المهدي شاكر من بناة السد العالي: قفزت في النيل علشان أسلم على عبدالناصر

  • 9/29/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

يروي المهدي شاكر، ٧٦ عامًا، نوبي من قرية دابود من قبيلة الكنوز "الماتوكي" ذكرياته مع الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، ويقول: "التحقت بالعمل في مشروع السد العالي عقب حصولي على دبلوم الصنايع قسم برادة عام ١٩٦٢ وكان عمري وقتها ١٦ عامًا، وكانت بداية المرحلة الأولى لإنشاء السد العالي، فعملت في البرادة بـ٥٥ قرشًا في اليوم، ثم عملت سائق كراكة وعملت بعد ذلك رئيس وردية على العمال الروس والمصريين.وأضاف "عم المهدي" لـ"البوابة نيوز": "كنت أوّل مصري يعمل على كرّاكة روسيّة، وكانت كرّاكة عملاقة تعمل بواسطة ٥ مولدات كهرباء بقدرة ٦ آلاف فولت، وكانت غالية الثمن، إذ وصل ثمنها ربع مليون جنيه مطلع الستينيات".ولفت إلى أن "الروس دربوا ١١عاملًا مصريًا خلال ٤٥ يومًا، وأثبتوا كفاءة عالية أبهرت الروس أنفسهم، وبعد ذلك دربنا ٥٥ آخرين، وكان المهندس على الحريري مدير الشئون الميكانيكية في ذلك الوقت وصاحب الفضل في تدريبنا على قيادة الكراكات يتفاخر بنا قائلا "عندي ١١ كوكبًا و٥٥ نجمًا".واستطرد: "كانت قلوب الناس البسيطة عامرة بحب عبدالناصر، فكنا عندما نعلم أن الرئيس سيقوم بإلقاء خطاب كانت القرية كلها تلتف حول أحد الجيران الذي يمتلك راديو، والذي كان يعمل وقتها بالبطارية لسماع خطبة الريس".وتابع مهدي من المواقف التي لن تنسي والتي تشهد على شدة حب الناس لناصر، عندما كان يمر بطريق كورنيش النيل بمدينة أسوان ووقفت سيارته فحملها الأهالي بالرئيس نحو ٥ أمتار.ويسرد عم مهدي موقفًا له مع الرئيس جمال عبدالناصر، قائلا إنه خلال احتفالية تحويل مجري النيل عام ١٩٦٤ والتي كانت ضخمة جدا بحضور عبدالناصر وزعيم الاتحاد السوفيتي نكيتا خروتشوف، وكان سائقو الكراكات الروس يتصدرون الصفوف الأولى، وبالصدفة مر مدير الشئون الميكانيكية، فوجدني بعيدًا عن المقدمة، فأصر على أن أكون بجوار الروس في الصفوف الأولى، وبالفعل ركبت الكراكة ووصل الرئيس مستقلا لنشًا نهريًا كبيرًا لتفقد المعدات والكراكات، فقال لي ضاحكا: "هو في روسي أسمر"، وقام الرئيس بتحيتنا من اللانش، ورديت التحية للرئيس بإصدار أصوات من بوق الكراكة، وفجأة قفزت في مياه النيل وسبحت حتى وصلت للرئيس وسلمت عليه، وبعد ذلك طلبني عبدالناصر بالاسم ودعاني لحفل العشاء والذي تم تنظيمه مساء نفس اليوم في صحاري.وأردف "المهدي" أنه خلال حفل العشاء والذي ضم شخصيات كثيرة منهم أعضاء مجلس الثورة، كان الديك الرومي على رأس كل الموائد، وكنت أفكر: "هأكل إزاي من الديك الرومي وسط هذا الحضور، وفوجئت بالرئيس يرسل لي أحد حراسه يدعوني للجلوس على مائدته وتناول العشاء معه، وكنت في حالة خجل، لأه كان هناك رؤساء وشخصيات كبيرة على نفس المائدة وكانوا يأكلون بالشوكة والسكينة، وأنا كنت باكل من طبق السلطة على استحياء، فقال الرئيس عبدالناصر لكمال الدين حسين: "ما تقطع من الديك الرومي وادي للبطل اللي جنبك"، وأن الرئيس كرمني بوسام من الطبقة الخامسة".

مشاركة :