مع اشتداد القتال بين الحدود الأرمينية الأذربيجانية، يعقد مجلس الأمن الدولي الثلاثاء اجتماعا طارئا بطلب أوروبي، والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل تطالب بوقف فوري لإطلاق النار. أعنف مواجهات تشهدها منطقة القوقاز منذ عام 2016. طالبت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل الجارتين المتناحرتين، أرمينيا وأذربيجان إلى وقف فوري لإطلاق النار. واتصلت المستشارة ميركل برئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان ونظيره الأذربيجاني إلهام ألياف، وفق ما أعلن عنه صباح الثلاثاء (29 سبتمبر/ أيلول) الناطق الرسمي باسم الحكومة الألمانية شتيفان زايبرت. وترى المستشارة أنه لا بد من وقف القتال والعودة إلى طاولة المفاوضات، مقترحة منظمة الأمن والتعاون الأوروبيين (OSZE) كراعٍ محتمل لهذه المفاوضات. ومن المنتظر أن يعقد مجلس الأمن الدولي في وقت لاحق من يوم الثلاثاء، اجتماعاً طارئاً مغلقاً يناقش فيه التطوّرات في ناغورني كاراباخ، الإقليم الأذربيجاني الانفصالي الذي يشهد منذ الأحد معارك دامية، وفق ما أفادت مصادر دبلوماسية لوكالة فرانس برس الإثنين. والاجتماع المقرر اعتبارا من الساعة التاسعة مساء حسب توقيت غرينتش، يعقد بناء على طلب دول أوروبية وهي بلجيكا وفرنسا وألمانيا وإستونيا، قبل أن تلتحق بهم بريطانيا. وبحسب دبلوماسيين فإنّ مجلس الأمن قد يُصدر في ختام الاجتماع بياناً. وفي حال تعذّر ذلك، كون بيانات المجلس لا تصدر إلا بالإجماع، فيمكن عندها للدول الأوروبية الأعضاء في المجلس أن تصدر من جهتها بياناً يمثّلها لوحدها. ومن جهته دعا وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الثلاثاء طرفي النزاع في ناغورني كاراباخ إلى "وقف أعمال العنف" والعودة إلى المفاوضات "بأسرع وقت". وأعلن بومبيو الذي يجري زيارة إلى اليونان "على طرفي النزاع وقف أعمال العنف والعمل إلى جانب مجموعة مينسك (...) من أجل استئناف المفاوضات البالغة الأهمية بأسرع وقت". تبادل للاتهامات بين أرمينيا وأذريبجان ميدانيا، تتواصل المعارك الدامية في ناغورني كاراباخ، بأرمينيا وأذربيجان وهذا الخطاب عزز فرضية اندلاع حرب مباشرة بين أذربيجان المسلمة وأرمينيا ذات الغالبية المسيحية وتدخل محتمل لقوتين إقليميتين وهما روسيا وتركيا. وتبادلت أرمينيا وأذربيجان اليوم الثلاثاء اتهامات بقصف مناطق بعيدة عن إقليم ناغورني كاراباخ المتنازع عليه مع اشتعال أشرس قتال بين الجانبين منذ التسعينات لليوم الثالث وتصاعد الوفيات بين المدنيين. وأعلنت كل من أرمينيا وأذربيجان نشر كلّ منهما للمدفعية الثقيلة. وقالت وزارة الدفاع الأرمينية الثلاثاء إن "القوات الأرمينية تصدت لهجمات أذربيجانية في مختلف قطاعات الخطوط الأمامية وتكبد العدو خسائر فادحة في الأرواح". وكتب المتحدث باسم الوزارة ارتسرون هوفانيسيان على فيسبوك ان "الجانب الأذربيجاني شن قصفا مدفعيا كثيفا على مواقع أرمينية، استعدادا لهجوم جديد". ومن جهتها ذكرت وزارة الدفاع الأذربيجانية في بيان أن القوات المناوئة حاولت استعادة الأراضي التي خسرتها وشنّت هجمات مضادة في اتجاه مناطق فضولي وجبرائيل وآغدام وترتر، مضيفة أن اشتباكا في الصباح دار حول مدينة فضولي وأن جيش أرمينيا قصف منطقة داشكسن على الحدود بين البلدين على بعد أميال من ناغورونو قره باغ. ونفت أرمينيا هذا لكنها ذكرت أن قتالا دار طيلة الليل وأن جيش ناغوروني كاراباخ صدّ هجمات من عدة اتجاهات بطول خط التماس.وكانت السلطات الانفصالية الأرمينية قد أعلنت في وقت سابق أنّ 26 من عسكرييها قتلوا مساء الإثنين في المعارك ضدّ القوات الأذربيجانية، لترتفع بذلك حصيلة خسائرها البشرية منذ اندلاع المواجهات إلى 84 قتيلاً. وتبلغ الحصيلة الأولية لضحايا المعارك إلى 95 قتيلاً بينهم 11 مدنياً: تسعة في أذربيجان واثنان في الجانب الأرمني، علماً بأنّه منذ اندلاع المعارك لم تعلن باكو عن حصيلة قتلاها العسكريين. وتطالب أذربيجان، البلد الناطق بأحد فروع اللغة التركية وذو الغالبية الشيعية، باستعادة السيطرة على ناغورني كاراباخ، الإقليم الجبلي ذي الغالبية الأرمنية والذي لم يعترف المجتمع الدولي، ولا حتى أرمينيا، بانفصاله عن باكو عام 1991. و.ب/م.س (د ب أ، رويترز، أ ف ب)
مشاركة :