واصلت الوزارات والمؤسسات المصرية استعداداتها لحفل افتتاح قناة السويس الجديدة المقرر لها الخميس المقبل، حيث تم وضع خطط أمنية بمشاركة القوات المسلحة ووزارة الداخلية، كما تزينت واجهات مقار الوزارات ودواوين المحافظات بالأعلام واللافتات التي تحمل شعار القناة الجديدة، تعبيراً عن حالة الفرح التي تعيشها مصر بهذه المناسبة، بينما اعتبر مفتي البلاد أن التشكيك في المشروعات الكبيرة مخالف للشرع. وانتهت القوات المسلحة بمعاونة الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية من خطط وبرامج تأمين منطقة الاحتفال، وتنظيم تدفق ووصول الوفود الدولية والشخصيات المهمة، تنفيذاً لقرارات مجلس الدفاع الوطني، بشأن مراجعة كافة الترتيبات المتعلقة بتنظيم وتأمين الاحتفال التاريخي لقناة السويس الجديدة. وقالت القوات المسلحة في بيان لها أمس إنها عززت من إجراءاتها الأمنية شرق القناة، وفرضت قوات الجيش الثاني الميداني طوقاً أمنياً مشدداً لتأمين محيط القناة الجديدة، التي شهدت انتشاراً مكثفاً للمجموعات القتالية لمواجهة التهديدات والعدائيات المحتملة، كما تم تنظيم العديد من الكمائن الثابتة والدوريات المتحركة على الطرق والمحاور الرئيسية شرق وغرب القناتين الجديدة والقديمة، بالتعاون مع عناصر الشرطة المدنية لضبط العناصر المشتبه بها ومنع تسلل العناصر الإجرامية إلى منطقة الاحتفال. كما قامت قوات الجيش الثالث الميداني بتشديد أعمال التأمين والحراسة للمجرى الملاحي لقناة السويس، ورفع درجات الاستعداد لكافة النقاط و الأكمنة الثابتة والمتحركة بمناطق وسط وجنوب سيناء، وتمشيط الدروب الجبلية والمناطق الصحراوية المحيطة لمنع تسرب العناصر الإجرامية إلى مناطق الاحتفال. وأضاف البيان أن الفريق أول صدقي صبحي، وزير الدفاع والإنتاج الحربي، أصدر أوامره بإعداد وتجهيز المجموعات القتالية المدربة من أمهر مقاتلي الجيش الثالث الميداني، ووحدات المظلات والصاعقة، وقوات التدخل السريع لدعم عملية التأمين، وإعطاء التلقين الكامل لهذه العناصر حول طبيعة المهمة وأنسب الأساليب للتعامل مع المواقف المحتمل حدوثها لعرقلة سير الاحتفال، وقد بدأت هذه القوات بالتحرك على الطرق والمحاور الرئيسية للوصول إلى مناطق الانتشار المخططة للعمل كاحتياطات قريبة لدعم عناصر التأمين من القوات المسلحة والشرطة. كما تشارك عناصر من القوات البحرية والجوية وقوات حرس الحدود خلال عمليات التأمين وتنظيم طلعات المراقبة والتصوير الجوي على امتداد المجرى الملاحي للقناة، كذلك عناصر الشرطة العسكرية التي تعاون في تأمين تدفق الوفود المشاركة وفتح المحاور لتحرك للوصول للمناطق التي تستضيف أنشطة وفعاليات الاحتفال. وأضاف البيان أن القيادة العامة للقوات المسلحة حرصت على المتابعة الدقيقة لتنفيذ كافة الترتيبات والإجراءات المرتبطة بتنظيم الاحتفالية، والتأكد من تفهم جميع العناصر الإدارية والمعاونة للمهام المكلفة بها، كذلك أعمال التأمين الطبي والإنقاذ والإخلاء والإسعاف بواسطة عناصر التأمين الطبي ووحدات الإسعاف الطائر، ورفع درجات الاستعداد الطبي لمستشفيات القوات المسلحة بمنطقة القناة لاستقبال أي حالات مرضية أو طارئة يمكن حدوثها، ونقل صورة حية لمحيط منطقة الاحتفال إلى مركز العمليات الرئيسي للقوات المسلحة باستخدام طائرات المراقبة الأمنية وسيارات البث المباشر، فضلاً عن قيام عناصر من القوات المسلحة بتعزيز إجراءاتها الأمنية براً وبحراً وجواً للتصدي بكل حسم لأي محاولة للتسلل عبر الحدود على كافة الاتجاهات الاستراتيجية، والتعاون مع الشرطة المدنية لتأمين المنشآت والأهداف الحيوية بالدولة، والتصدي لأي أعمال إجرامية محتملة من شأنها تعكير صفو المواطنين خلال الاحتفالية. وأعلنت وزارة الداخلية المصرية استعداداتها لتأمين الاحتفالات، وعقد اللواء مجدي عبد الغفار وزير الداخلية اجتماعاً أمس مع كبار مساعديه، استعرض خلاله محاور الخطة الأمنية الشاملة، التي أعدتها الوزارة لتأمين احتفال افتتاح قناة السويس الجديدة بمدن القناة وباقي المحافظات. وقال الوزير إن حماية الشعب المصري ومؤسساته ومقدراته مسؤولية قومية تستوجب العمل بروح وطنية وإصرار على فرض الأمن والاستقرار في شتى ربوع مصر، مشيداً بالتعاون المثمر مع أجهزة القوات المسلحة، والذي ساهم بشكل فعال في اكتمال منظومة الأمن، مؤكداً أن الأداء الأمني الجاد والمنضبط للقوات هو الضمانة الأساسية لنجاح العمل الأمني في تحقيق أهدافه. وشدد الوزير على أهمية تفاعل الخطط الأمنية مع المتغيرات الجارية على أرض الواقع، الأمر الذي يتطلب الدقة في تقدير الموقف والرصد المستمر لكافة المستجدات الأمنية، وأكد أهمية الربط بين الخدمات الأمنية الميدانية وغرف العمليات بكافة القطاعات لتلقي المعلومات واتخاذ القرارات المناسبة، بما يتماشى مع المستجدات، وكذا الربط مع غرفة العمليات المركزية تحقيقاً للتنسيق والتعاون. ووجه الوزير بضرورة إحكام الرقابة المرورية على الطرق السريعة وتطبيق القانون بكل حزم، للحد من حوادث الطرق، وتكثيف الخدمات المرورية على الطرق المؤدية إلى أماكن الاحتفالات، وتوفير كافة الإمكانات للقوات المشاركة في خطة التأمين بما يمكنها من تنفيذ الخطة الموضوعة بكفاءة وفاعلية. كما وجه باتخاذ كافة الإجراءات التأمينية لحماية المنشآت المهمة والحيوية بكافة المحافظات، ووسائل النقل والمسطح المائي ورفع درجة استعداد قوات الحماية المدنية، والتعامل الفوري مع أي محاولة للخروج على القانون بحسمٍ وحزم. وشدد على تكثيف الدوريات الأمنية داخل المدن وعلى الطرق والمحاور الرئيسية، مؤكداً تفعيل دور نقاط التفتيش والأكمنة والتمركزات الثابتة والمتحركة على كافة المحاور، واستمرار توجيه الحملات الأمنية المكثفة بجميع المحافظات لمواجهة كافة صور الخروج على القانون وفرض السيطرة الأمنية. وأكد الوزير أهمية المتابعة الميدانية للتأكد من تنفيذ الخطط التأمينية، مشدداً على دور القيادات في استنهاض الهمم من أجل رفع كفاءة الأداء بمختلف القطاعات. ومن جانب آخر، قال أحمد اليماني المتحدث باسم محافظة الإسماعيلية التي ستشهد على أرضها مراسم الاحتفال بافتتاح القناة الجديدة إن المحافظة ترتدي ثوباً جديداً، استعداداً للاحتفالات بقناة السويس الجديدة، وهو الحدث الأهم في القرن ال21، وأشار إلى أن مواطني الإسماعيلية سيشاركون في هذا الحدث. وأضاف اليماني أن المحافظة بدأت في استقبال ضيوف الحفل، لافتاً إلى أن الاحتفال سيتضمن عروضاً جوية وبحرية وفنية، حيث تم تشييد 3 منصات إحداها للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والثانية للضيوف والأخرى للإعلام. وقال الدكتور جلال السعيد محافظ القاهرة إن المحافظة استعدت لاستقبال ضيوف احتفالية افتتاح قناة السويس، باعتبارها إنجازاً تاريخياً، كما انطلقت أمس احتفالات ومهرجانات بمناسبة الافتتاح في عدد من الميادين والشوارع العامة وميدان التحرير بمشاركة فرق الفنون الشعبية، بالتنسيق مع كل من مديرية الثقافة ووزارة الثقافة وهيئة قصور الثقافة، إلى جانب إعداد شاشات عرض عملاقة لنقل الأحداث والاحتفالات. وتقيم محافظة الجيزة اليوم احتفالاً بمسرح الصوت والضوء بالمنطقة الأثرية بالأهرام وذلك بمناسبة حفل الافتتاح، وقال الدكتور خالد زكريا العادلي محافظ الجيزة إنه تم توجيه الدعوة للوزراء وسفراء الدول بالقاهرة لحضور الحفل، مضيفا أنه تم اختيار منطقة الأهرام الأثرية. وحذر الدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية من الالتفات إلى حملات التشكيك والتزييف التي يشنها البعض بهدف زعزعة ثقة المصريين في قياداتهم أو النيل من سمعة المشروعات الكبيرة التي تتحقق على أرض الواقع. وأكد علام في برقيتي تهنئة إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي والفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس أن حملات خبيثة تخفي وراءها حقداً دفيناً لمصر والمصريين، وتنطلق من أجندات مريبة لا تريد الخير للبلاد والعباد. وقال المفتي إن مصر انطلقت نحو التقدم والرقي، وأن المصريين مصممون على استكمال ما بدأوه من دون كلل أو ملل.