قالت دول الخليج العربية لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري اليوم الاثنين في بداية محادثات في قطر يسعى خلالها لإقناعها بمنافع الاتفاق النووي الذي أبرم الشهر الماضي مع إيران إن الاتفاق يجب أن يكون سببا في الاستقرار وحسن الجوار وليس التدخل في الشؤون الداخلية للدول، خلال اجتماعهم اليوم الاثنين (3 أغسطس/ آب 2015). وقال خالد العطية وزير خارجية قطر الذي رحب بقدوم كيري إلى بلاده لإجراء المحادثات مع دول مجلس التعاون الخليجي الست إن المجلس يريد أن يقي المنطقة من أي أخطار أو تهديدات للأسلحة النووية. وأضاف العطية الذي تحدث نيابة عن دول مجلس التعاون الخليجي باعتبار قطر الدولة المضيفة للمحادثات إن وقاية المنطقة من أخطار وتهديدات الأسلحة النووية تتم من خلال السماح باستخدام التكنولوجيا النووية للأغراض السلمية طبقا للقواعد الدولية. وقال "نتطلع بأمل أن يؤدي الاتفاق النووي بين إيران ومجموعة خمسة زائد واحد إلى حفظ الأمن والاستقرار في المنطقة مؤكدين أهمية التعاون مع إيران على أسس ومبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وفض المنازعات بالطرق السلمية." وتخشى معظم دول الخليج العربية أن يسرع الاتفاق الذي تم التوصل إليه يوم 14 يوليو تموز بين إيران والولايات المتحدة وخمس قوى عالمية أخرى من وتيرة تحسن العلاقات بين طهران وواشنطن ويشجع إيران على دعم حلفائها في المنطقة. وفي الشهر الماضي وافقت القوى العالمية الست -الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين وروسيا وألمانيا- على رفع العقوبات المفروضة على إيران مقابل فرض قيود على برنامجها النووي الذي يشتبه الغرب أنه يهدف لإنتاج قنبلة نووية لكن طهران تؤكد أنه سلمي. وفي كلمة ألقاها بمصر أمس الأحد قال كيري إن الولايات المتحدة صنفت إيران الراعي الأول للإرهاب في العالم وإن من المهم للغاية لهذا السبب تحديدا ضمان عدم حصولها على سلاح نووي. وقال كيري "لا يوجد شك على الإطلاق في أنه إذا طبقت خطة فيينا بالكامل فإنها ستجعل مصر وكل دول المنطقة أكثر أمنا" مضيفا أنه سيناقش سبل ضمان مستقبل أمن المنطقة خلال محادثات الدوحة. في الدوحة يلتقى كيري بأعضاء مجلس التعاون الخليجي الذي يضم السعودية والبحرين والإمارات والكويت وسلطنة عمان وقطر. دور روسيا وسيعقد كيري أيضا اجتماعا ثلاثيا مع نظيريه الروسي سيرجي لافروف والسعودي عادل الجبير يقول مسؤولون أمريكيون إنه سيركز على الحرب في سوريا. وتحاول روسيا تحقيق تقارب بين الحكومة السورية وبين دول في المنطقة مثل السعودية وتركيا لتشكيل تحالف من أجل محاربة تنظيم الدولة الإسلامية. وقال كيري الشهر الماضي إنه يعتزم أن يناقش مع لافروف سبل محاربة تنظيم الدولة الإسلامية والدور الذي يمكن أن تلعبه إيران. ونشرت أكثر من صحيفة عربية مقالا لوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف يحث فيه دول الخليج العربية على العمل مع إيران للتصدي لموجة انعدام الاستقرار في الشرق الأوسط. وجاء في المقال "علينا جميعا أن نقبل حقيقة انقضاء عهد الألاعيب التي لا طائل منها وأننا جميعا إما رابحون معاً أو خاسرون معاً." وقالت صحيفة الشروق المصرية التي نشرت المقال إن هذه "الرسالة الإيرانية الأولى المباشرة للعالم العربي بعد توقيع الاتفاق النووي." بينما قالت صحيفة السفير اللبنانية التي نشرت المقال أيضا إن المقال يمهد لجولة لوزير الخارجية الإيراني في عدد من العواصم العربية بعد توقيع الاتفاق. لكن الصراع على النفوذ الإقليمي لا يزال محتدما بين إيران والسعودية ودول عربية أخرى. ورأى كثيرون أن التفجير الذي هز البحرين الأسبوع الماضي وسقط فيه عدد من القتلى وربطت الحكومة بينه وبين طهران علامة على أن إيران لا يمكن الوثوق بها. ويقول مسؤولون أمريكيون إن مساعي كيري الدبلوماسية في الدوحة هي استكمال لقمة مع قادة دول الخليج استضافها الرئيس الأمريكي باراك أوباما في منتجع كامب ديفيد في مايو أيار ولم يحضرها ملكا السعودية والبحرين. وخلال هذه القمة رد أوباما على مخاوف دول الخليج من الاتفاق النووي مع إيران وتعهد بدعمها ضد أي "خطر خارجي" وبأن تدرس الولايات المتحدة استخدام القوة العسكرية للدفاع عنها. لكن أوباما لم يصل إلى حد عرض معاهدة دفاع رسمية كانت بعض دول الخليج تسعى لإبرامها. لكنه أعلن عن إجراءات تتضمن دمج أنظمة الدفاع الصاروخية وتعزيز الأمن البحري وأمن الإنترنت. ووافقت وزارة الخارجية الأمريكية يوم الأربعاء على بيع صواريخ باتريوت الاعتراضية للسعودية بتكلفة متوقعة 5.4 مليار دولار إلى جانب ذخيرة لعدد من أنظمة الأسلحة بقيمة 500 مليون دولار.
مشاركة :