصدر الذي انطلق منه هذا الفكر التكفيري، كما تشكل خطراً وذخيرة فكرية وأيدولوجية لبقية التنظيمات.
مشاركة :