العلاقات الإماراتية ــ الكويتية .. أخوة يوثقها المصير المشترك

  • 9/30/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

إعداد: جيهان شعيب ستة عقود ونيف عمر العلاقات الإماراتية - الكويتية، التي ترفل في أخوة توطدت بفعل الروابط المشتركة، منذ لقاء المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» بالراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح عام 1973، وتوثقت الروابط بين البلدين في ظل قيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، وعلاقته بالراحل المغفور له بإذن الله الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت. وتؤكد مواقف الإمارات مع الكويت حجم الود، والمشاعر الصادقة التي تربط بين شعبي البلدين، والتي تجلت بوضوح تام، وشهدها القاصي قبل الداني عندما وقفت الإمارات بكامل أبنائها مع الكويت، إبان الغزو العراقي لأرضها في تسعينات القرن الماضي، حيث فتح مواطنو الدولة قلوبهم قبل بيوتهم لاحتضان أشقائهم الكويتيين، بما لم يشعرهم مع الاحتواء، والوقفة الإماراتية المخلصة الى جانبهم، بأنهم غادروا بلدهم غصباً، وظلماً، فيما أثبتت تلك الأزمة المعدن الأصيل، وكرم الضيافة، من مواطني الإمارات مع أبناء الصباح، فضلاً عن مشاركة الإمارات ضمن قوات درع الجزيرة، لتحرير الكويت مع دول مجلس التعاون الخليجي، ضمن التحالف الدولي، بعد المحاولات السلمية التي قام بها المغفور له بإذن الله الشيخ زايد مع زعماء دول الخليج العربي والدول العربية. أعيادكم عيد لنا ومشاركة الإمارات، دولة الكويت الشقيقة احتفالاتها بيومها الوطني الذي يصادف سنوياً يوم 25 فبراير، متميزة، ومشهودة، ويتجلى فيها عمق العلاقات التاريخية التي تربط بين الدولتين، والأخوة الحقة، والمحبة والمصير المشترك، حيث في إحدى الاحتفاليات غرد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله» عبر حسابه على «تويتر» قائلاً: «إلى كويت المحبة قيادة وشعباً كل التهنئة بمناسبة أعيادكم الوطنية المجيدة». و«أعيادكم عيد لنا ومناسباتكم فرحة لشعبنا ننقل لكم، ولأميركم أمير الإنسانية تمنيات شعب الامارات بدوام العزة، والمنعة، والرفاه».، فضلا عن تهنئة طيبة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة عبر حسابه على «تويتر» الكويت حكومة وشعبا بمناسبة العيد الوطني متمنيا لهم دوام العزة والرفعة والرخاء، و«تهانينا القلبية إلى أشقائنا في الكويت بمناسبة أفراحهم الوطنية، مقرونة بأمنياتنا الطيبة أن يديم على كويت الخير العزة، والرفعة، والرخاء، والتقدم في ظل قائد مسيرتها، وراعي نهضتها أمير المحبة والإنسانية، حفظه الله.كما تحتفل مطارات الدولة بالمناسبة من خلال تقديم الهدايا التذكارية، وتوزيع الورود والحلوى، والضيافة العربية والأعلام الكويتية على الزوار الكويتيين القادمين إلى الإمارات لقضاء إجازاتهم في ربوعها، وتنظم عدد من إمارات الدولة بمناسبة اليوم الوطني الكويتي باقة من العروض الفنية، والتراثية، والحفلات الغنائية، التي يحييها مطربون إماراتيون وخليجيون، كما تضاء أبرز المعالم العمرانية في الدولة مثل برج خليفة في دبي، وجسر الشيخ خليفة في أبوظبي بعلم دولة الكويت الشقيقة. دعائم ثابتة ومن الجانب الكويتي تأتي العام الماضي إشادة سفير الإمارات صقر الريسي بمتانة العلاقات الكويتية الإماراتية الراسخة المرتكزة على دعائم ثابتة منطلقة من حرص قيادتي البلدين الشقيقين، على دعم وتطوير العلاقات في جميع المجالات، لتكون نموذجا يحتذى به على صعيد العلاقات الأخوية بين الدول الشقيقة، التي تستند إلى روابط الأخوة، والدم، والمصير المشترك على مر الزمن، والتي قامت بجهود المغفور لهما بإذن الله الشيخ زايد آل نهيان والشيخ جابر الأحمد.فخلال تنظيم سفارة الإمارات بالكويت، بالتعاون مع كلية الآداب، محاضرة تحت عنوان «العلاقات التاريخية بين الكويت والإمارات»، حاضر فيها د. عبد الله الريسي المدير العام للأرشيف الوطني بوزارة شؤون الرئاسة بالإمارات وأستاذ اللغويات التطبيقية بجامعة الإمارات، اشار إلى أن الكويت لها مكانة كبيرة في ذاكرة الإماراتيين وقلوبهم، لمساهماتها النوعية التي قدمتها لبناء الإمارات في قطاعات حيوية عدة، وفي مقدمتها التعليم والصحة، داعيا المولى عز وجل أن يحفظ البلدين ويديم متانة وثبات هذه العلاقة الأخوية، لافتا الى أن الأرشيف الوطني يملك أكثر من 3.5 مليون وثيقة، مؤكداً تطور العلاقات الكويتية الإماراتية، وقيم التسامح المشتركة التي تقوم عليها كلتا الدولتين، ووثائق تاريخية للتاريخ المشترك للكويت والإمارات. تنسيق متبادل وهنا العلاقات السياسية، والتنسيق المتبادل، بين الإمارات والكويت في المحافل الإقليمية والدولية، لاسيما في القضايا ذات الاهتمام المشترك، والتي عززتها الزيارات الرسمية رفيعة المستوى بين مسؤولي البلدين بما يخدم مصلحة الجانبين، والعرب والمسلمين عمومًا، فضلا عن توقيع البلدين اتفاقية إنشاء «اللجنة المشتركة» للتعاون الثنائي عام 2006 في الكويت، وعقد أول اجتماع للجنة في أبوظبي في مارس 2008، وترأسه سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، والشيخ الدكتور محمد صباح السالم الصباح نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية آنذاك، وفي يونيو 2013، عقدت اللجنة العليا المشتركة دورتها الثانية، وتم خلالها التوقيع على برامج واتفاقيات عدة، منها البرنامج التفعيلي في مجال البيئة لعام 2014-2015، والبرنامج التنفيذي للاتفاق الثقافي والفني بين البلدين للأعوام 2013 و2014 و2015، وبرنامج تعاون بين وزارتي خارجية البلدين في مجال التدريب الدبلوماسي والبحوث، وتوقيع بروتوكول تعاون مشترك بين غرفة تجارة وصناعة الكويت، واتحاد غرف التجارة والصناعة في الإمارات، وعقدت الدورة الثالثة للجنة العليا المشتركة في 14 و15 ديسمبر 2014، وفي مقر وزارة الخارجية في الإمارات، وتم خلالها التوقيع على مذكرة تعاون بين هيئة الأوراق المالية والسلع في البلدين، ومذكرة تفاهم للتعاون الصناعي، ومذكرة تفاهم للتعاون في مجال النفط والغاز، والبتروكيماويات، ومصادر الطاقات الجديدة والمتجددة، وبرنامج تنفيذي للتعاون في مجال المكتبات، والثقافة والفنون بين هيئة أبوظبي للثقافة، والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في دولة الكويت خلال الأعوام 2014 - 2017.وساهمت الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الاقتصادية والتجارية بين البلدين في زيادة حجم الاستثمارات، والتبادل التجاري بينهما إلى مستويات متقدمة، فقد قفز التبادل التجاري غير النفطي بين البلدين بنسبة 245% خلال الفترة من 2010 وحتى 2017، بعد أن ارتفع من 7.4 مليار درهم عام 2010 ليصل إلى 25.35 مليار درهم بنهاية العام 2017 وفقاً لبيانات وزارة الاقتصاد، وفي عام 2018 بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين في 11 شهرا نحو 3.63 مليار دولار (13،35 مليار درهم) لتحتل الإمارات المرتبة الأولى عربيا والثانية عالميا بعد الصين كأكبر مصدِّر للسلع لدولة الكويت خلال تلك الفترة، وتشير بيانات شركات الطيران في البلدين إلى وجود ما يتراوح بين 180 إلى 200 رحلة طيران مباشرة تربط مطارات البلدين أسبوعيا، في حين تقدر أعداد السياح الكويتيين الذين يزورون الإمارات سنويا ما بين 400 إلى 500 ألف سائح، فيما تؤكد مسيرة التعاون بين البلدين الشقيقين لاسيما خلال الأعوام القليلة الماضية، متانة العلاقات وتكامل اقتصاد البلدين، حيث تؤمن الإمارات والكويت بأهمية التعاون الاقتصادي والتجاري بينهما، وتفعيل ذلك من خلال زيادة التبادل التجاري وتعزيز العلاقات الاقتصادية الثنائية في مختلف المجالات الاقتصادية والصناعية والتجارية والاستثمارية على الصعيدين الخاص والعام. العلاقات الثقافية وفي جانب العلاقات الثقافية بين البلدين، فازدهارها كان متواليا، من خلال التوقيع على العديد من الاتفاقيات الثقافية، والتربوية، والزيارات المتبادلة، في هذين المجالين وغيرهما، فضلاً عن تطور قطاع التعليم في جميع مراحله، حيث استقطبت الجامعات الخاصة في الإمارات الطلبة الكويتيين وبأعداد متزايدة، الذين وجدوا فيها بديلًا ملائمًا أكثر من الجهات الدراسية في أوروبا وأمريكا، إضافة إلى الطلبة الاماراتيين الذين تعج بهم المعاهد والكليات والجامعات الكويتية، علاوة على متانة العلاقات الاقتصادية بين الإمارات والكويت، التي تمتد جذورها إلى ما قبل ظهور النفط، وتطورت بعد اكتشافه، عدا تدشين البعثة الطبية الكويتية عملها في الإمارات في أوائل الستينيات من القرن الماضي بإنشاء العديد من المراكز والمستشفيات.

مشاركة :