قصة مبايعة أهل تربة البقوم للمؤسس الملك عبدالعزيزبن عبد الرحمن طيب الله ثراه

  • 9/27/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

عندما تم فتح مدينة تربه تم ارسال مرسول الى الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه في الرياض لانه كان قد اوصى بابلاغه عند فتح مدينة تربه ليحضر بنفسه وياخذ البيعه من اهل المنطقه بنفسه نظرا لمكانة تربه في ذلك الوقت لانها كانت بوابة الحجاز ومفتاحه وكانت هي سبب فتح الحجاز بكل سهوله حيث انه لم تدور معارك قويه بعد فتح تربه وهزيمة الحاكم السابق وعندحضور الملك عبدالعزيز رحمه الله قام بعمل صيوان ليتوافد الناس عليه لمبايعته وقد اجتمع مشايخ قبيلة البقوم وذهبوا لمبايعته وارسل احد مشايخ البقوم وهو شيخ قبيلة المرازيق اخوه بدلا منه كنوع من انواع الاختبار للحاكم الجديد وكان اسم الشيخ طاحوس بن حمود بن صويان وعند حضورهم له وتعريفهم باسمائهم كان عنده علم مسبق باسماء مشايخ القبيله ومن فطنة وذكاء الملك عبدالعزيز عرف ان الشيخ الاساسي لقبيلة المرازيق لم يحضر واناب اخوه بدلا منه لانه لايعرف ماذا سيحكم به الحاكم الجديد خاصة انه دارت حرب ضروس بين الطرفين وقد ادهش الملك عبدالعزيز الجميع بمعرفته المسبقه بالشيخ واسمه واسم حتى امه التي كانت من قبيلة اخرى خارج القبيله عندما قال وين الشيخ طاحوس شيخ قبيلة المرازيق ولد الدعجانيه ليش ماجاء يبايعني قالوا له ياطويل العمر كان مسافر وهو في الطريق جاي لمبايعتك وعندما جاء الشيخ طاحوس قادم للملك عبدالعزيز لمبايعته اخذ معه من قبيلته خمسه اشخاص يشبهونه في الشكل والطول وحضروا عندالمللك عبدالعزيز وردوا السلام عليه وجلسوا عنده في الصيوان وقد احتار في من هو الشيخ فيهم لكي يوجه له الكلمه خاصة انهم حضروا وردا السلام مع بعض وسكتوا ولم يفصح عن نفسه الشيخ طاحوس وكان تصرف الملك عبدالعزيز رحمه الله غاية في الذكاء والدهاء الذي لايجيده الا الاذكياء من الناس قام الملك عبدالعزيز باخذ منديله ووضعه على وجهه وكأنه يمسح وجهه من الغبار وقال والمنديل على وجهه وبسرعة في الكلام حتى لايركز في احد من الحضور وقد لا يكون هو الشيخ وقال طيبين ياطاحوس بن صويان قام الشيخ ونطق وقال طيبين ياطويل العمر هنا عرف الملك عبدالعزيز من هو الشيخ بهذه الحركه البسيطه الذكيه قال الملك عبدالعزيز رحمه الله كلمته الابويه التي لايمكن ان يقولها الا قائد ناجح يريد ان يبني علاقات قويه مع الكل وملك مبني على الحب والاحترام وليس بالقوه وبالحروب التي تدمي القلوب قال له الملك عبدالعزيز ابشر لك بأبو خير من ابوك السابق يقصد الحاكم السابق الشريف قال الشيخ له وابشر لك ياطويل العمر بولد صالح ومن هنا بدأت العلاقه الطيبه والحميمه بين اهل المنطقه وبين الحاكم الجديد وانظموا معه في جيشه الذي اكمل مسيرة توحيد الوطن لفتح باقي مدن الحجاز الطائف ومكه وجده والمدينه من هنا يجب ان نعرج على احد اهم خصال الملك عبدالعزيز التي مكنته من الانتصارات ومن معرفة مجريات الامور وهي انه قبل ان يغزوا اي منطقه كان يجمع عنها ادق المعلومات ويعرف من هم المتصدرين فيها واصحاب القرار والمكانه فيها ثم يرسل لهم من المؤثرين من يحاول استمالتهم واقناعهم بالانضمام اليه وانهم سوف يكون لهم حضوة عنده فيما بعد ومن يرفض يشن عليه الحرب وقد علم مسبقا نقاط الضعف لدى خصومه ليستغلها وتكون سبب هزيمتهم ثم ان لديه خصلة مهمه جدا وهي الاحتواء فبعدالانتصار ل ايمكن ان يذل من انتصر عليهم بل يكرمهم ويعاملهم معاملة طيبه وهذا ماجعل الجميع يحبونه ويدعمونه خاصة انه اظهر لهم انه جاء ليثبت دعائم الاسلام التي كان معضمها مفقودفي المنطقه نظرا للاميه المنتشره في المنطقه والجهل وكذلك محاربة قطاع الطرق الذين دمروا حياة الناس وادخلوا الرعب في قلوبهم الملك عبدالعزيز موسوعة متنقله في كل الامور سواء سياسيه او حربيه اوعلاقات عامه او ارساء القانون بين الناس وجعلهم سواسيه امام القانون وهوحكم الشرع لافرق بينهم ويجب علينا ان نقول الحقيقه وهي انه لو لا الله ثم هذاالرجل الذي قيضه الله لانقاذ هذه البلاد لظلت فترة طويله ترزح تحت الجهل والتخلف والفقر والمرض ولاستمرت شعوب وقبائل متناحرة فيما بينها تطحنها الحروب والنزاعات القبليه المقيته التي يدفع ثمنها الجميع دون استثناء .

مشاركة :