ظهرت تفاصيل جديدة حول ملابسات تحطم الطائرة الخاصة التي أودت بحياة ثلاثة من أفراد أسرة بن لادن، في الوقت الذي بدأت الجهات المعنية في بريطانيا تحقيقاتها في الحادث للتوصل إلى أسباب تحطمها بهذه الطريقة. وتعتمد التحقيقات على (الصندوق الأسود) الذي يسجل جميع بيانات الرحلة من (الوقت وسرعة الطائرة، ووضع الأجزاء المتحركة في الطائرة، والمحادثات المسجلة بين قمرة القيادة وبرج المراقبة. وقد تحدث خبراء في الطيران لصحيفة «ميل أون صنداي» البريطانية الصادرة أمس، عن كيفية تحطم طائرة أسرة بن لادن فوق موقف للسيارات بجوار مطار بلاكبوش في بريطانيا، واستغرب الخبراء سلوك قائد الطائرة، لافتين إلى أن الطائرة ارتفعت في الوقت الذي كان يجب أن تهبط، واقتربت من المطار وهي تطير بسرعة أكبر مما كان يجب أن تكون عليه، الأمر الذي أدى إلى هبوطها بشكل حاد وتخفيض قوة المحركات، فتخطى ممر الهبوط، ومن ثم لم يسعفه الوقت وسرعة الطائرة لمعاودة الارتفاع فاضطر إلى الهبوط فوق موقف السيارات. ونقلت الصحيفة عن شركة «آفجين ليمتد» لسلامة الطيران، أن الطائرة كانت تقترب من المطار وهي تطير على ارتفاع 1250 قدماً، إلا أنها ارتفعت إلى 1750 قدماً وهي تدور حول المطار، وهو عكس ما كان يجب أن يحدث، إذ كان يتعين عليه مواصلة الهبوط، ولفتت إلى أن رد فعل الطيار دفعه إلى الهبوط بسرعة بلغت 3 آلاف قدم في الدقيقة. وأفاد ديف ريد مدير من «آفجين ليمتد»، أنه حسب بيانات التصنيع فإن الطائرة إمبرير تتطلب ممراً طوله 799 متراً للهبوط بمستوى سطح البحر، بينما ممر هبوط مطار بلاكبوش يبلغ 1059 متراً ما يمنح الطيار 250 متراً إضافية للمناورة أثناء الهبوط. وأكدت مصادر في الطيران، أن الطائرة كانت تقترب من الهبوط في وضع غير مستقر، وعلى ارتفاع وسرعة أكثر مما يجب، ولم يكن لدى الطيار مسافة على الممر للهبوط، واعتبرت أنه كان يتعين على الطيار أن يتخذ قراراً مبكراً بعدم الهبوط، وأن يقوم بدورة ثانية حول المطار، لكنه هبط بشكل حاد وخفض قوة المحركات، ولم يدرك إلا متأخرا أنه تخطى الممر، وعندما قرر الهبوط، كان الوقت قد تأخر كثيراً.