كل الوطن، أسامة الفيصل، بيروت زادت حماوة الطقس في لبنان من حرارة الملفات التي ما تزال بحاجة لحل، من ملف انتخاب الرئيس للجمهورية، إلى النفايات التي تغرقها وتغرق البلاد من دون توافر أي حل حتى الآن في ظل الخلاف على آلية اتخاذ القرارات في مجلس الوزراء، ملف التعيينات العسكرية يحل مع انتهاء ولاية رئيس الاركان الجمعة المقبل من دون اتفاق على تعيين بديل منه ايضا، يرافقه خلاف على آلية اتخاذ القرار في مجلس الوزراء؛ هل هو الاجماع أو الأكثرية؟! وأثار وزير التربية الياس بوصعب ملفاً جديداً اذ لفت من النبطية جنوب لبنان، الى أن في المدارس الرسمية حالياً 250 الف تلميذ لبناني مقابل 400 الف سوري وعدد آخر ينتظر دوره، وهذا الرقم سيضاف إليه كما سمعنا 37 ألف تلميذ فلسطيني بعدما تحدثت الأونروا عن إمكان إقفال 58 مدرسة، فماذا نفعل؟ المجتمع الدولي مقصر، هذا المجتمع الدولي الذي دفع مليارات الدولارات على الحرب في سوريا والعراق، اليوم يبخل في ان يدفع بعض الملايين لتعليم تلامذة هجّرهم وشردهم . ويزيد الطين بلة، كما يقال، انقطاع الكهرباء والمياه عن عديد من المناطق اللبنانية التي باتت تعيش تقنينا قاسيا في الكهرباء والماء، يضاف إلى ذلك ما تعاني العاصمة اللبنانية وضواحيها من استمرار أزمة النفايات التي لم تجد لها حلولا حتى هذه اللحظة، واستمرار بعض المناطق في قطع الطرقات احتجاجا على احتمال رمي النفايات بالقرب منها!! أزمة الشغور الرئاسي نقلت أوساط صحافية عن رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري قوله بخصوص معالجة أزمة الشغور الرئاسي وتداعياتها، بأن اللبنانيين فقدوا زمام المبادرة على المستوى الداخلي، مشيراً الى أن اللبننة انتهت كلياً، والحل أصبح خارجياً بامتياز. ويلفت بري ـ كما نقلت صحيفة السفير ـ، الانتباه الى ان نضوج الحل المفترض يحتاج الى بضعة أشهر، في انتظار أن يكون الاتفاق النووي بين ايران والدول الكبرى قد أخذ مداه، معرباً عن اعتقاده بأنه عندما يُقرّ هذا الاتفاق في الكونغرس، ويصبح نافذاً بمعايير الادارة الاميركية، ستبدأ مفاعيله بالظهور تباعاً، وسيقف الجميع في الصف. ويشير رئيس المجلس إلى أن اللبنانيين لا يكتفون بالتخلي عن مسؤولياتهم في معالجة أزماتهم، بل هم حتى لا يبذلون جهداً لتحضير الأرضية من أجل ملاقاة أي فرصة خارجية مؤاتية للحل، وليس تعطيل مجلس النواب وشل الحكومة سوى نموذج على هذا السلوك العبثي. وعلى قاعدة السعي الى حصر خسائر الوقت الضائع، يبدو بري مصمماً على ان يخوض من الخطوط السياسية الأمامية، معركة الدفاع عن بقاء الحكومة، كما يُستنتج من مضمون المكالمة الهاتفية التي حصلت بينه وبين الرئيس تمام سلام، في أعقاب العودة من السفر. ويؤكد بري أن على كل من يهمه الامر ان يعلم أنني وسلام واحد، وبالتالي فإن خيار استقالته مرفوض، ومن يدفع في هذا الاتجاه إنما يدفع نحو الخراب. ويتابع: انطلاقاً من خبرتي وتجربتي مع رؤساء الحكومات السابقين، يمكنني تأكيد أن تمام سلام هو الأفضل بينهم، لكن للأسف فإن البعض ممن يتحمّس لسقوطه لا يزال يحتاج إلى الكثير حتى يصبح متمكناً في السياسة. خيارات التمديد لرئيس الأركان وأوردت صحيفة الراي الكويتية معطيات قالت بأن هناك اتجاهاً لدى وزير الدفاع سمير مقبل لإصدار قرار بالتمديد لرئيس الأركان في الجيش اللواء وليد سلمان غداة جلسة مجلس الوزراء الأربعاء المقبل، في حال عدم التوافق على تعيين رئيس جديد للأركان في مجلس الوزراء، وربما يلجأ مقبل إلى إقران هذا القرار بالتمديد مرة واحدة لقائد الجيش العماد جان قهوجي الذي يحلّ موعد إنهاء خدماته في أيلول المقبل. وفي أي من الاحتمالين، فإن سائر القوى السياسية تداولت في الأيام الاخيرة معلومات شبه مؤكدة، ان رئيس “تكتل التغيير والإصلاح” النائب ميشال عون سيلجأ الى تحريك الشارع بدعوة أنصاره الى احتجاجات واسعة هذه المرّة يصعب حصْر حجمها وتداعياتها مسبقاً. وقلّلت أوساط واسعة الاطلاع، من إمكان التوصل الى تسوية اللحظة الاخيرة قبل جلسة الاربعاء المقبل، على خلفية معلومات ترددت عن طرح عون مشروع تسوية أبلغه الى وزير الدفاع. وقالت ان “المعطيات المتوافرة تشير الى اتجاهات تصعيدية لتَعذُّر اي حل سوى التمديد، سواء اقتصر على رئيس الاركان او شمله وقائد الجيش معاً.. وذكرت اوساط مطلعة، ان “العماد قهوجي يفضّل بت مسألة التمديد له بالتزامن مع التمديد لسلمان وعدم الانتظار حتى أيلول المقبل، وذلك حفاظاً على معنويات المؤسسة العسكرية والنأي بها عن المزيد من التجاذبات السياسية ما دام توافق الأفرقاء السياسيين على تعيين قائد جديد متعذّر، وخصوصاً أن الجيش الذي احتفل بعيده السبعين اول من أمس يواجه بشراسة تحديات متعاظمة على الحدود الشرقية وكل العيون العربية والدولية عليه لمساندته في هذه المعركة. خطوط حمر حول الحكومة بات كثير من المحللين يتحدثون عن خطوط حمر دولية موضوعة حول الحكومة، يعززها عدم رغبة الثنائية الحزبية الشيعية أمل وحزب الله بإطاحة حكومة الرئيس تمام سلام، ولكن البعض يرى كما الصحافي في جريدة الجمهورية، شارل جبّور، أن العماد ميشال عون ليس بوارد التراجع عن تصعيده وتهديده بتحركات شعبية وممارسة ممانعة سياسية في حال عدم التجاوب مع مطالبه. وأنّ التعطيل المتمادي وضع سلام في موقف صعب دفعه إلى التلويح باللجوء إلى خيارات بديلة. وأنّ «حزب الله» لن يخرج عن موقفه الموازن بين دعم عون واستمرار الحكومة. وأنّ تيار «المستقبل» لن يتراجع عن موقفه المؤيّد للتمديد العسكري تحت عنوان أولوية الانتخابات الرئاسية. من الواضح أن أمام الرئيس سلام خيارات قليلة، يمكن أن يقوده إحداها إلى الاعتكاف كأهون الشرور، ولكن هل يكون هذا هو أهون الشرور؟!!
مشاركة :