اضطر عشرات الآلاف من سكان كاليفورنيا للفرار من منازلهم في منطقتي نابا وسونوما هربا من حرائق الغابات، بعدما أسفر حريق جديد في شمال الولاية عن مقتل ثلاثة أشخاص. تحت سماء برتقالية وفي ظل موجة حرّ شديدة، التهم حريق خرج عن نطاق السيطرة بعض الكروم الأكثر شهرة في نابا فاليه وأتى على أكثر من 14 ألف هكتار، وفقا لوكالة مكافحة الحرائق الحكومية في كاليفورنيا «كال فاير». واشتعلت النيران في مصانع نبيذ شهيرة مثل شاتو بوزويل وجزء من كاستيّو دي أموروزا، فيما لحقت «خسارة كبيرة» بالمباني على أطراف سانتا روسا، أكبر مدينة في مقاطعة سونوما المجاورة، وفق ما قال توني غوسنر رئيس هيئة الإطفاء. وعلى مسافة 320 كيلومترا شمالا، لقي ثلاثة أشخاص حتفهم في حريق «سريع الانتشار» في مقاطعة شاستا وفق ما أوضح الشريف إيريك ماغريني. وقال مسؤولون: إن الحرائق دفعت السلطات إلى إصدار أوامر لأكثر من 35 ألفا من السكان بإخلاء منازلهم مع استعداد آلاف آخرين للفرار عقب اندلاع «حرائق متفجرة» في النباتات الجافة والتضاريس الجبلية الوعرة. وما زالت أسباب الحرائق قيد التحقيق. كذلك، تم إخلاء كاليستوغا وهو مجمع خلاب يقع في الجزء العلوي من نابا فاليه ومعروف بالينابيع الساخنة. وأمضت سيبي تومسون ساعات بلا نوم وهي تراقب النيران من بعيد وتضع أغراضا في السيارة تحضيرا لعملية إجلاء محتملة. وقالت تومسون: «كنا نرى ألسنة النار تشتعل طوال الليل. لم يتبق أمامنا إلا وضع القطط في السيارة». ويهدد هذا الحريق المجتمعات في نابا وسونوما المجاورة التي لا تزال تعاني من حرائق الغابات المدمرة التي اجتاحتها العام 2017 عندما قتل 44 شخصا ودمرت آلاف المباني فيها. وأوضحت تومسون «كأنها ضربة مزدوجة». ويوم الاثنين، هبت رياح قوية بلغت سرعتها 90 كيلومترا في الساعة تسببت في نشر الجمر ما أدى إلى إشعال حريقي «غلاس فاير» و«زوغ فاير» إلى الشمال. وقال حاكم ولاية كاليفورنيا غافين نيوسوم الذي يلقي باللوم على ظاهرة تغير المناخ في اندلاع الحرائق الأخيرة، إنه يتوقع أن تستقر الرياح خلال الليل ما سيساعد رجال الإطفاء على مكافحة النيران. وتأتي هذه الحرائق خلال موسم قياسي من الحرائق في الولاية، حيث تشتعل حاليا خمسة من أكبر ستة حرائق غابات في تاريخ كاليفورنيا.
مشاركة :