مطار دبي يحلق نحو عقده السابع بطموح الريادة العالمية

  • 9/28/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يحلق مطار دبي الدولي، الذي يحتفي في 30 سبتمبر الجاري بمسيرة 60 عاماً من الإنجازات القياسية، إلى عقده السابع بطموح الريادة العالمية، وحصد لقب المطار الأضخم في العالم، بعد تربعه خلال السنوات الست الماضية على عرش أكبر مطارات العالم في حركة المسافرين الدوليين. وخلال حقبة زمنية قصيرة تمكن مطار دبي الدولي، الذي بدأ عملياته في 30 سبتمبر من العام 1960، من صياغة قصة نجاح استثنائية في صناعة المطارات العالمية، ليصبح أحد أهم محاور الربط الجوي في العالم التي تنطلق عبرها أكثر من 1100 رحلة يومياً إلى نحو 260 وجهة عالمية، والثالث عالمياً في إجمالي عدد المسافرين. بدأت الفصول الأولى لتلك القصة في العام 1959، عندما أمر المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، بالبدء بأعمال تصميم مطار مدني وبنائه وتجهيزه، وخلال 12 شهراً من العمل ولد أول مطار صغير في الإمارة في العام 1960 بطاقة استيعابية محدودة للغاية، وكان عبارة عن مبنى صغير ومدرج طائرات رملي مضغوط، وذلك قبل أن يتم الإعلان في شهر مايو من عام 1963 عن بناء مدرج جديد من الإسفلت، ليتحول المطار من مجرد مطار صغير بمدرج رملي طوله 6000 قدم إلى مدرج بمواصفات حديثة طوله 9200 قدم تؤهله لاستقبال الطائرات الكبيرة. ومع تسارع وتيرة الحركة في المطار، نتيجة اعتماد سياسية الأجواء المفتوحة التي جعلت شركات الطيران تتسابق للقدوم إلى دبي، كان لا بد من توسعة المطار لتلبية طموحات الإمارة في التحول، لأن تصبح أول مركز للنقل الجوي على مستوى المنطقة، حيث بدأ العمل في إقامة مبنى جديد تم افتتاحه في مايو من عام 1971، بتكلفة 4 ملايين جنيه استرليني في حينه. رحلة فاصلة وساهم المطار الوليد، على الرغم من مساحته الصغيرة، في تغيير وجه الحياة في إمارة دبي، وتوفير وسيلة نقل إضافية لمجتمع رجال الأعمال والسكان في المدينة، التي كانت تشهد تحولاً كبيراً في بناها التحتية، قبل أن ينطلق المطار في العام 1985 إلى رحلة جديدة فاصلة في تاريخه مع تأسيس طيران الإمارات، وبفضل رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، ليرتفع عدد المسافرين من 40 ألف مسافر في العام خلال السنوات الأولى إلى نحو 86.4 مليون مسافر في العام 2019، وذلك بعد أن لامس حاجز الـ 90 مليون مسافر خلال عام 2018. وفي نهاية العام 2018، احتفل مطار دبي الدولي ببلوغ إجمالي عدد المسافرين الذين استخدموا المطار منذ هبوط أول طائرة عام 1960 إلى أكثر من مليار مسافر، منهم 500 مليون مسافر تم استقبالهم خلال 51 عاماً، أي منذ تأسيسه حتى 31 ديسمبر 2011، بينما تم استقبل في 7 سنوات بين 2011 و2018 أكثر من 500 مليون مسافر. نمو متسارع وأدى النمو المتسارع لشبكة وأسطول طيران الإمارات، إلى تدشين مرحلة توسعة جديدة انتهت بافتتاح مبنى الشيخ راشد في أبريل 2000، ما رفع الطاقة الاستيعابية للمطار إلى 25 مليون مسافر سنوياً، ودفع استمرار النمو بأعداد المسافرين، القائمين على إدارة المطار في عمل دائم على مدار الساعة، حيث تم بدء العمل في إنشاء المبنى 3 والكونكورس ايه، لمواكبة عمليات النمو، وفي نهاية 2008 انتهت أهم مراحل التوسعة الكبرى للمطار (الأولى)، والتي بلغت قيمة استثماراتها 15 مليار درهم تقريباً، وذلك بإضافة المبنى 3 للمطار ليكون مخصصاً لطيران الإمارات ومسافريها فقط، وليخصص مبنى 2 للخطوط الأخرى، ومبنى 1 للطيران الاقتصادي، بالإضافة إلى مبنى آخر خصص للطيران الخاص. استثمارات التوسعة وعلى مدى الـ11 عاماً الماضية فقط، افتتحت مطارات دبي سبعة مرافق كبرى باستثمارات تبلغ نحو 12 مليار دولار، منها خمسة مليارات تم استثمارها لتطوير مطار دبي الدولي وتعزيز قدراته، منها إنشاء المبنى 3 والكونكورس (أ) و(ب) و(د)، فضلاً عن التجديد والتوسعة الشاملة للمبنى 2 في المطار. وفي العام 2013، تم افتتاح (الكونكورس ايه) لترتفع الطاقة الاستيعابية للمطار إلى 75 مليون مسافر سنوياً، ولم يتوقف التوسع عند هذا الهدف رغم ضيق مساحة المطار، وفي الوقت الذي تم فيه تشغيل وافتتاح مبنى مطار آل مكتوم، ضمن مشروع مطار دبي ورلد سنترال في دبي الجنوب، الذي يخطط أن يكون الأكبر في العالم لاستيعاب 240 مليون مسافر، تواصلت التوسعة في مطار دبي لرفع طاقته الاستيعابية إلى نحو 90 مليون مسافر، من خلال افتتاح مبنى «الكونكورس دي» في فبراير من العام 2015، بتكلفة 1.2 مليار دولار، ضمن برنامج الخطة الاستراتيجية 2020 التي رصد لها 7.8 مليار دولار. جائحة كوفيد-19 ورغم التحديات التي تمر بها صناعة الطيران العالمية منذ تفشي فيروس كورونا المستجد في شهر مارس الماضي، والتي دفعت حكومات العالم إلى اتخاذ قرارات غير مسبوقة بإغلاق مطاراتها أمام حركة المسافرين لاحتواء انتشار الفيروس، إلا أن مطار دبي يتأهب لاستعادة دفة النمو مجدداً مع عودة الحركة إلى طبيعتها مع نجاح العالم في تجاوز أزمة كوفيد-19، وذلك بعد أن بلغ إجمالي أعداد المسافرين في المطار، 17.82 مليون مسافر خلال الربع الأول من عام 2020. وتواصل مؤسسة مطارات دبي العمل عبر خطة «دي إكس بي بلس»، لزيادة الطاقة الاستيعابية لمطار دبي الدولي من 100 مليون إلى 118 مليون مسافر بحلول 2023، دون إضافة أي بنية تحتية جديدة، وذلك من خلال العمل على إنجاز إجراءات السفر قبل الوصول إلى المطار، وتحسين إجراءات الهجرة والتفتيش الأمني، وأنظمة إدارة المطار والحركة الجوية. وقبل الأزمة، استقبل مطار دبي الدولي في المتوسط 7.5 مليون مسافر شهرياً، وخلال العام الماضي نجح المطار في تحطيم رقمه القياسي للمرة الثالثة باستقباله أكثر من 8.3 مليون مسافر في شهر واحد، ووصل إجمالي عدد الرحلات في مطار دبي الدولي إلى نحو 7700 رحلة أسبوعية، تسيرها الناقلات العاملة في المطار إلى 260 وجهة حول العالم تستحوذ «طيران الإمارات» و«فلاي دبي» على النسبة الكبرى منها، كما أن هناك أكثر من 100 شركة طيران تعمل انطلاقاً من المطار لنقل الركاب.

مشاركة :