اعتبرت إيران اليوم (الإثنين) أن تشكيل الحكومة في لبنان قضية "داخلية"، داعية إلى ضرورة حلها داخل لبنان دون تدخل خارجي، وذلك بعد يومين من اعتذار رئيس الوزراء اللبناني المكلف مصطفى أديب، عن تشكيل الحكومة الجديدة. وجاء ذلك في تصريحات للمتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده، تعليقا على التطورات الأخيرة في لبنان واعتذار مصطفى أديب عن تشكيل الحكومة، وتصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأن فرنسا تتعاون مع إيران بشأن الوضع في لبنان، بحسب وكالة أنباء (فارس). ونقلت الوكالة شبه الرسمية عن زاده قوله إن قضية لبنان قضية داخلية ويجب حلها داخل لبنان. وأضاف "أنا شخصياً أعرف مصطفى أديب رئيس الوزراء المكلف عندما كنت في برلين، لكن ما حدث يجب متابعته في إطار إرادة الشعب اللبناني والمعادلات الداخلية اللبنانية". وتابع "من الجيد لأي جهة فاعلة ودولة أن تكون قادرة على المساهمة في هذه العملية الداخلية، لكن الأمر متروك للشعب اللبناني لحل هذه القضية". ومضى قائلا "حتى الآن، ركزنا كل مساعداتنا على حل القضايا الداخلية، قلنا للأطراف اللبنانية المختلفة ما هي الإمكانيات الموجودة لحل المشكلة، لكن في النهاية عليهم أن يقرروا". وأشار إلى أنه كانت هناك محادثات بين إيران وفرنسا، بما في ذلك اتصالات بين رئيسي البلدين، موضحا "نحن لا ندعو أي دولة أجنبية للتدخل مباشرة في شؤون لبنان الداخلية، لأن أي تدخل لن يساعد في حل المشكلة، لكنه سيعقد المشكلة". وأردف قائلا "نحن ندعم أي دولة بما في ذلك فرنسا، يمكنها القيام بذلك بحسن نية، لكننا نميز بين التدخل في شؤون الدول الأخرى ومساعدتها في شؤونها الداخلية، نحن على اتصال مباشر ومستمر مع مختلف الجماعات اللبنانية ونأمل المساعدة في حل هذه المشكلة". وأعلن رئيس الوزراء اللبناني المكلف مصطفى أديب، يوم السبت اعتذاره عن تشكيل حكومة جديدة، بعد أقل من شهر على تكليفه. واتهم الرئيس الفرنسي في كلمة أمس الأحد بعد يوم من اعتذار أديب، الطبقة السياسية في لبنان بأخذ البلاد رهينة والتخلي عن التزاماتها من أجل مصالحها الشخصية. وشدد ماكرون على أن التطورات الأخيرة أظهرت عدم احترام قادة لبنان لتعهداتهم أمام فرنسا. وكان رؤساء الكتل البرلمانية اللبنانية قد تعهدوا خلال اجتماع مع الرئيس الفرنسي في أول سبتمبر الجاري خلال زيارته الثانية إلى بيروت، بأن تتشكل حكومة جديدة في غضون 15 يوما.
مشاركة :