«مزن سات» ينطلق إلى الفضاء بنجاح

  • 9/29/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

انطلق القمر الاصطناعي «مزن سات»، والذي يعد أول قمر نانومتري للأغراض البيئية في الدولة، متوجهاً إلى مداره في الفضاء على ارتفاع 575 كيلومتراً، وذلك بعد نجاح إطلاقه مساء أمس على متن صاروخ «سويوز» الروسي من قاعدة بليسيتسك الفضائية في روسيا، ليضاف رسمياً إلى مجموعة الأقمار الاصطناعية والأجسام الفضائية التي أطلقتها دولة الإمارات بنجاح، ضمن المهام والمشاريع الخاصة ببرنامج الإمارات الفضائي. وشارك في المشروع، والذي يعد أول قمر اصطناعي تعليمي يتم تصنيعه بالتعاون بين جامعتين بالدولة، 30 طالباً من جامعة خليفة والجامعة الأميركية برأس الخيمة، خلال السنوات الثلاث السابقة، حيث عمل خلالها الطلبة على المراحل المختلفة من المشروع وتضمنت وضع خطة العمل وتطوير وتنفيذ التصاميم اللازمة، وثم القيام بتطوير وتصنيع الأجزاء الرئيسية للقمر وإجراء التجارب والاختبارات للـتأكد من جاهزية الأجهزة العلمية التي يحملها، وكذلك قدرته على تلقي الأوامر وإرسال البيانات والصور المطلوبة بنجاح. وسيتم خلال الأيام المقبلة، عمل فحص للأجهزة الفرعية، حيث سينتظر فريق العمل استلام الإشارات والترددات الصادرة عن القمر، وهو الذي سيوضح وضع القمر الاصطناعي والطاقة التي يمتلكها، وعمل الأجهزة وصلاحيتها، بناء على الإشارات المتسلمة، كما سيتم التأكد من وجود القمر في مداره الصحيح، وبحث صحة البيانات ودقتها وإن كانت ضمن التوقعات، حيث تشمل المرحلة الأولى تسلّم وتحليل البيانات، والتأكد من المدار الصحيح والمخطط له. ومن المتوقع أن تبدأ عملية تسلّم البيانات وتحليلها ودراستها بعد الإطلاق بشهر تقريباً، عبر إجراءات للتأكد من التفاصيل والوصول إلى النتائج والبيانات ذات المردود العلمي، حيث يعد مختبر «الياه سات» الذي يضم محطة التحكم لاستقبال البيانات، الأول من نوعه لأنظمة الفضاء في الدولة وهو مجهز بمرافق لإنشاء وتجميع وفحص الأقمار الاصطناعية المكعبة بأحجام تصل إلى 6 وحدات، وهو مجهز بمحطة أرضية تدعم ترددات متعدد وبقدرات عمل تلقائية. وسيقوم «مزن سات» بقياس كميات انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وبالتحديد غازي الميثان وثاني أكسيد الكربون، ويوزعهما في الغلاف الجوي، باستخدام كاشف بالأشعة تحت الحمراء ذات الموجات القصيرة، حيث ستشهد الفترة المقبلة، بدء عدد من الجهات البيئية والعلمية في الدولة بالاستفادة من البيانات، نظراً لدوره في جمع المعلومات البيئية لإجراء دراسات عن ظاهرة المد الأحمر على سواحل الدولة، والتي تؤثر سلباً على البيئة المائية والثروة السمكية، كما سيتم تقديم التدريب اللازم لمجموعة جديدة من الطلبة على كيفية قراءة البيانات واستقبالها من القمر الاصطناعي واستعمال أجهزة الاتصالات مع القمر، وكيفية تحليلها وتقديمها للجهات المعنية في الدولة. ويتضمن القمر الاصطناعي، مجموعة من الأجهزة العلمية أهمها المقياس الطيفي بالأشعة تحت الحمراء ذات الموجهات القصيرة الذي يقوم بدراسة توزيع غازات الانبعاث الحراري في الغلاف الجوي، إلى جانب كاميرا رقمية «آر جي بي» والتي تعد أداة علمية لتوضيح عملية الاستشعار عن بعد و دعم دقة الإرشاد الخاص بالمقياس الطيفي، إضافة إلى أنظمة الدعم الفرعية «بي يو اس» والتي تتكون من الهيكل الميكانيكي والطاقة والحاسوب الرئيسي للقمر وأنظمة الاتصالات ونظام التوجيه والتحكم. وقام فريق العمل الخاص بالمشروع خلال الفترة الماضية بإنجاز كافة الاختبارات والتجارب النهائية التي تسبق عملية الإطلاق، بما في ذلك اختبارات التوافق والجاهزية، واختبار الفراغ الحراري البيئي وكذلك اختبارات الاهتزاز للاستعداد النهائي للإطلاق، فيما تولى فريق من شركة الإطلاق «اكسو لانش» إجراء مجموعة من الاختبارات الجديدة والنهائية، وذلك لضمان سير عملية إطلاق القمر الاصطناعي «مزن سات» وعدد من الأقمار المكعبة الأخرى بنجاح. وساهم مشروع القمر الاصطناعي في تحقيق 10 عوائد رئيسة لبرنامج الإمارات الفضائي، تتمثل في ترسيخ فكرة التعاون بين المؤسسات الأكاديمية لإنجاز المهام والمشاريع ذات العلاقة بقطاع الفضاء، وتحفيز الأجيال الناشئة نحو اختيار دراسة التخصصات العلمية التي تؤثر إيجاباً على قطاع الفضاء، وتعريف طلبة التخصصات الهندسية خصوصاً بمراحل بناء الأقمار الاصطناعية وكيفية العمل عليها بدءاً من مرحلة وضع التصور العام والفكرة والتصميم ووصولاً إلى مرحلة التنفيذ العملي والتطبيق وإجراء الفحوص والاختبارات النهائية للأنظمة. وتتضمن العوائد أيضاً، تنمية مهارة إيجاد الحلول للتحديات العلمية لدى المشاركين في المشاريع العلمية، وتقديم دورات تخصصية تسهم في صقل مهارات الطلبة العلمية وقدرتهم على تنميتها بما يجعل لديهم الكفاءة التنافسية مع الطلبة حول العالم، إضافة إلى صقل المهارات الشخصية حول العروض التقديمية العلمية خلال المشاركة في المؤتمرات والمحافل الدولية، كما يحقق عوائد للقطاع البيئي في الدولة عبر الاستفادة من المشاريع الوطنية والبيانات المتاحة في إيجاد الحلول الاستباقية للظواهر الطبيعية ذات الأثر السلبي، كما يعزز من تنافسية الجامعات الدولية عبر ترسيخ بيئة التعاون العلمي. مفاهيم التعليم الفضائي تشمل قائمة العوائد ترسيخ مكانة الدولة في قطاع الأقمار الاصطناعية عموماً والأقمار التعليمية المكعبة خصوصاً، إضافة إلى وضع آلية لتبادل الخبرات والتجارب ضمن المشاريع الفضائية المستدامة والتي تتطلب إشراك طلاب جدد ضمن مراحل العمل على القمر الاصطناعي، كما يسهم في تحقيق مستهدفات وكالة الإمارات الفضائية لتعزيز الوعي بقطاع الفضاء عموماً وترسيخ مفاهيم التعليم الفضائي. عبدالله المرر: القمر في مداره قال المهندس عبدالله خليفة شاهين المرر، مدير مشروع القمر الاصطناعي «مزن سات» في وكالة الإمارات للفضاء، إن عملية الإطلاق تمت وفقاً للمخطط بنجاح كبير. وأكد أنه تم التأكد من انفصال «مزن سات» عن صاروخ الإطلاق مساء أمس، ودخول القمر ضمن مداره. وتقدم المرر، بجزيل الشكر والتقدير للقيادة الرشيدة على دعمها اللا محدود لقطاع الفضاء، مؤكداً أن اهتمام القيادة الرشيدة بالفضاء والعاملين به وحرصها على توفير جميع المستلزمات والاحتياجات للقطاع وتقديم الرعاية الكاملة، مما ساهم في ترسيخ مكانة الإمارات فضائياً، حيث نحظى بقيادة تتسم بالرؤية الحكيمة والثاقبة وتستشرف المستقبل، وتؤمن بأهمية الفضاء في إلهام الطلبة وإيجاد الحلول للتحديات الأرضية، وتحقيق مستهدفات دولة الإمارات في الانتقال من الاقتصاد المبني على النفط إلى الاقتصاد المبني على المعرفة.

مشاركة :