واشنطن - (أ ف ب): عاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والمرشح الديموقراطي للرئاسة جو بايدن الأربعاء كل إلى حملته الانتخابية بعد مناظرة أولى عكست حدة المعركة وطغت عليها الفوضى مع تبادل الاتهامات والاهانات والهجمات الشخصية قبل 35 يوما من موعد الاقتراع.ورغم الجلبة التي عمت المناظرة، بدا المعسكر الديموقراطي واثقا من أن أداء مرشحه الذي صمد أمام هجمات ترامب، وقوفا ومن دون أي استراحة وأثبت أنه ليس «ناعسا» كما يسميه ساخراً الرئيس الأمريكي. وقالت نانسي بيلوزي رئيسة مجلس النواب الديموقراطية عبر محطة «أم أس ان بي سي»، «لقد شهدتهم على صدق جو بادين ورأيتم الفرق معه».وغرد مغني الراب «فيفتي سنت» كاتبا «قمة الترفيه» فيما كتب المغني جون ليجند الذي يدعم المرشح الديموقراطي «من المستحيل العيش أربع سنوات إضافية مع هذه الكارثة الجوالة». وقال ميتشل ماكيني الأستاذ في جامعة ميزوري والخبير في المناظرات التي استحدثت في العام 1960 «إنها أكثر المناظرات الرئاسية فوضى وعدائية في تاريخنا. الصورة التي عكسها دونالد ترامب هي صورة رئيس سريع الغضب. أما جو بادين فتجنب الهفوات والتعثر الأمر الذي كان من شأنه تعزيز الفكرة التي يروج لها ترامب بأنه طاعن في السن أو لا يملك اللياقة البدنية الكافية ليكون رئيسا». وعاد الرئيس إلى واشنطن ليلا ليعقد مساء الأربعاء تجمعا انتخابيا في مينيسوتا في حين توجه جو بايدن بالقطار إلى بنسيلفانيا مع محطات عدة في هذه المنطقة الصناعية حيث يحاول استمالة أصوات العمال. وعند كل مناظرة تجري وسائل إعلام أمريكية استطلاعات سريعة للرأي لمعرفة هوية الفائز بها. وأظهر استطلاع لمحطة «سي بي اس» أن جو بايدن تقدم بشكل طفيف على ترامب إلا أن 69% من المشاهدين أعربوا خصوصا عن «امتعاضهم» من أجواء المناظرة. لكن ينبغي الإشارة إلى أن المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون فازت العام 2016 بالمناظرات الثلاث أمام دونالد ترامب الأمر الذي يخفف من أهمية هذه المواجهات.لكن الفرق عن العام 2016 هو أن المرشح الديموقراطي وخلافا لكلينتون تمكن من الاستناد على السنوات الأربع لولاية ترامب. ولم يتوان جو بادين عن التذكير بحصيلة كوفيد-19 البالغة 200 ألف وفاة. وقال «نشكل 4% من سكان العالم ولدينا 20% من الوفيات». ووصف بايدن الذي كان نائبا للرئيس في عهد باراك أوباما، ترامب بأنه «أسوأ رئيس في تاريخ الولايات المتحدة» و«مهرج» و«دمية بوتين». وأكد «الجميع يعرف أنه كذاب» قبل أن يصيح في وجهه «هلا تخرس يا رجل».في المقابل هاجم ترامب المرشح الديموقراطي الذي يتقدم عليه في استطلاعات الرأي قائلا له «لا تمت للذكاء بصلة». وعمد الرئيس الأمريكي المرشح لولاية ثانية في انتخابات الثالث من نوفمبر إلى وصف منافسه على انه «دمية في يد اليسار الراديكالي» سواء بشأن قضايا الصحة أو الأمن أو المناخ. وفيما تعهد بايدن قبول نتائج الانتخابات، اكتفى ترامب بالتأكيد مرة جديدة وبدون تقديم أدلة على أن التصويت بالمراسلة الذي يبدو أنه سيستخدم بكثرة بسبب وباء كوفيد-19 سيشجع على «التزوير» وقد يمنع صدور النتائج «قبل أشهر».طوال المناظرة التي استغرقت 90 دقيقة حاول ترامب عبثاً استعادة زمام المبادرة، فانبرى يقاطع «جو» المرة تلو الأخرى مما دفع بمدير الندوة الصحافي في شبكة فوكس نيوز كريس والاس إلى الطلب منه مراراً وتكراراً أن يفسح المجال أمام بايدن للكلام. وقد تعرض الصحافي لانتقادات من معسكر ترامب الأربعاء.
مشاركة :