فرنسا وبريطانيا تطلبان مساعدة أوروبا لمكافحة تدفق المهاجرين إلى نفق المانش

  • 8/3/2015
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

أكدت فرنسا وبريطانيا على «الأولوية الكبرى» بالنسبة إلى البلدين في إنهاء الأزمة في كاليه الفرنسية، حيث يحاول آلاف المهاجرين منذ أسابيع التوجه إلى إنكلترا بالتسلل إلى النفق تحت بحر المانش الذي يربط بين البلدين. أتى ذلك في وقت أعلن خفر السواحل الإيطالي أمس، أنه أنقذ 1800 مهاجر من سبعة قوارب مكتظة في البحر الأبيض المتوسط السبت، فيما عثر على خمس جثث في قارب مطاطي كبير كان يقل 212 شخصاً آخرين ودعت بريطانيا وفرنسا في إعلان مشترك أمس، دولاً أخرى في الاتحاد الأوروبي لمساعدتهما في التصدي للأزمة المتنامية، بعدما أصبحت كاليه (شمال فرنسا) مقصداً لأعداد هائلة من المهاجرين الذين يتوافدون إلى أوروبا عبر قوارب تنطلق من السواحل الليبية، هرباً من الفقر والعنف في الشرق الأوسط وأفريقيا. وحاول مئات المهاجرين التسلل عبر النفق في الأسابيع الماضية على أمل التسلل إلى قطار أو شاحنة للتوجه إلى بريطانيا. ولقي عشرة مهاجرين على الأقل مصرعهم في هذه المحاولات الخطيرة منذ حزيران (يونيو) الماضي. وأعلنت الحكومة البريطانية تخصيص عشرة ملايين يورو (11 مليون دولار) لتحسين السياج حول موقع محطة «يوروتانل» في كوكيل خارج كاليه. وحذر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون من أن الأزمة يمكن أن تستمر طيلة الصيف، ووعد بتدعيم السياج الأمني في المنطقة وتعزيز الفرق الأمنية، لمساعدة الشرطة الفرنسية في ضبط اللاجئين. ورأى وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف ونظيرته البريطانية تيريزا ماي في بيان مشترك نشر في صحيفتي «لو جورنال دو ديمانش» الفرنسية و «صنداي تلغراف» البريطانية أن العديد من الموجودين في كاليه يحاولون عبور القنال، ووصلوا إلى هناك عبر إيطاليا واليونان ودول أخرى. ولهذا السبب نضغط على دول أعضاء أخرى وعلى الاتحاد الأوروبي بكامله للتعامل مع المشكلة من جذورها عبر خفض عدد المهاجرين الذين ينتقلون إلى أوروبا من أفريقيا» لأسباب اقتصادية. واعتبر الوزيران أن العالم أمام «أزمة هجرة شاملة» تتطلب رداً أوروبياً ودولياً، مؤكدين أن المعالجة يجب ألا تقتصر على جهود بريطانيا وفرنسا فقط. وورد في بيان كازنوف وماي أن «شوارعنا ليست معبدة بالذهب»، وأن الحكومتين تعيدان حوالى مئتي مهاجر شهرياً لا يتمتعون بالمؤهلات اللازمة للحصول على اللجوء. في غضون ذلك، اتهم النائب الفرنسي المعارض والوزير السابق كزافييه برتران، كامرون، بسوء تقدير خطورة المشكلة. وهدد برتران بـ «السماح برحيل المهاجرين» إلى بريطانيا. وقال لصحيفة «لو جورنال دو ديمانش» متحدثاً عن كامرون: «إذا واصل الامتناع عن عرض أي شيء آخر، فلندع المهاجرين يذهبون ولندعه يعالج سياساته بطريقته الخاصة لكن على جزيرته». وأكد السياسي الفرنسي أنها «ليست قضية أموال، وبضعة ملايين إضافية لن تحل المشكلة». وزاد: «نحن لا نطلب صدقة بل حلاً ويتعيّن إدراك أن أنصاف الحلول لا تجدي ويجب العمل على الملف بجدية». وذكر برتران أن الحدود البريطانية «تقع جغرافياً في كاليه». وقال: «كنا طيبين جداً عندما قبلنا بأن تكون الحدود في كاليه في مقابل مساعدة بريطانية صغيرة بموجب الاتفاقات الفرنسية - البريطانية التي وقعت في توكيه عام 2003». وزاد: «إذا كان الانكليز لا يريدون سماع شيء أو فهم شيء أو المشاركة بحصتهم في تسوية الملف، فعلينا مراجعة اتفاقات توكيه». وتحولت هذه الأزمة إلى قضية سياسية ساخنة على ضفتي بحر المانش واحتلت الصفحات الأولى للصحف البريطانية أمس. وأدى الانقسام حول هذه القضية إلى تنظيم تظاهرتين، شارك في الأولى مؤيدو استقبال اللاجئين وفي الثانية مناصرو اليمين المتطرف المعادي للاجئين في مرفأ فولكستون البريطاني المطل على بحر المانش. وقالت بريدجيت تشابمان التي نظمت تظاهرة المؤيدين لاستقبال المهاجرين: «نقول بوضوح للمهاجرين إن كثيرين هنا يرحبون بهم وأن الطريقة التي يعاملون بها لا تمثلنا». لكن أنصار اليمين المتطرف هتفوا «بريطانيا أولاً، نريد عودة وطننا». وقال بول غولدينغ زعيم حزب «بريطانيا أولاً» أن «الشعب البريطاني لا يريد هجرة». من جهة أخرى، قال مصدر في الشرطة الفرنسية أن نحو 400 محاولة تسلل لمهاجرين يريدون الوصول إلى بريطانيا، سجلت ليل السبت - الأحد في موقع النفق في كاليه. وقالت ناطقة باسم شركة «يوروتانل» المشغلة للنفق أن عدد المشاركين في تلك المحاولات، أجبر الشركة على إغلاقه من أجل سلامة الركاب والمهاجرين أنفسهم. وواجهت السلطات الفرنسية ليل الخميس – الجمعة، أكثر من الف محاولة تسلل من قبل مهاجرين يخيمون في مرفأ كاليه، لبلوغ النفق ليلاً. وكان كامرون ناقش هذه القضية في اتصال هاتفي مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند» وعبرا عن «قلقهما في شأن التحديات الأمنية الحالية المباشرة» وأكدا «التزامهما بمواصلة العمل سوية لمعالجة المشكلات الناجمة عن الهجرة غير الشرعية».

مشاركة :