شارك مركز الملك عبد الله العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات صباح اليوم الثلاثاء 29 سبتمبر2020م في فعاليات الاجتماع السنوي لمجموعة أصدقاء تحالف الأمم المتحدة لحوار لحضارات، في نيويورك، التي تتألف من ممثلي الدول، ووكالات الأمم المتحدة، والمنظمات والهيئات الدولية الأخرى، ومن بينها (مركز الحوار العالمي)، التي أظهرت اهتمامها فعالاً في مناشط ودعم هذا التحالف الأممي، الذي يشكِّل أعضاؤه الشركاء الرئيسين له في عملية تنفيذ البرامج العالمية وتفعيلها.وقد ألقى معالي الأمين العام للمركز، الأستاذ فيصل بن معمر، كلمة خلال الاجتماع، هنئ فيها تحالف الأمم المتحدة لتحالف الحضارات بمناسبة مرور خمسة عشر عامًا من العطاء والمبادرات منذ إطلاقه، وتشجيعه المستمر للحوار بين الثقافات والحضارات، معربًا عن فخر مركز الحوار العالمي بالعمل جنبًا إلى جنب مع معالي السيد ميغيل موراتينوس، الممثل السامي لمنظمة الأمم المتحدة لتحالف الحضارات، وفريق عمله من أجل تجسيد رؤيتي منظمتيهما المشتركة؛ لتعزيز التعايش والحوار بين الثقافات، في ظل المتغيرات الكبيرة والتحديات الخطيرة التي تحوط بالعالم في الوقت الحاضر، وثمَّن أعماله وفريق عمله الرائد في بناء الوعي بالحوار بين أتباع الأديان داخل منظومة الأمم المتحدة، من خلال مشاركة معاليه في رئاسة فرقة العمل المشتركة بين الأديان. بوصفه رئيسًا مشاركًا سابقًا للمجلس الاستشاري للجنة هيئة الأمم المتحدة حول الدين والتنمية ضمن فرقة الأمم المتحدة المعنية بالدين والتنمية، مؤكدًا اعتزام المركز مواصلة دعمه العمل الطموح لتحالف الأمم المتحدة للحضارات، وكذا بناء تحالفات جديدة لتحقيق أهداف مشتركة. وشدّد ابن معمر على دور الأفراد والقيادات والمؤسسات الدينية ومجتمعاتهم، الحليف القوي والاستراتيجي لقضايا المجتمع الدولي، وفي الوقت نفسه المشارك والداعم في تجسيد رؤية، تحالف الحضارات وتنفيذ مهامه ومبادراته وتحقيق أهدافه المنشودة، مشيرًا إلى ما جسَّدته مواقفهم في وقتنا الراهن أكثر من أي وقت مضى، في ظل التهديدات التي لم تعد مقتصرة فقط على أنواع العنف التقليدية، إنما في غيرها المستحدثة، مثل: الفيروسات؛ والشعبوية؛ وتغير المناخ، وإنقاذ الأرض من الاحتباس الحراري؛ وخطاب الكراهية، الأكثر خطورة والأشد وطأة؛ حيث تزداد حدة هذه التهديدات؛ كونها غير مرئية، وناشطة على مستوى عالمي، وبشكل متفرق غير ثابت؛ مؤكدًا على أدوارهم الملموسة في بناء السلام والمحافظة على إنسانية مجتمعاتهم، وجهودهم التواصلة الملهمة في تحقيق العيش المشترك والاحترام المتبادل، وإيجاد النماذج المعتدلة والمنفتحة، المتفهمة لتوافر أديان وثقافات وحضارات مختلفة ومتنوعة؛ تزيد العالم ثراءً وبهاءً، لافتًا إلى أن الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، واحترام التنوع، أمران مهمان للغاية، وأساسيان لتحقيق الهدف السادس عشر من أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة: “بناء مجتمعات شاملة وسلمية وعادلة”.واستعرض الأمين العام لمركز الحوار العالمي، الإطار التعاوني بين مركز الحوار العالمي وبين تحالف الأمم المتحدة للحضارات، على مدى السنوات السبع الماضية، وشراكتهما في عدد من المبادرات التي تعزز مشاركة الأفراد والقيادات والمؤسسات الدينية لمساندة صانعي السياسات من أجل تحقيق الأهداف المنشودة من خطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030، مشيرًا إلى تفرُّد المركز عالميًا، في تجسير هذه العلاقة، عبر مسارات الحوار المتنوعة.وفي ختام كلمته، أشاد ابن معمر بجهود تحالف الأمم المتحدة للحضارات فيما يخص الحد من خطاب الكراهية، والذي يمثل اهتمامًا استراتيجيًا آخر يتشاركه الجميع. مشيرًا إلى دعم مركز الحوار العالمي، منذ 2019، لمئات المبادرات والمشاريع الملموسة في كل أنحاء العالم لمواجهة لخطاب الكراهية، وأعرب عن اعتزام المركز تنفيذ مبادرات مشتركة مع تحالف الأمم المتحدة للحضارات في هذا الخصوص من خلال تصميم التدريب والتعليم المشتركين لبرامج زملاء كايسيد (مركز الحوار العالمي)، ومن خلال هذا البرنامج، يشرف المركز وتحالف الأمم المتحدة للحضارات على تدريب صانعي السلام من الشباب الملتزمين، كما يتطرقان إلى التنوع الثقافي والديني في القارات الثلاثة.
مشاركة :