أكد علي بن صالح الصالح رئيس مجلس الشورى، خلال كلمة له في افتتاح أعمال المؤتمر الافتراضي الدولي الأول للذكاء الاصطناعي، مساء أمس، أن المؤتمر يُعد ترجمة لدعوات حضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد المفدى بالتوجه نحو العصر الرقمي، والتي شكلت حافزًا للبحرينيين كافة وأثرت بشكل إيجابي واضح للانطلاق نحو عصر تقني مميز يواجه التطورات العالمية، ويسهم في تمكين البرامج والقطاعات الحكومية والخاصة نحو تحقيق مخرجات الرؤية المستقبلية للمملكة، والارتقاء إلى الريادة ضمن الاقتصادات القائمة على البيانات والتطور التقني والتكنولوجي.وأشار رئيس مجلس الشورى، في كلمته، إلى أن جلالة الملك المفدى دعا خلال افتتاح دور الانعقاد الماضي لمجلسي الشورى والنواب إلى التوجه الجاد نحو اقتصاد المعرفة، وإلى وضع خطة وطنية شاملة لتأمين التعامل مع متطلبات الاقتصاد الرقمي، وتوظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في القطاعات الانتاجية والخدمية، من خلال وضع الأنظمة اللازمة، واستكمال البنى التقنية، وتشجيع الاستثمارات النوعية، لضمان الاستفادة القصوى من مردود ذلك على الاقتصاد الوطني.وأضاف: «يمكن القول إن الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحيوية والروبوتات من المجالات التي ستسهم بكل تأكيد، وبشكل كبير، في رفعة ونمو المجتمع البحريني، وأنه نظرًا للمدى المتقدم في جاهزية البنية التقنية في البحرين، فإن قيادة جلالة الملك المفدى قد سلطت الضوء على إنشاء منظومة محفزة للابتكار، من خلال القوى الناشئة في المجتمع البحريني».ولفت إلى جهود كلية البحرين التقنية (بوليتكنك) هذا العام بإطلاق دورات (أكاديمية الذكاء الاصطناعي) بتعاون مثمر مع كبرى الجهات البحرينية والعالمية، مؤكدًا أن توظيف التقنيات الحديثة وتبني الذكاء الاصطناعي أصبح يقدم حلولاً لتحديات عدة تواجهها المجتمعات اليوم، ما يستلزم استكمال البنى التقنية المتقدمة وتشجيع كافة المبادرات النوعية.وتابع: «إن الذكاء الاصطناعي من شأنه تعزيز الأداء والإنتاجية، ودعم اتخاذ القرار في القطاعات المتعددة، ما يسهم في جعل الخدمات المقدمة للمواطنين والمقيمين أكثر تقدمًا وابتكارًا وسرعة، ويفتح مجالات جديدة عدة في ريادة الأعمال ودعم الشباب البحريني المتألق، لجعل أفضل ما في البيانات والذكاء الاصطناعي واقعًا ملموسًا مثمرًا لكل المواطنين».وأوضح أن البنية التحتية التقنية المتطورة للمملكة أسهمت في دعم الجهود الجبارة في مواجهة الأزمة العالمية الناتجة عن الجائحة الحالية بشكل فعال متميز، وأصبح التعليم والعمل عن بُعد أمرًا واقعًا ملائمًا لجميع التدابير اللازمة، وهو ما يُعد خطوة للأمام يدًا بيد مع تفعيل آليات الذكاء الصناعي وخطواته وتطبيقاته.وقال رئيس مجلس الشورى في سياق كلمته الافتتاحية: «نثق بأن رسم مستقبل الذكاء الاصطناعي في البحرين هو بيد شبابنا، أبنائنا الأحباء المثابرين، في كافة مستوياتهم التعليمية والوظيفية، لتترجم كافة الجهود لقيمة مميزة تؤثر إيجابًا على كافة القطاعات الوطنية، ولنجد أمامنا تمكينًا كاملاً ناجعًا لقدرات الذكاء الاصطناعي في مختلف البيئات البحرينية التعليمية والاقتصادية وغيرها من القطاعات، من خلال البحث والتدريب والتطوير بأفضل الممارسات وأحدث المعايير والتقنيات العالمية التي تضع البحرين على خريطة التنافس بأيد وطنية وبرؤية ثاقبة».ولفت إلى أن هذه الفعاليات والجهود المتتالية الجادة تؤسس لجيل المستقبل الذي يدرك بأن سوق العمل بحاجة لمتخصصين مبدعين أذكياء، لهم وعي بعلوم العصر، يطلقون طاقاتهم الكامنة وشغفهم للإنجاز، وقادرون على تقديم المخرجات التعليمية المتطورة، متوجهًا بالتحية لكل العاملين في هذه المجالات الحيوية المهمة لمستقبل المملكة الزاهر.ويعقد هذا المؤتمر بتنظيم من مجموعة الذكاء الاصطناعي، بمشاركة نخبة من خبراء الذكاء الاصطناعي من المملكة المتحدة، والمملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، ومملكة البحرين.من جهته، قال الدكتور جاسم حاجي رئيس المؤتمر والخبير التنفيذي لعلوم الذكاء الاصطناعي أن هذا المؤتمر زود القطاعين العام والخاص بالفوائد الاستراتيجية والتكتيكية المطلوبة لنشر هذه التكنولوجيا إلى جانب التقنيات المعرفية، حيث أدى وجود تقنية الذكاء الاصطناعي في طليعة حياتنا اليومية إلى ارتفاع سريع في توافر واستخدام حلول الأتمتة الذكية، ما ساعد القطاعات الحيوية في الدولة على الاستفادة من التقنيات الذكية المتقدمة لتعزيز الخدمات، وقد جمع هذا المؤتمر الدولي قادة من مختلف البلدان في مجالات الابتكار التكنولوجي والأعمال والأبحاث التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي.
مشاركة :