كوارث في آسيا بسبب أمطار تقتل المئات وتشرد الآلاف

  • 8/4/2015
  • 00:00
  • 25
  • 0
  • 0
news-picture

أودت الأمطار الموسمية في الأسابيع الأخيرة بحياة مئات الأشخاص في آسيا، لا سيما في الهند وباكستان، وكذلك في بورما، حيث تخوض فرق الإغاثة سباقًا مع الزمن لمساعدة آلاف المتضررين من الفيضانات والوصول إلى مناطق باتت مقطوعة عن العالم. وأعلنت السلطات الهندية أن أكثر من 120 شخصًا لقوا مصرعهم في الأسابيع الأخيرة بسبب الأمطار الغزيرة التي أدت إلى مصرع 116 شخصًا في باكستان. وفي هذين البلدين، تحدث فيضانات وانهيارات في التربة كل سنة مع موسم الأمطار. وقال الناطق باسم وكالة هيئة إدارة الكوارث الباكستانية لوكالة الصحافة الفرنسية إن «أكثر من 850 ألفًا تضرروا بالأمطار الموسمية هذه السنة في جميع أنحاء البلاد». وفي فيتنام، يبذل عمال الإغاثة جهودًا كبيرة للتصدي لانزلاق الوحول السامة، بعدما ضربت الفيضانات مناجم الفحم في كوانغ نين في شمال البلاد التي تضم موقع هالونغ باي السياحي المدرج على لائحة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونيسكو). وقتل 32 شخصًا في الفيضانات الأخيرة في البلاد بينهم عائلتان طمرتا في الوحول السامة. وفي بورما، ارتفعت حصيلة القتلى إلى 46 قتيلا، بينما حذرت الأمم المتحدة من أن هذه السيول الناجمة عن أمطار موسمية غزيرة تهدد مزيدًا من المناطق في آسيا. وأعلنت السلطات البورمية ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 46 قتيلاً على الأقل في هذه الفيضانات التي تلحق أضرارًا بأكثر من مائتي ألف شخص في وسط البلاد وغربها خصوصا، حيث اضطر سكان المناطق النائية لاستخدام زوارق وغيرها من الوسائل للتنقل في المياه. ولقي مئات الأشخاص مصرعهم في الأيام الأخيرة في الهند والنيبال وباكستان وفيتنام في هذه الفيضانات وحوادث انزلاق التربة التي نجمت عنها بسبب الأمطار الموسمية. ويتعذر الوصول إلى عدد من المدن في المناطق النائية في شمال ميانمار وغربها، بينما يخشى عمال الإنقاذ ألا يتمكنوا من معرفة حجم الكارثة قبل أيام. وصرح الناطق باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بيار بيرون لوكالة الصحافة الفرنسية بأن «الجوانب اللوجيستية بالغة الصعوبة وفرق تقييم الأضرار تواجه صعوبات في الوصول إلى المناطق المتضررة». وأضاف أن الأمم المتحدة «قلقة جدا» من الوضع، مشيرا إلى أن «الفيضانات بدأت تنحسر في بعض المناطق لكن بعض الأنهار بدأت تفيض وتغرق مناطق أخرى». وأدى الإعصار كومين الأسبوع الماضي إلى تفاقم الوضع إذ رافقته رياح شديدة وأمطار غزيرة. كما أدت الأمطار الموسمية الغزيرة إلى حوادث انزلاق في التربة، مما تسبب في تدمير آلاف المنازل والأراضي الزراعية والجسور والطرق. وروى سكان في كالاي الواقعة في منطقة ساغاينغ الفقيرة شمال غربي البلاد، كيف غطت المياه منازلهم. وقالت إيه سو ميات: «لم نتلقّ أي إنذار، وكنا نعتقد أنها أمطار عادية في هذا الموسم»، وأضافت: «خلال ساعات أصبح كل بيتي تحت المياه، واضطر زوجي للصعود إلى السطح لعدم توفر أي وسيلة أخرى للخروج». وقد اضطرا للجوء إلى دير بشكل مؤقت. وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن منسوب المياه ما زال مرتفعا، بينما يبحث كثيرون عن أماكن آمنة مستخدمين زوارق مصنوعة من إطارات سيارات قديمة وقطع خشب وقوارير بلاستيكية للتنقل. وموسم الأمطار مهم جدا للمزارعين في ميانمار، لكن الأمطار والأعاصير تسبب أضرارًا جسيمة في بعض الأحيان. وقال موظف في إدارة المساعدة وإعادة الإسكان في وزارة الشؤون الاجتماعية إن «46 شخصًا لقوا مصرعهم، وأكثر من مائتي ألف تضرروا بالفيضانات في جميع أنحاء البلاد». وأضاف: «نقوم بتسريع مساعداتنا وأعمال الإغاثة». وكانت الأمم المتحدة حذرت، أول من أمس، من ارتفاع حصيلة ضحايا الفيضانات وتزايد حوادث انهيارات التربة في بورما، مع استمرار هطول الأمطار الغزيرة منذ أيام. وأعلنت السلطات في المناطق الأربع الأكثر تضررا في وسط البلاد وغربها حالة «كارثة وطنية». وكانت جمعية الصليب الأحمر البورمية ذكرت أن 300 منزل في راخين دمرت أو تضررت بينما تم نقل 1500 شخص إلى ملاجئ، وأعلن رئيس الجمعية مونغ مونغ خين في بيان: «يتوقع أن ترتفع هذه الأرقام في الأيام المقبلة مع وصول تقارير فرق الإغاثة التي أرسلت إلى مناطق نائية متضررة بالفيضانات في ولاية راخين». وتستقبل ولاية راخين أصلاً نحو 140 ألف نازح معظمهم من المسلمين الروهينغا، الذين يعيشون في مخيمات مكشوفة على الساحل بعد فرارهم من أعمال عنف بين هذه الأقلية والبوذيين في 2012. وفي تشين تزايدت حوادث انزلاق التربة وأدت إلى تدمير أكثر من 700 منزل في هاخا عاصمة المنطقة. وفي موقع غير بعيد عن هذه المنطقة تم إيواء خمسة آلاف شخص في مخيمات للإغاثة، كما ذكرت صحيفة «نيولايت أوف ميانمار» الرسمية. ووعد الرئيس البورمي ثين سين بأن تبذل الحكومة ما بوسعها لتقديم المساعدات، لكنه أشار إلى أن أجزاء من تشين مقطوعة تماما عن العالم. وأكدت وزارة الصحة البورمية أنها توزع مواد طبية في جميع أنحاء البلاد دون أن توضح كيف ستوصلها إلى المناطق المقطوعة.

مشاركة :