حصد فيلم "بوصلة" للمخرج السعودي مجتبى سعيد إعجاب جمهور السينما في العاصمة القطرية الدوحة وذلك بعد عرضه أول مرة في صالة سينمائية بمتحف الفن الإسلامي بقطر، ضمن برنامج سلسلة "حكايات خليجية" الذي تنظمه مؤسسة الدوحة للأفلام، دعماً "للمواهب السينمائية الخليجية الصاعدة ولتعزيز ثقافة تقدير الأعمال السينمائية المميزة". ويروي فيلم "بوصلة" قصة خلاف نشأ بين الجاليات المسلمة في ألمانيا حول الاتجاه الصحيح للقبلة. وشهدت الأمسية ندوة نقاشية بعد عرض الفيلم مع المخرج مجتبى سعيد وكاتب السيناريو علي سعيد الذي أشار إلى أن فيلم بوصلة مستلهم من موقف قد يمر به أي إنسان مسلم ينتقل من مكان إلى آخر وهو: أين اتجاه القبلة، مضيفاً أنه توقف عند هذا السؤال وأعاد تشكيله فيلمياً ليظهر بصحبة شخوص وعوالم تعبر عن أنماط من الوعي السائد اليوم بين المسلمين، من خلال فيلم أخذه مجتبى إلى أبعد مدى بصري وفني، على حد تعبير مؤلف الفيلم. من جهته استثمر الحضور وجود صناع الفيلم ليسأل عن كيفية تمت عملية إنتاج الفيلم والصعوبات التي واجهت المخرج وطريقة تعامله مع الممثلين، ليجيب مجتبى سعيد أن غالبية الممثلين في الفيلم هم هواة "وأن جزءاً منهم مخرجون جاؤوا لمساعدتي على إنتاج الفيلم فورطتهم بالتمثيل كما حدث مع بطل الفيلم المخرج عبدالعزيز النجيم"، مشيراً إلى أنه ترك الممثلين يجسدون شخوصهم بعفوية من دون أن يتعمد تمثيل أي مشهد أمامهم لكي يكرروه، بل ترك لهم مساحة واسعة في الأداء "وبطل الفيلم النجيم هو في طبيعته عفوي وصادق في تعابيره وهذا شيء مغر للسينما". ورداً على سؤال لصحفية حول إذا ما كانت الفكرة مخيفة للمخرج قبل أن يقدمها للجمهور، أجاب مجتبى: "نحن نبالغ في الحديث إذا قلنا بعدم وجود مساحة ما للحديث، لا ننسى أن الفيلم أنتج للتلفزيون، المنتج وقناة MBC كان لديهما علم بالنص، وهو نص جريء في الطرح ولكنه حافظ على خصوصية الناس، فهو تطرق لشخوص موجودة في المجتمع ومن ثم لم يكن هنالك ما هو بعيد عن حياة الناس، فمجتمع الفيلم - الشارع الإسلامي في برلين - نحن نعرفه ونعرف "كاركتر" الشخصية السعودية البطلة في الفيلم، وهي تمثل نمطاً ما كبقية الأنماط الإسلامية الموجودة في فيلم "بوصلة"، لذلك لم يكن هنالك ما هو يخيف". غانم السليطي: الفيلم قدم قضية حساسة بأسلوب متزن وذكي مضيفاً: "أكثر ما كان مقلقاً لنا هو، هل سيبقى الجمهور مع الفيلم إلى النهاية، هذا كان السؤال، نعم بقي الجمهور وأول مرة نكتشف هذا الشيء من خلال عرضه أول مرة في صالة سينمائية هنا في دولة قطر". وعلق الفنان القطري القدير غانم السليطي الذي حضر العرض أن "فيلم بوصلة أوصل لنا فكرة غاية في الجمال والحساسية، ولكن بأسلوب ذكي ومتزن ليقدم دراما كوميدية نفتقدها اليوم". مشيراً بالقول إلى: "أن البوصلة حقاً ضائعة"، الفيلم جذب أيضا المشاهدين الأميركيين والأوروبيين وخصوصاً أن نسخة العرض قدمت بترجمة إنجليزية، حيث دعا أحد الحضور إلى عرض فيلم بوصلة للعالم الغربي لكي يتعرف إلى الإبداع السينمائي في منطقة الخليج وفي المملكة تحديداً التي لا يوجد بها صالات سينما ولكن بها فنانون شغوفون بالفن. من جهتها أكدت فاطمة الرميحي الرئيس التنفيذي لمؤسسة الدوحة للأفلام أن المؤسسة ترسخ جميع جهودها لدعم أصحاب المواهب في منطقة الخليج من خلال مد جسور التواصل بين صناع الأفلام، وجمهور السينما جزءا أصيلا من هذا الدعم. مضيفة: "أن سلسلة عروض حكايات خليجية تمكن عشاق السينما من مشاهدة هذه الأفلام على الشاشة الكبيرة، وذلك إلى جانب إتاحة هامش مهم لتفاعل الجمهور مع فريق العمل وطاقم التمثيل بهدف التعرف إلى العملية الإبداعية التي رافقت صناعة الفيلم".
مشاركة :