كشفت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، اليوم الاثنين، أن إثيوبيا تعتبر سد النهضة أداة للسيطرة على النيل الأزرق وليس مجرد مشروع اقتصادي. وقالت المجلة في تقرير لها، إن كلا من مصر والسودان وإثيوبيا ما زالت تتفاوض منذ عقد كامل حول مشروع بناء سد النهضة، ولكن للأسف تلك المفاوضات لم تؤد إلى أي اتفاق. وأشار التقرير إلى أنه تمت كتابة تقارير تقنية وصدرت عشرات البيانات وعقدت مئات الاجتماعات على مستوى الزعماء والحكومات ووزراء الخارجية ووزراء المياه والمهندسين والمحامين والوسطاء الأجانب والمراقبين الدوليين ومع ذلك لم يتم التوصل إلى أي اتفاق سوى معاهدة 2015 التي وفرت إطار العمل القانوني لتنظيم المفاوضات. ولفت التقرير إلى أن سبب فشل كل المفاوضات هو الاختلاف الجوهري على الهدف من تلك المفاوضات، موضحَا أن مصر تسعى للتوصل إلى اتفاق مبني على مقايضة بسيطة ومفيدة للطرفين وهي أن إثيوبيا يجب أن توفر الطاقة الكهرومائية من السد دون الإضرار بمجتمعات دول المصب في مصر والسودان. وأضاف التقرير أن إثيوبيا في المقابل تستغل المفاوضات لكي تؤكد سيطرتها على النيل الأزرق، وهو أكبر رافد لنهر النيل، حيث تسعى إثيوبيا إلى إعادة تشكيل التضاريس السياسية في حوض النيل. وأكدت المجلة في تقريرها أن التوفيق بين احتياجات إثيوبيا ومطالب مصر الشرعية ليس تحديًا مستحيلًا، فعلى سبيل المثال توسطت الولايات المتحدة في اتفاق في فبراير الماضي وفق بين احتياجات إثيوبيا ومطالب مصر، وقد أعلنت مصر حينها الموافقة عليه لكن إثيوبيا رفضته، وحينها عقدت جولتان من المفاوضات بين مصر وإثيوبيا والسودان، برعاية الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، واقترحت مصر والسودان خلال تلك المفاوضات عدة حلول مبنية على المصالح المشتركة بين الأطراف الثلاثة، لكن إثيوبيا ظلت عنيدة. واعتبرت المجلة الأمريكية أن سبب التعنت الإثيوبي هو أن سد النهضة بالنسبة لإثيوبيا له قيمة أكبر بكثير من قيمته الاقتصادية، حيث تعتبره أديس أبابا، أداة سياسية للسيطرة غير المقيدة على النيل الأزرق، ولإجبار مصر والسودان على تقسيم مياه النيل الأزرق وفقًا لشروطها.
مشاركة :