* في الوقت الحالي يجب على المستثمرين البقاء حذرين، وعدم السعي لشراء الأسهم بأسعار مخفضة.. أندرو شيتس - كبير محللي الأصول المشتركة في مؤسسة مورجان ستانلي. تراجعت العقود الآجلة للأسهم الأمريكية، أمس الثلاثاء، مما يشير إلى وقوع خسائر جديدة لدى المستثمرين في الوقت الذي يخشون فيه من احتمالية تجدد القيود المرتبطة بفيروس كورونا بسبب ارتفاع عدد الإصابات، مما يؤثر على التعافي الاقتصادي للبلاد.وانخفضت العقود الآجلة المرتبطة بمؤشر ستاندرد آند بورز S&P 500 بنسبة أقل من 0.2 ٪ بينما ارتفعت العقود الخاصة بمؤشر ناسداك المركب الثقيل بنسبة 0.1 ٪.وكان السوق قد شهد تراجعًا حادًا يوم الإثنين الماضي، مما دفع مؤشر ستاندرد آند بورز إلى تحقيق خسائر لليوم الرابع على التوالي، وهي أطول سلسلة من الخسائر يحققها المقياس واسع الانتشار منذ أواخر فبراير الماضي.وتذبذبت الأسهم في جلسات التداول الأخيرة، بعد ارتفاعها في معظم فترات فصل الصيف. ودخلت الاضطرابات مرحلة جديدة يوم الإثنين الماضي، عندما تعرضت أسهم القطاعات شديدة الحساسية للنمو الاقتصادي، مثل البنوك والمواد والصناعات، لأكبر انخفاضات تشهدها، بينما تقدمت أسهم التكنولوجيا، التي أثرت تقلباتها على الأسواق في الأسابيع الأخيرة.على الجانب الآخر، يقول المستثمرون إنهم يتعاملون مع مجموعة من المخاطر، بما في ذلك الفرص الضعيفة لاتفاق المشرعين الأمريكيين على السماح بحزمة مساعدات مالية أخرى لتحفيز الاقتصاد قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية، والتي يفترض إقاتها شهر نوفمبر المقبل.أيضًا، يقلق مديرو الأموال بشكل متزايد من احتمال استمرار حالة انعدام اليقين الاقتصادي لفترة طويلة بعد الانتخابات.وأدت الحالات المتزايدة من إصابات فيروس كورونا في أوروبا إلى زعزعة الثقة في تعافي الاقتصاد العالمي من الانكماش الذي أحدثه الوباء. وزادت الإصابات المعروفة في الولايات المتحدة بشكل حاد يوم الإثنين، ووصلت إلى 52 ألف حالة، وكانت هذه أعلى زيادة في يوم واحد منذ 14 أغسطس الماضي، وفقًا لبيانات جامعة جونز هوبكنز.وقال أندرو شيتس Andrew Sheets، كبير محللي الأصول المشتركة في مؤسسة مورجان ستانلي:Morgan Stanley «سيستمر التقلب الاقتصادي في الأسواق لفترة أطول قليلاً، ولكن في نهاية المطاف، من المرجح أن يمر الاضطراب وكأنه وميض سريع في السوق الصاعدة طويلة الأمد». وأضاف شيتس: «لكن في الوقت الحالي يجب على المستثمرين البقاء حذرين، وعدم السعي إلى شراء الأسهم بأسعار مخفضة».وفي تصريحات مسجلة سلفًا نُشرت يوم الإثنين الماضي قبل شهادة رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول أمام الكونجرس، قال باول إنه سيحتاج إلى إنفاق المزيد من المساعدات لدعم الأجزاء المتعثرة من الاقتصاد الأمريكي. وأضاف: «سيعتمد تحرك الاقتصاد الأمريكي إلى الأمام على إبقاء الفيروس تحت السيطرة، وعلى الإجراءات السياسية المتخذة على جميع مستويات الحكومة».وأدلي باول بشهادته أمام لجنة الخدمات المالية بمجلس النواب الأمريكي، جنبًا إلى جنب مع وزير الخزانة ستيفن منوشين، بدءًا من الساعة 10:30 صباحًا بالتوقيت الشرقي بالولايات المتحدة.وفي إطار متصل، يشعر المستثمرون بالقلق أيضًا من أن الانتعاش القوي الذي شهده الإنفاق الاستهلاكي مؤخرًا سوف يتراجع إذا لم يصدر اتفاق جديد بين المشرعين الأمريكيين لتقديم إعانات بطالة إضافية.وانتهت صلاحية المزايا الإضافية المرتبطة بفترة الوباء، والتي وافق عليها الكونجرس، في نهاية يوليو الماضي.وفي أوائل أغسطس، أصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إجراءً تنفيذيًا يسمح للولايات بالاستفادة من أموال الإغاثة في حالات الكوارث، حيث يمكن للفرد الحصول على 300 دولار في الأسبوع كمساعدات إضافية.وقالت صوفي شاردون Sophie Chardon، المحلل الإستراتيجي للأصول المتعددة في شركة لومبارد أودييه: «من المهم بالنسبة للاقتصاد الأمريكي أن يستمر تقديم إعانات البطالة للمستهلكين والأسر»، وأضافت: «ثقة المستهلك لا تزال هشة للغاية».وفي سياق متصل، يتخذ البنك السويسري الخاص موقفًا حذرًا، بعد أن تراجع عن استثماره في الأسهم مفضلًا السيولة النقدية. وقالت شاردون: «التعافي الاقتصادي الأمريكي لا يزال غير منتظم وغير مكتمل».وتراجعت عائدات سندات الخزانة لأجل 10 سنوات لتصل إلى 0.664 ٪ نزولًا من 0.670 ٪، يوم الإثنين الماضي، قبل شهادة باول. وارتفع مؤشر الدولار في وول ستريت جورنال، الذي يقيس العملة الأمريكية مقابل سلة أخرى، بنسبة 0.2 ٪، مما أضاف إلى أكبر تقدم له في يوم واحد منذ أكثر من شهر.وعانت أسواق الأسهم الدولية من حالة مختلطة، بعدما ارتفع مؤشر ستوكس 600 الأوروبي Stoxx Europe 600 بنسبة 0.5 ٪، مستردًا بعض مكاسبه، عقب تعرضه لأكبر انخفاض منذ منتصف يونيو.على الجانب الآخر، تراجعت الأسواق الآسيوية بعد انخفاض الأسهم الأمريكية. وانخفض مؤشر شنغهاي المركب بنسبة 1.3 ٪ عند الإغلاق، بينما تراجع مؤشر كوسبي في كوريا الجنوبية بنسبة 2.4 ٪.ختامًا، استقرت أسواق السلع الأساسية، مع ارتفاع العقود الآجلة للخام الأمريكي بنسبة 1.1 ٪، لتصل إلى 39.97 دولارًا للبرميل، وانخفضت عقود الذهب الآجلة بنسبة 0.2 ٪، لتصل بذلك إلى 1906.80 دولار للأونصة.