في الوقت الذي تتوالى فيه الأخبار عن مداهمة القرش للسباحين أو للمراكب في السواحل الأسترالية والإسبانية، يعيش عشاق المغامرة في سلطنة عمان تجربة فريدة وهي السباحة مع القرش الحوتي المسالم، تجربة ترفع الأدرينالين لدى السباحين في انتظار أن تجذب السياح الأجانب. مسقط - ظهرت في سلطنة عمان أخيرا تجربة ومغامرة عجيبة، بل وفريدة من نوعها.. إنها الاستمتاع بمشاهدة نوع من أسماك القرش والسباحة معها. وتتيح هذه المغامرة التي ظهرت في موسمها الأول هذا العام للراغبين في خوض تجربة مشاهدة أسماك القرش الحوتي أو “القرش الأبيض” وتعرف بالعامية العمانية “الكار”، والتي اكتشفها بعض قائدي القوارب البخارية ومنظمي الرحلات السياحية إلى بعض الجزر الواقعة في بحر عمان وهي جزر الديمانيات. تقول المديرة العامة لشركة “أم أند أن” للسياحة، مارتين بي.كي، إن هذه الأسماك ظهرت بأعداد قليلة في المياه العمانية في مثل هذه الأيام من العام الماضي، لأنها كانت قليلة، وظهرت لفترة قليلة واختفت، ولكن هذا العام تعد ظاهرة، بل اعتبرها الخبراء والقائمون على السياحة بمثابة موسم سياحي جديد وبدأ العمل عليها وتنظيم رحلات خاصة لها، ما لاقى إقبالا كبيرا من العمانيين والمقيمين، ولكن لا يوجد سياح من الخارج بسبب وباء كورونا. وأضافت مارتين في حديثها لوكالة أنباء “شينخوا” أن هذا النوع من القرش هي أسماك مسالمة وغير خطرة على الإنسان، لأنها لا تأكل سوى العوالق البحرية والأسماك الصغيرة، وهي لا تهاجم الإنسان ولا تعضه أو تؤذيه، ولكن يجب على من ينزل من القارب للسباحة معها ألا يعتدي عليها أو يستثيرها أو يضربها. وتؤكد “لقد جربت السباحة معها عدة مرات، وجرب ذلك العديد من الأشخاص من العمانيين والأجانب ممن خرجوا معنا في رحلات بحرية أو لخوض هذه المغامرة، حيث أصبحنا خلال الفترة الماضية ننظم رحلات خاصة بذلك، وفي إحدى المرات سبحت مع سمكة قرش حوتي كان طولها حوالي ثلاثة أمتار، كما سبحت مع أخرى كان طولها حوالي 9 أمتار”. ونصحت قائلة “يجب على من يفكر في السباحة مع القرش الحوت أن يكون يجيد السباحة أولا، وأن يكون مرتديا الصديري الواقي (لايف جاكت) وزعانف ونظارات الغوض، وإن كانت شركات السياحة المنظمة لهذه الرحلات غالبا ما توفرها ضمن رسوم الرحلة”. وعن شعورها أثناء السباحة مع أسماك القرش، قالت “بالطبع، أول مرة فقط كان هناك قليل من الخوف ولكن مع الوقت تلاشى، ولكن في المرات التالية لم أشعر بالخوف، وكانت بالنسبة لي مغامرة مثيرة وجميلة وممتعة، بل من أفضل المغامرات التي جربتها في حياتي”. ووصف وحيد الهنائي تجربته مع هذه السباحة، فقال “عرفت عن هذه المغامرة من بعض وسائل التواصل الاجتماعي وأردت أن أجرب ذلك، وبالفعل ذهبت في إحدى الرحلات وكنت محظوظا في ذلك اليوم إذ كانت هناك سمكة من القرش الحوتي وكان طولها حوالي ثلاثة أمتار، ولكونها المرة الأولى في حياتي التي تتاح لي مثل هذه الفرصة، كانت تجربة ممتعة وجميلة جدا ومختلفة وعجيبة، ولكن أستطيع أن أقول إنه شعور رهيب ورائع.. تخيل نفسك وأنت تسبح مع القرش دون خوف.. أتمنى أن أكررها مرة أخرى”. وقالت سامية علي، مديرة وأدمن مجموعة “تجربتي” السياحية “خضت تجربة رائعة، فهذه هي المرة الأولى في حياتي التي أشاهد فيها أسماك القرش عموما على الطبيعة.. كانت صدفة خلال رحلة بحرية مع أسرتي من مسقط إلى جزر الديمانيات ولم يخطر ببالي أن أرى هذا القرش ولم أسمع عنه من قبل، وربما لو سمعت بأن هناك قرشا لما ذهبت”. وأضافت “ذهبنا وقضينا بضع ساعات في الجزيرة ما بين السباحة والغطس، وبينما نحن في طريق العودة فإذا بقائد القارب يهدأ ويلف بنا في طريق العودة ويقول، أنتم محظوظون، ستستمعون الآن بمشاهد القرش الأبيض، في البداية انتابني نوع من الخوف، ولكن عندما عرفت أن هذا القرش مسالم، تلاشى الخوف، وكانت المفاجأة بالنسبة لي أن فتاة برازيلية كانت معنا في القارب ارتدت ملابس الغطس وقفزت للسباحة معه وتبعها أربعة أشخاص أجانب كانوا معها”.
مشاركة :