صحيفة المرصد: استبعد مراقبون أن تمر ميليشيات فجر ليبيا إلى تنفيذ أحكام الإعدام التي أعلنتها محكمة في طرابلس منذ أيام في حق قيادات بارزة من نظام الزعيم الراحل معمر القذافي، لافتين إلى أنها مجرد ورقة سياسية لإثارة انتباه المجتمع الدولي أو الضغط عليه حتى لا يمرّر اتفاق الصخيرات وكذلك لمنع الاتحاد الأوروبي من تنفيذ وعوده بضرب مراكز الهجرة غير الشرعية في الموانئ الليبية الواقعة تحت سيطرة فجر ليبيا والمؤتمر الوطني المنتهية ولايته. ولفتوا إلى أن الأحكام التي صدرت في حق 8 من معاوني القذافي ونجله سيف الإسلام قد تكون ورقة ضغط على أنصار النظام السابق الذين أصبحوا يشكلون قوة رئيسية داخل ليبيا في مواجهة الميليشيات. ووفقا لصحيفة العرب أكد العقيد العجمي العتيري آمر كتيبة أبوبكر الصديق المكلّفة بحماية السجن الذي يوجد فيه سيف الإسلام بالزنتان على أنه لن يتم تسليم نجل القذافي للميليشيات في طرابلس التي حكمت عليه بالإعدام. وقال العقيد العتيري: إن سيف الإسلام في مكان آمن، وإن ميليشيات فجر ليبيا وكل الميليشيات الإسلامية المتطرفة من الجماعة الليبية المقاتلة وغيرها لا يستطيعون الوصول إليه أو حتى معرفة مكان وجوده. وأضاف أنه لا يعترف بحكم الميليشيات في طرابلس وأنه لن يسلّم سيف الاسلام لأيّ جهة غير قانونية في ظل غياب مؤسسات الدولة وخاصة القضاء والنيابة والشرطة، مستغربا عدم تدخل محكمة الجنايات الدولية ومطالبتها بإلغاء أحكام الإعدام الصادرة أخيرا في طرابلس وخاصة تلك المتعلقة بالمطلوبين من طرفها. وأصدرت محكمة الاستئناف بطرابلس، حكما بإعدام سيف الإسلام القذافي، و8 مسؤولين كبار في النظام السابق، بينهم البغدادي المحمودي آخر رئيس للحكومة في نظام القذافي، ورئيس جهاز مخابرات النظام السابق عبد الله السنوسي، ورئيس جهاز الأمن الخارجي السابق أبوزيد دوردة، وذلك وسط موجة من الانتقادات محليا ودوليا. وسيف الاسلام محتجز في بلدة الزنتان بجنوب غرب طرابلس منذ توقيفه في نوفمبر 2011 ولم يحضر بالتالي المحاكمة، في حين أن السنوسي والمحمودي حضرا جلسة المحاكمة في طرابلس.وأكد العتيري في تصريحه لـالعرب أن الادعاء بأن محاكمة سيف الإسلام في الزنتان باطلة ينطبق أيضاً على حكومة فجر ليبيا المشكلة من طرف مؤتمر (برلمان) انتهت ولايته.وتساءل إذا كان القضاء في طرابلس نزيها لماذا لا تتم محاكمة مرتكبي مجزرة جنزور الذين أحرقوا مطار طرابلس وشردوا أهالي تاورغاء والبالغ عددهم 35 ألف نسمة.واعتبرت إيمان المحمودي ابنة رئيس الوزراء السابق أن حكم الإعدام على والدها يهدف إلى إخفاء حقائق مخجلة تتعلق بسرقة عشرات المليارات من أموال الشعب الليبي بعد 2011.وقالت أمال العكوري زوجة أبوزيد دوردة أن ميليشيات طرابلس ساومت زوجها ليغير موقفه من 17 فبراير (الاحتجاجات التي أطاحت بالقذافي) فرفض، فحاولت ميليشيات الرحيبات اغتياله في السجن ونقل إلى مستشفى معيتيقة في حالة موت سريري، وبعد تحسن حالته اختطف على أيدي أمراء الحرب في طرابلس حتى حكم عليه بالإعدام.وكشفت أسماء مصطفى الخروبي أحد أكبر معاوني القذافي أن أباها تعرض للقتل داخل السجن حيث كان يعاني من التهاب في المرارة ورفضوا علاجه ولم يعد يستطيع الأكل فعزلوه في زنزانة انفرادية في شهر رمضان المبارك بحجة أنه مضرب عن الطعام حتى انفجرت داخل جسمه ومات. وتعهدت برفع قضية ضد الميليشيات بتهمة القتل العمد لوالدها.وأثارت الأحكام الصادرة بحق بعض رجال النظام السابق ردود فعل مختلفة وُوجهت بانتقادات حادة من قبل المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية حيث أن المحاكمة جرت في ظروف غير طبيعية حيت تتحكم الميليشيات بشكل مطلق في مدينة طرابلس ويكفي لتأكيد ذلك أن رئيس محكمة الاستئناف كان مختطفا في الأسبوع ما قبل النطق بالحكم.
مشاركة :