أكد معهد الشرق الأوسط لبحوث الإعلام (ميمري) أن قناة الجزيرة القطرية تروج لجماعة الإخوان الإرهابية، وتعمل على بعث التطرف في المنطقة.وكشفت الدراسة التي جرت تحت عنوان (الوجه الحقيقى للجزيرة: الإسلام السياسى كذراع إعلامي للدولة القطرية)، عن تفاصيل مهمة حول القناة ودعمها للجماعات المتطرفة، واستندت إلى قاعدة بيانات عن القناة لمدة 22 عاما، طبقا لـ»اليوم السابع» المصرية.وأكدت الدراسة التى أجراها نائب معهد الشرق الأوسط لبحوث الإعلام ألبرتو فرنانديز ومدير تلفزيون المعهد يوتام فيلدنر، وكلاهما لديه عقود من الخبرة في البحث عن وسائل الإعلام الناطقة باللغة العربية، أن قناة الجزيرة تروج لخط تحريرى ملموس للغاية ويمكن التعرف عليه بوضوح لكل من يشاهدها، هى محطة مؤيدة للإسلاميين (خاصة جماعة الإخوان الإرهابية) ومعادية للغرب، وذلك من معالم برامجها وتغطيتها الإخبارية منذ البداية، وقال الباحثان «هذا لا يعني أن هذه هي الأسباب الوحيدة التي أعلنت عنها الشبكة على مر السنين، لكن هذا الاتجاه كان الداعم الأساسي لكل شيء آخر».ووضعت الدراسة أيديها على المنحى التحريرى والتغطية الإخبارية لقناة الجزيرة على مدى العقدين الماضيين، من خلال طرح أسئلة تتناول استقلالية التحرير أثناء تغطية المحطة للحركات الإرهابية العالمية والقضايا الدولية والإقليمية، واعتمدت على فهرس يضم أكثر من 700 مقطع فيديو من قناةالجزيرة وأكثر من 100 تقرير من وسائل الإعلام العربية حول الجزيرة.وحسب الدراسة تم تمديد التقارب الأساسي لقناة الجزيرة مع الجماعات المتطرفة بشكل متكرر بمرور الوقت لمنح الجماعات الأخرى عبر الطيف الإسلامي، بما في ذلك القاعدة وداعش، جمهورا متعاطفا.وتشير الدراسة إلى أنه بينما صرحت قطر في بعض الأحيان بأنها تحاول أن تنأى بنفسها إلى حد ما عن الشبكة التي أنشأتها، فيما يتعلق بقضايا ثانوية مثل توظيف المواطنين القطريين، فقد أظهرت دعمها المستمر من خلال إنفاق مئات الملايين من الدولارات على مدى أكثر من عقدين في تمويل وسيلة إعلامية كانت متسقة بشكل ملحوظ في خطها التحريري، وهذا منطقي بشكل بارز، بالنظر إلى الدعم القوي الذي تقدمه القناة في قضايا السياسة الخارجية اليومية لقطر، من شمال أفريقيا إلى باكستان.وقالت الدراسة «حقيقة إن قناة الجزيرة أصبحت، بشكل غير مفاجئ، إحدى نقاط الخلاف المستمر بين قطر والدول العربية، والذي انفجر في عام 2017، يعني أن الشبكة هنا لتبقى. ستبقى الجزيرة على ما كانت عليه دائما، رغم أنها فقدت بعضا من بريقها في السنوات الثلاث الماضية».وتؤكد الدراسة «أصبحت الشبكة التي كانت مؤثرة جدا لفترة طويلة قابلة للتنبؤ بها بعض الشيء، ليس فقط فيما يتعلق بالحركات الإسلامية، لكن بسبب التركيز المستمر على التنافس الدامي المستمر مع الرياض وأبوظبي والقاهرة».وتلفت الدراسة الانتباه إلى سياسات قطر في خلق بدائل إعلامية، وتشير إلى أن من دون إحداث تغيير جذري في قناة الجزيرة أو خطها التحريري «سعت قطر للتحوط من رهاناتها من خلال تمويل وإنشاء تلفزيون العربي في لندن منذ عام 2015. تسعى قناة العربي إلى نشر صوت عربي أكثر علمانية من قناة الجزيرة، لكنها ما زالت قومية ومتوافقة بشكل عام مع الأهداف العامة للسياسة الخارجية القطرية، ولكن من دون ثقل الإسلاميين».وأشارت الدراسة إلى أنه تاريخيا، وبخلاف ما يتعلق بالقضايا التي يبدو أن قطر تهتم بها أكثر، الإسلام السياسي حول العالم، ودعم حماس، وتركيا إردوغان، والأهم من ذلك، عدم انتقاد قطر وحكامها وسياساتها، لم يكن هناك خط فاصل بين قناة الجزيرة وحكومة الدوحة. هذه هي الطريقة الأضمن لقياس الارتباط الرسمي الثابت والدائم بين أهداف الشبكة وأهداف دولة قطر «لا جدال في تلاقي تيار تمويل حكومي موثق واتجاه سياسي واسع بين الدولة والمحطة الإعلامية».
مشاركة :