العلاقة السعودية - الكويتية.. أخوة السراء والضراء

  • 10/1/2020
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

ودعت الأمة العربية والإسلامية وشعوب العالم رجل الحكمة والسلام صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الصباح - رحمه الله -، فأمير الكويت - طيب الله ثراه - زعيم كبير بذل الكثير من المواقف الخالدة وتقريب وجهات النظر بين الأشقاء العرب، وتعد العلاقات السعودية - الكويتية راسخة متجذرة، ففي عهد الأمير الراحل صفحة مضيئة وأخوة على كافة المستويات رؤى وتلاحم ومصير مشترك، علاقات سارت بخطى ثابتة ونظرة ثاقبة نحو مستقبل زاهر يحقق الأمن والرخاء للبلدين والشعبين الشقيقين، فتاريخ البلدين يزخر بصفحات من البطولات والمواقف المشرفة، وفي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - والأمير الراحل سارت علاقات المملكة والكويت نحو مزيد من الازدهار بخطوات واثقة نحو مستقبل مزهر، وهذا ما أكدته الزيارات المتبادلة بين قيادة الدولتين والتنسيق المتواصل من أجل التصدي للتحديات، وخدمة قضايا العرب والمسلمين، ونشر العدل والسلام في العالم أجمع. حول ذلك قال عضو مجلس الشورى د. فهد بن حمود العنزي: "في البداية أقدم خالص التعازي والمواساة لأسرة آل الصباح الكريمة، ولزملائي البرلمانيين في مجلس الأمة الكويتي والشعب الكويتي الشقيق، وإلى الأمتين العربية والإسلامية بوفاة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الصباح - رحمه الله -"، وأضاف" بدون أدنى شك مصاب الكويت هو مصاب للمملكة، فمنذ زمن طويل والمملكة والكويت تتألمان لبعضهما، وكلاهما ملاذ للآخر في السراء والضراء، وقد ربط الملك فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله - وحدة المصير بين المملكة والكويت في تصريحه الشهير خلال حرب تحرير الكويت بالقول: "يا ترجع الكويت يا تروح السعودية معها"، ولذلك فلا غرابة أن نحزن لحزن أهل الكويت ونتألم لآلامهم كما هم كذلك بالنسبة لنا، فالمصاب جلل والفقد عظيم، وبالتأكيد فنحن نحمل نفس الحزن الذي يحمله أهل الكويت لفقد أميرهم وأمير الإنسانية سمو الشيخ صباح، كما يحمل هذا الشعور العظيم قائدنا وملكنا الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - تجاه فقد أخيه الشيخ صباح، وهو ما يحمله كذلك سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله -، فقد تضمن الإعلان الصادر من الديوان الملكي أن خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين تلقيا خبر وفاة سمو الشيخ صباح ببالغ الحزن وعظيم الأسى، وأن رحيله كان بعد مسيرة حافلة بالإنجاز والعطاء وخدمة جليلة لبلده وللأمتين العربية والإسلامية والإنسانية جمعاء، وأكد العنزي أن هذه المشاركة من قيادتنا للأشقاء في الكويت ومن لدن وشعب المملكة والتي ضجت بها مواقع التواصل الاجتماعي ما هي إلا دليل على عمق مشاعر الحزن والفقد، وما هي إلا حلقة في سلسة طويلة من التضامن وتقاسم مشاعر الحزن والألم بين قيادتي البلدين وشعبيهما منذ عهد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن والشيخ مبارك الصباح - رحمهما الله - إلى وقتنا الحاضر، فكلا البلدين والقيادتين يتقاسمان الأحزان والأفراح والمحبة ووحدة المصير، فالعلاقة بين السعودية والكويت علاقة لها سماتها الخاصة، بل هي علاقة تكامل وانسجام ومصير واحد، فلا يكاد يذكر اسم أسرة في الكويت إلا ولها امتداد داخل المملكة، وهذا يدل على العمق التاريخي والاجتماعي بين شعبي البلدين، كما أن المكانة التي حظي بها الإمام عبدالرحمن الفيصل وابنه عبدالعزيز لدى الشيخ مبارك وأسرة آل صباح في الفترة بين 1893وحتى 1902 ميلادية كانت مكانة كبيرة تدل على عمق التلاحم والتكاتف بين الأسرتين الكريمتين، فقد كان الإمام عبدالرحمن وأسرته يعيشون في وطنهم الثاني وفي أرضهم وعند أهلهم، وكذلك الشأن حينما حصلت أزمة احتلال العراق للكويت، فحينما فكرت القيادة الكويتية آنذاك بالخروج من الكويت ومقاومة الغزو فهي لم تخرج إلا للسعودية، والشعب الكويتي كان ضيفاً عند أهله ومجتمعه السعودي، وهذا يدل على حجم التلاحم بين القيادتين السعودية والكويتية، وكذلك شعبا السعودية والكويت، مبيناً أن المملكة حريصة على أمن الكويت واستقرارها واحترام ودعم خياراتها، فهي تدعم كل ما يعزز نهضة الكويت ورقيها، والوقوف بجنبها في السراء والضراء، وتساند من تختاره الأسرة الحاكمة في الكويت أميراً للبلاد خلفاً للشيخ صباح، ومن يتم اختياره لمنصب ولي العهد، فهي لن تتوانى في تقديم الدعم اللازم لشقيقتها الكويت في شتى المجالات، وهذا نابع عن توحد الرؤى في كل القضايا المصيرية ووحدة المصالح، وانسجام الخيارات بينهما، فمصيرهما واحد، وقضاياهما هي نفسها، فلا خلاف ولا اختلاف بينهما، وستستمر المملكة بدعم الكويت قيادة وحكومة وشعباً في مواجهة مختلف الأزمات والتحديات المستقبلية، مشيراً إلى أن هذه العلاقة مستمرة منذ التاريخ وليس هي وليدة اليوم، وستستمر في هذه الصورة الزاهية والنموذجية لعلاقات الأخوة بين المملكة والكويت حكومة وشعباً في ظل تسلم سمو الأمير الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح قيادة دولة الكويت، وسيجد كل الدعم والمؤازرة من قيادة المملكة، وسيكون وجوده استمراراً لنهج القيادتين في البلدين بتقديم صورة نموذجية لما ينبغي أن تكون عليه علاقات الأخوة والوفاء والتلاحم بين بلدين، يتقاسمان نفس الهموم والقضايا والمصير المشترك، وما يميز العلاقات بين البلدين أن مصيرهم مشترك ويد واحدة أمام من يحاول زعزعة واستقرار الدول العربية والإسلامية، وزيارة خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - للكويت العام 2016م أكدت على قوة وتلاحم البلدين، ومتانة العلاقات الثنائية بين البلدين جسدها كذلك صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز عندما أصبح ولياً للعهد، فكانت أول زيارة لدولة الكويت، بما تدل على خصوصية العلاقات بين البلدين الشقيقين، كما أنه في العام 2018م أقر خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله -، والأمير الراحل إنشاء مجلس تنسيقي سعودي - كويتي ليكون العمل ثنائياً، فالمملكة والكويت علاقة تزخر بتحقيق الأمن والاستقرار والتصدي للإرهاب، ومواجهة الأخطار التي تستهدف المنطقة، ولفت العنزي إلى أن العهد الحالي للبلدين شهد اتفاقاً تاريخياً يقضي باستئناف إنتاج النفط من الحقلين المشتركين الخفجي والوفرة.

مشاركة :