غيرت جائحة «كوفيد- 19» من عادات وحياة المستهلكين في دولة الإمارات، حيث سرعت الإجراءات التي تمت من أجل الحد من انتشار الوباء من إقبال أفراد المجتمع على عادات جديدة في التسوق والدفع وأداء الخدمات المصرفية، إلى جانب تغيير نمط الإنفاق وزيادة التركيز في الإنفاق على الأساسيات. وحسب خبراء ماليين، فإن هناك 10 ملامح جديدة لحياة المستهلكين في دولة الإمارات في ظل الجائحة باتت من الثوابت التي لن تتغير حتى في حال التمكن من حصار ومواجهة الوباء، وهي زيادة الإنفاق والتسوق عبر الإنترنت، وزيادة الحذر في الإنفاق بشكل عام، مع زيادة الإنفاق على الأساسيات مثل البقالة والرعاية الصحية، وتراجع معدل الإنفاق على السفر والإجازات والملابس، فضلاً عن تخلي المستهلكين عن الدفع بوساطة الأوراق النقدية، وزيادة الحرص على تتبع الإنفاق عبر الوسائل الجديدة رقمياً، وتفضيل التسوق محلياً والشراء من الشركات الصغيرة، مؤكدين أن من أهم تداعيات جائحة «كوفيدـ 19» رصد متغيرات جديدة مثل ارتفاع حاد في أداء الخدمات المصرفية عبر التطبيقات الإلكترونية، وانخفاض معدل استخدام الصراف الآلي، إلى جانب حرص الأفراد على اختيار التطبيقات الإلكترونية التي تتيح مزايا تتناغم مع الفترة الاستثنائية مثل إتمام عمليات الدفع وتحويل الأموال والإسراع بتمكين حملة البطاقات من مواجه أية محاولات لعمليات احتيال عبر الإغلاق الفوري للبطاقة بوساطة التطبيق. رصد سوني زولو، رئيس قسم الخدمات المصرفية للأفراد في بنك ستاندرد تشارترد، عدداً من التغييرات في حياة المستهلكين في دولة الإمارات نتجت عن جائحة «كوفيد-19»، وهي زيادة الإنفاق والتسوق عبر الإنترنت، وزيادة الحذر في الإنفاق بشكل عام مع زيادة الإنفاق على الأساسيات مثل البقالة والرعاية الصحية، وتراجع معدل الإنفاق على السفر والإجازات والملابس، تخلي المستهلكين عن الدفع بوساطة الأوراق النقدية، وانخفاض معدل استخدام الصراف الآلي، وكذلك زيادة الحرص على تتبع الإنفاق عبر الوسائل الجديدة رقمياً، وتفضيل التسوق محلياً والشراء من الشركات الصغيرة. وقال إن الدراسات التي أجراها البنك أظهرت أن نسبة 73% من المستهلكين في الإمارات أكدوا أن «كوفيد-19» شجّعهم أكثر على التسوق عبر الإنترنت مع توقعات بزيادة معدل التسوق عبر الإنترنت بنسبة 18%، كما زادت نسبة الذين يفضلون الدفع عبر الإنترنت إلى 47% مقارنة بمن يفضلون المدفوعات الشخصية أو النقدية، مشيراً إلى أن 89% من الأشخاص في الإمارات أقروا بأن الوباء جعلهم أكثر حذراً في إنفاق الأموال. وأوضح زولو، أن نسبة كبيرة من المستهلكين في الإمارات باتوا ينفقون على الأساسيات مثل البقالة والرعاية الصحية، فيما قال 68% من الأشخاص في الإمارات إن معدّل إنفاقهم على السفر «الإجازات» أصبح أقل مما كان عليه قبل فترة الوباء، وخفّض 64% من الأشخاص إنفاقهم على الملابس، لافتاً إلى أن العديد من المستهلكين في الإمارات وفي جميع أنحاء العالم تخلوا عن دفع الأوراق النقدية، واستبدلوا هذه العادة بالإنفاق عبر الإنترنت. وذكر زولو، أن كوفيد-19 شجّع على زيادة التسوق عبر الإنترنت، ولكن في الوقت عينه، أصبح المستهلكين في الإمارات أكثر حذراً في كيفية إنفاقهم، وباتوا يفضّلون بعض الوسائل الجديدة لتتبّع معدلات إنفاقهم رقمياً (77% في الإمارات)، إذ تبرز التفضيلات للدفع عبر الإنترنت في مجموعة كبيرة من المشتريات، مثل البقالة والسفر وشراء الأجهزة الرقمية، كاشفاً أن 64% من الأفراد في الإمارات يتوقعون أن تصبح الدولة بلا أوراق نقدية بالكامل، فيما توقّع غالبية الجمهور حصول ذلك بحلول عام 2030. ونوه زولو، إلى أنه في ذات التوجه سرع« كوفيد-19» إلى حدّ كبير من الانخفاض في معدل استخدام الصراف الآلي، حيث باتت عمليات السحب النقدي من أجهزة الصراف الآلي تشكّل نصف ما كانت عليه قبل عامين، مؤكداً أن نسبة 61% من الأشخاص في الإمارات باتوا يفضّلون التسوّق محليًا، فيما تفضل نسبة 55% الشراء من الشركات الصغيرة. استخدام التطبيقات وقال أنوار بوركادي إدريسي، الرئيس التنفيذي للعمليات في «إيدنرد» الإمارات، إن النصف الأول من العام الحالي شهد ارتفاعًا حادًا في الخدمات المصرفية عبر الهواتف المحمولة، ويرجع ذلك جزئيًا إلى الاضطرابات الناجمة عن انتشار وباء كوفيد-19. وأضاف أن تغلغل الهواتف الذكية شهد زيادة ملحوظة أيضاً (حتى في القطاعات غير المصرفية)، وخلال فترة الحجر الصحي المنزلي، تدفق الملايين على الخدمات المصرفية الرقمية لإجراء المعاملات من منازلهم، مؤكداً أن جائحة كوفيد-19 كشفت عن أهمية قيام الشركات الإماراتية بالتركيز على تحقيق الشمول المالي الرقمي للسكان، سواءً المتعاملين مع البنوك أو غيرهم خاصة أن أكثر من 60% من السكان العاملين حاليًا في دولة الإمارات يقعون خارج إطار النظام المصرفي التقليدي، خاصة في التصنيع والتجارة والأغذية والمشروبات والبناء. ولفت إدريسي، إلى أن زيادة معدّل استخدام الخدمات المصرفية عبر الهواتف المحمولة في هذه الأوقات الاستثنائية، ألزم المؤسسات بإدخال المزيد من التحسينات على التطبيقات الإلكترونية، أو إطلاق نسخة محسنة من تلك التطبيقات من أجل تعزيز الميزات الجديدة المتوفرة على التطبيق من أمان المعاملات المصرفية، مع تمكين المستخدمين من التحكم الكامل بأموالهم وإدارتها بطريقة سليمة، منبهاً أنه إضافة إلى التحديات الحالية، لوحظت زيادة كبيرة في عدد حالات الاحتيال خلال فترة انتشار كوفيد-19، ولذا كان من الضروري تضمين التطبيقات الإلكترونية بميزة إضافية تمكن حملة البطاقات الائتمانية من إيقاف البطاقات على الفور في حالة وجود أي معاملات غير مصرح بها أو اشتباه بعملية احتيال مهما كان حجمها، إضافة إلى السماح للمستخدمين بإعادة شحن أرصدة هواتفهم، وإكمال عمليات تحويل الأموال إلى الوطن دون الحاجة لزيارة مراكز التحويل وما يترتب عليه ذلك من الاضطرار إلى التواجد في مناطق مزدحمة. بعد الوباء وأشارت نتائج استطلاع أجرته مؤسسة«أوندو» إلى زيادة حركة المدفوعات غير التلامسية، حيث بدأ 30% من المستهلكين تجريب هذه الميزة لأول مرة منذ بدء جائحة كوفيدـ 19، كاشفة أن 70% من المستهلكين عبروا عن رغبتهم بمواصلة استخدام الحلول غير التلامسية حتى بعد السيطرة على الوباء والقضاء عليه.
مشاركة :