قال ني جيان سفير جمهورية الصين الشعبية لدى الإمارات العربية المتحدة «يصادف هذا العام الذكرى السنوية الـ71 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية، بعد أن رزحت تحت وطأة الألم، فحققت الأمة الصينية التي ولدت من الفقر والضعف ازدهارا وطنيا ونهوضا قوميا، وخطت بخطوات واثقة نحو تحقيق حلم الصين العظيم للأمة الصينية فعلى مدى 71 سنة مضت، شهدت الصين تغيرات هائلة لم تنجح في تلبية الاحتياجات الأساسية لشعبها فحسب، بل أصبحت ثاني أكبر اقتصاد في العالم، ولم تتخلص من ويلات الحرب والفقر فحسب، بل وجدت لنفسها طريقا تنمويا مناسبا ولم تندمج بنشاط في منظومة الحوكمة العالمية فحسب، بل قدمت مساهمة بارزة في إحلال السلام والازدهار العالمي». وقال السفير في تصريحات خاصة موسعة لـ «البيان» «إن هذا العام مليء بأحداث يسطرها التاريخ حيث اجتاح وباء كورونا العالم بكونه أخطر الأمراض المعدية انتشارا منذ مائة سنة، بما يعرّض كافة الدول لقبول «الامتحان الصعب» وتعامل الشعب الصيني مع التأثيرات الناشئة عن وباء كورونا المستجد بشكل ملائم تحت القيادة القوية للحزب الشيوعي الصيني، سعيا لملازمة الوقاية والسيطرة عليه مع التنمية الاقتصادية والاجتماعية فأحرزت الصين نتائج ملحوظة تمثلت في ارتفاع إجمالي الناتج المحلي بنسبة 3.2% في الربع الثاني ليصبح أول اقتصاد رئيسي عالميا يحقق نموا اقتصاديا في خضمّ هذا الوباء، بما يدل على نشاط الاقتصاد الصيني وحيويته وقدرته القوية على الانتعاش والتعافي، وعليه، تحدو الصين الثقة بإنجاز بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل في الموعد المحدد، وتخليص جميع الفقراء من الفقر وفقا للمعيار الحالي في الموعد المحدد، وتحقيق أهداف الحد من الفقر الواردة في أنجدة الأمم المتحدة 2030 للتنمية المستدامة قبل الموعد المحدد بعشر سنوات. وأضاف ني جيان، منذ تفشي الوباء، تساندت وتعاضدت الصين والإمارات حكومة وشعبا وشهدت سجلا حافلا بروح الفريق الواحد، حيث صمدت الصداقة والثقة المتبادلة بين البلدين أمام الاختبار وتم صقلها مجددا في مكافحة الوباء، بما يدل على مدى رسوخ علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي تربط بين البلدين. العلم الصيني وأفاد السفير الصيني بأن الصين والإمارات تعدان صديقين عزيزين يتعاونان على مواجهة الوباء، لن ننسى وقوف الإمارات حكومة وشعبا بكل حزم إلى جانب الصين ومد يد العون سياسيا وماديا إليها في أحرج اللحظات، بما يترجم معنى "أصدق الأصدقاء" بالأقوال والأفعال. أجرى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة اتصالا هاتفيا مع فخامة الرئيس الصيني شي جين بينغ في اللحظة الأولى، وأعرب في تغريده على حسابه الرسمي "توتير" عن استعداده لتقديم كل دعم للصين، فيما توشحت أبرز المعالم والمباني وفي مقدمتها أعلى مبنى في العالم «برج خليفة» ومبنى شركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك» بألوان العلم الصيني ثلاث مرات، بما يبعث إشارة إيجابية إلى المجتمع الدولي لتعاون وتآزر البلدين في تذليل الصعوبات والعقبات. رد الجميل وأكد السفير أنه في أعقاب سيطرة الصين على الوباء، لا تنسى رد الجميل للإمارات الصديقة حيث أجرى الجانبان الصيني والإماراتي تعاونا وثيقا في الوقاية والسيطرة المشتركة وتبادل الخبرات وإنتاج وتوفير الإمدادات الطبية، بما يضع نموذجا يحتذى به للتعاون الدولي في مجابهة الوباء، ويعكس الرغبة القوية للبلدين في مواجهة المخاطر العالمية سويا. وقال « إنه لأمر مثير أن تكون الإمارات أول دولة تجري المرحلة الثالثة من التجارب السريرية للقاح الصين المضاد لفيروس كورونا، الذي اعتمدت الإمارات على استخدامه الطارئ لأفراد خط الدفاع الأول بعد مشاركة 31 ألف متطوعا من 125 جنسية في التجارب، مما أرسى علامة فارقة لتعاون البلدين في توفير منافع صحية عامة للعالم، ولاح بريق الأمل في هزيمة الوباء. الحزام والطريق وأكد السفير الصيني ني جيان أن الصين والإمارات شريكين موثوقين يتشاطران في السراء والضراء. حيث ظلتا مرتبطتين بطريق الحرير القديم على مدى أكثر من ألفي سنة ليبقى فيها السلام والتعاون والانفتاح والتسامح والتدارس والتنافع والترابح قيماً سائدة في التواصل بين الجانبين، وفي المرحلة التاريخية الحديثة، برزت المزايا الفريدة للتعاون الصيني الإماراتي بكونهما شريكين استراتجيين طبيعيين في إطار مبادرة «الحزام والطريق». قبل انتشار الوباء، بما أن حجم التبادل التجاري بين البلدين تجاوز 50 مليار دولار أمريكي بزيادة 16% على أساس سنوي، تعززت التجارة الثنائية بين البلدين بزخم قوي وأصبحت الصين أكبر شريك تجاري للإمارات. ومن جهته، وتعتبر الإمارات دولة تضم أكبر عدد من رجال الأعمال والسياح الصينيين في الشرق الأوسط. وفقًا للإحصاءات غير المكتملة، يعيش ويعمل في الامارات أكثر من 200 ألف مغترب صيني معظهم يعملون ويعيشون في دبي والشارقة، ويلعبون دورًا نشطًا في تحفيز النمو الاقتصادي الإماراتي. واستشهد السفير ني جيان بالمثل الشائع «يُشحذ السكين بحجر الرحى» تعبيرا عن التعاون الصيني الإماراتي في مختلف المجالات وقال «لم يتوقف التعاون بين الصين والإمارات إزاء الوباء، بل توسّع وتعمّق ليشمل مجالات وطرقا جديدة، ويبشر بنقطة انطلاق جديدة، على خلفية انكماش التجارة العالمية ما بعد الوباء، ما زال تعاون البلدين في مجال الاقتصاد والتجارة يبقى على زخم جيد، يتمثل في بلوغ حجم الصادرات والواردات بين البلدين 26.125 مليار دولار أمريكي في الأشهر السبعة الأولى من العام الجاري. ويسير التعاون في إطار مبادرة «الحزام والطريق» بخطوات متينة، حيث تم تشغيل محطة نور أبوظبي في منطقة سويحان باعتبارها أكبر محطة مستقلة للطاقة الشمسية في العالم، وفازت الشركات الصينية بعطاء لكل المناقصات الأربعة المرساة ضمن المرحلة الثانية من شبكة السكك الحديد الوطنية للإمارات. وفيما يخص التعاون في مجال التعليم اشار السفير ني جيان إلى افتتاح االمدرسة الصينية في دبي لتصبح أول مدرسة صينية رسمية خارج البلاد فيما يمضي برنامج «تدريس اللغة الصينية في مائتي مدرسة إماراتية» قدما والذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد بصورة مطردة حتى تُدخل 118 مدرسة اللغة الصينية في المناهج الدراسية. بالتزامن مع ذلك، تكلل كل من المعرض الرقمي الأول للاقتصاد والتجارة بين الصين والإمارات والأسبوع الثقافي الصيني الإماراتي بالنجاح التام، وأطلقت الصين والإمارات بنجاح مسبار «تيان ون– 1» ومسبار «الأمل» على التوالي، بما يسهم في دفع قضية الفضاء العالمي. تزامنا مع استئناف الإنتاج والحياة تدريجيا ودخول العالم «حقبة ما بعد الوباء»، ستعمل الصين مع الإمارات على تحويل التحديات إلى الفرص، من خلال تعميق التعاون في ميادين الاقتصاد والتجارة والاستثمار وغيرها. وأوضح أن الصين والإمارات تعدان أخوين حميمين يتقاسمان في اليسر والعسر، في وجه تغيرات لم يشهدها العالم منذ مائة سنة والوباء العالمي المعقد والخطير، التزمت الصين والإمارات بمفهوم «مجتمع المستقبل المشترك للبشرية» بخطواتهما الواقعية بما يضيء اللحظات المظلمة التي تلقي بظلالها على تاريخ تنمية البشرية، حيث تعلمنا من الوباء أننا نعيش في قرية كونية يترابط ويتواصل فيها جميعنا في السراء والضراء وتترابط كافة دول العالم ترابطا وثيقا، وتشترك البشرية في مستقبل واحد. لذا علينا تكريس مفهوم مجتمع المستقبل المشترك الذي يربط بعضنا بالبعض، ورفض محاولة بناء كتل لإقصاء الآخرين واللعبة الصفرية، وترسيخ مفهوم التعاون والتنافع في عائلة واحدة، مع نبذ الجدل الأيديولوجي وتجاوز فخ صراع الحضارات، واحترام الطرق والأنماط التنموية التي تختارها الدول الأخرى بإرادتها المستقلة. وأضاف السفير الصيني أن نقطة الانطلاق الجديدة تولد فرصا جديدة، فصلا جديدا من التعاون البناء، وعليه، إن الصين والإمارات بحاجة أشد من أي وقت مضى، إلى تضافر الجهود في تدعيم التعاون وتعزيز التواصل بآفاق أوسع وإرادة أكثر إلحاحا، ومن شأن ذلك دفع التعاون الدولي في مكافحة الوباء والتعاون الاستراتيجي شامل الأبعاد باستمرار. تؤمن الصين إيمانا راسخا بأن أواصر الصداقة التقليدين بين الصين والإمارات ستتوطد وتتعزز حتما بفضل جهودنا المنسقة، بما يرتقي بعلاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين إلى مستوى جديد. تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :