نظمت جامعة الأزهر فرع أسيوط اليوم، ندوة بعنوان: «تعزيز قيم المواطنة والانتماء للوطن» برعاية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وفضيلة الدكتور محمد المحرصاوي، رئيس الجامعة، واللواء عصام سعد، محافظ أسيوط، وفضيلة الدكتور محمد عبد المالك، نائب رئيس الجامعة للوجه القبلي، وقد شرفت الندوة الوزيرة الدكتورة نفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعي، والدكتور محمود صديق، نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا، والمهندس نبيل الطيبي، سكرتير عام مساعد محافظة أسيوط، والدكتور طارق سلمان، نائب رئيس الجامعة السابق.شارك في الندوة عددٌ من رجال الدين المسيحي، ممثلين للكنائس المصرية؛ الأرثوذكسية والكاثوليكية، وعدد من علماء الأزهر الشريف، ممثلين عن مؤسساته كافة، وعدد من القيادات الأمنية والمجتمعية، والجمعيات الأهلية، والهيئة الدولية بمحافظة أسيوط، وذلك بقاعة المؤتمرات "قاعة الإمام الطيب" بكلية أصول الدين.وافتتح الندوة الدكتور محمد عبد المالك، نائب رئيس الجامعة للوجه القبلي بأسيوط، مؤكدًا على تعزيز قيم المواطنة والانتماء للوطن، وذلك في إطار الدور الوطني للأزهر جامعًا وجامعة، برئاسة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وتأكيدًا على رسالة الأزهر، الذي يتبنى المنهج الوسطي، الذي يجمع ولا يفرق بين أبناء الوطن.وخلال كلمته نقل فضيلة الدكتور محمد المحرصاوي، رئيس الجامعة؛ تحية الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف للسادة الحضور، وأكد فضيلته على أن المواطنة ليست شعارًا؛ وإنما مبدأ لحرية العقيدة، التي اتضحت من خلال الآية الكريمة: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا} وفيها نداء من الله -سبحانه وتعالى- إلى الناس كافة دون تخصيص ملةٍ أو عقيدةٍ أو جنسٍ، وأوضح دور شيخ الأزهر، ودعمه للمواطنة؛ من خلال رفض مصطلح (الأقلية)، وإبداله بمصطلح (المواطنة)، وأيضًا قيامه بتوقيع وثيقة الإخوة الإنسانية مع بابا الفاتيكان؛ وهذا يدل على ترسيخ الأزهر لقيم المواطنة والانتماء للوطن. وأكد اللواء عصام سعد، محافظ أسيوط، عن بالغ سعادته بوجوده في قلعة الأزهر وجامعته، وأوضح أن الانتماء متوارث في الشعب المصري بين قطبيه؛ المسلمين والمسيحيين، وأكد على أهمية عقد اللقاءات الثقافية؛ لتوعية الشباب والفتيات؛ لتعزيز قيم المواطنة والانتماء للوطن، والعيش السلمي بين أطياف المجتمع المصري الواحد؛ مسلمين وأقباط، والمساواة في الحقوق والواجبات، لا سيما أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، أولى اهتمامًا كبيرًا بالمواطنة، وبناء المساجد والكنائس في المدن والمجتمعات العمرانية الجديدة، مطالبًا علماء الأزهر وطلاب جامعة الأزهر بتعزيز قيم المواطنة والانتماء للوطن لدى الشباب والنشء، والعمل على التصدي للأفكار المغلوطة، وأضاف أن ما يتم على أرض الوطن من إنجازات تتمثل في: شبكات الطرق، والصرف الصحي، ومحطات الكهرباء، وبناء المدارس، من مقومات تدعيم عملية المواطنة في مصر.وعبرت االوزيرة الدكتورة نفين القباج عن سعادتها بوجودها في محافظة أسيوط تزامنًا مع عقد الندوة، التي تمثل موضوعًا مهمًّا وحيويًّا في الوقت الراهن، وأكدت أن المواطنة تنبع من المشاعر، والتي يتم غرسها في الأطفال في مرحلة الطفولة من خلال البيت والمدرسة، وتعد بعض المبادرات مثل: (أطفال بلا مأوى) أنموذجًا على ما توفره الدولة لترسيخ قيم المواطنة في هؤلاء الأطفال، وأن الشخص الذي يقوم بالتمييز له مشكلة مع النفس.وتحدث القس ملاك فوزي، نيابة عن الكنيسة الأرثوذكسية، موضحًا أن المواطنة تبنى على الحب، وقد ذكر المقولة الشهيرة لقداسة البابا شنودة: أن مصر وطن يعيش فينا، وليست وطنًا نعيش فيه، وأن مهمة غرس قيم المواطنة هي مسئولية كل مؤسسة، وقد أطلق مبادرة: (أنا قدوة)؛ لغرس قيم المواطنة في أبناء الشعب المصري.وفي نهاية الندوة قدم رئيس الجامعة ونائباه درع الجامعة والندوة لكل من: وزيرة التضامن الاجتماعي، ومحافظ أسيوط، والقيادات الدينية؛ الإسلامية والمسيحية.
مشاركة :