أكد خطيب المسجد الأقصى المبارك، رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس، الدكتور عكرمة صبري، حرص وتصدي ومرابطة أهالي القدس وصمودهم وحفاظهم على المقدسات الإسلامية، وصد الانتهاكات ووضع حدود لها، وتفويت الفرصة على الأطماع الإسرائيلية عبر التعاون والتضامن والإيمان، وكل القيم المستمدة من قوة العقيدة الإسلامية السمحة وعمق الائتمان على أرض مقدسة، مشيراً إلى أن القدس الشريف ومقدساته أمانة في أعناق كل العرب والمسلمين، ولاتزال الدافع الحقيقي لعدم الاستسلام والانصياع لإرادة المحتل الذي يريد تفريغ المدينة المقدسة من سكانها الأصليين، وأصحاب الحق الشرعي والتاريخي بها، ليستفرد بالأرض التي يزعم زوراً وبهتاناً وباطلاً بأن له بها حقاً، في وطن سكنه العرب قبل 7500 سنة قبل الميلاد. وقال الشيخ عكرمة صبري في لقاء مع وكالة الأنباء القطرية إن الانتهاكات الإسرائيلية للمسجد الأقصى المبارك قديمة ومتتالية منذ عام 2000 من القرن الماضي، ولكن وتيرتها ازدادت في الآونة الأخيرة، حينما أصبحت الجماعات اليهودية المتطرفة ذات نفوذ واسع في الحكومة الإسرائيلية، فأصبح الاقتحام للمسجد الأقصى المبارك لا يقتصر إذن على المتطرفين بل يمارسه مسؤولون من وزراء وأعضاء كنيست، منوهاً إلى أن الخطورة هنا تكمن بأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مدعوماً من قبل الجماعات المتطرفة، شريطة أن يسمح لهم بما يسمى ب الصلاة التلمودية، في رحاب ساحات المسجد الأقصى المبارك الذي تبلغ مساحته الكلية 144 دونماً، وبه أجزاء مسقوفة وأخرى مكشوفة، حيث يمارس المتطرفون طقوسهم المزعومة في المنطقة المكشوفة من رحاب المسجد الأقصى، فيما يطمحون الآن إلى ممارسة شعائرهم المزعومة في المنطقة المسقوفة، والتي تشمل المسجد الأقصى المبارك وقبة الصخرة المشرفة. وأكد أن الانتهاك الإسرائيلي الأخير الذي حدث يوم 26 من الشهر الماضي، حدث بسبب إحساس اليهود بأن الظرف مناسب للانقضاض على الأقصى، وسط انشغال العالم العربي بمشاكله وقضاياه، وعلى ضوء مناسباتهم الدينية المزعومة والمتعددة، والتي يحيونها في محاولات لإثبات حقوقهم الباطلة، حيث يطالب المقتحمون المحتلون الحكومة الإسرائيلية بتحقيق مطالب لهم فيالأقصى، ومنها التقسيم الزماني، والتقسيم المكاني، مشدداً على أن السبب الرئيسي والحقيقي وراء الاقتحامات الإسرائيلية للمسجد الأقصى المبارك يكمن في رغبتهم طمس معالمه وارتباطه الإسلامي، وزرع اليأس في قلوب المقدسيين من أجل ترحيلهم عن المدينة، وإفراغها من سكانها الأصليين، أصحاب الحق والإرث والرسالة. (وكالات)
مشاركة :