هل التثاؤب عند قراءة القرآن يدل على الحسد والسحر؟

  • 10/1/2020
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

قال الشيخ محمود شلبي، أمين لجنة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن التثاؤب مكروه وهو من الشيطان مثلما أخبر النبي (صلى الله عليه وسلم)، فإذا تثاءب الإنسان فليكتم ما استطاع وليضع يده على فيه، وهو ينشأ عن الكسل والضعف.وأضاف شلبي، أمين لجنة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، عن سؤال ورد إليه خلال البث المباشر لصفحة دار الإفتاء مضمونة (حكم التثاؤب عند كل قراءة قران حتى فى مكان عملى؟)، أن كثيرا من الناس يعتقدون أن كثرة التثاؤب عند قراءة القرآن الكريم يشير إلى أنهم محسودين أو مسحورين فكل هذا لا صحة له من الأساس، فمن تثاءب خلال قراءة القرآن فليستعذ بالله من الشيطان الرجيم.وتابع: حاول أن تدفعه عن نفسك وألا تفتح فمك بهذه الطريقة خلال قراءة القرآن، لكن التثاؤب لا علاقة له بالحسد والسحر.حكم التثاؤب خلال الصلاةوأجاب الشيخ محمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، عن سؤال «هل التثاؤب فى الصلاة يبطلها؟»، أن التثاؤب خلال الصلاة لا يبطلها وإن كان مكروهًا فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم "أنه أمرنا معشر المسلمين بأن من أصابه مثل ذلك في الصلاة -أي تثاءب-، فليدفعه ما استطاع"، لكن هذا لا علاقة له بصحة الصلاة فتصح الصلاة فى الحالتين.وأشار وسام، إلى أن السنة للمؤمن في حال الصلاة أن يكافحه بإحضار قلبه وخشوعه بين يدي الله، واستحضاره أنه في مقام عظيم لعله يسلم من التثاؤب؛ لأنه من الشيطان، فكلما قوي إحضار القلب بين يدي الله والخشوع بين يدي الله وتذكر أن التثاؤب من الشيطان، فإن هذا الاستحضار من أعظم الأسباب في بعد الشيطان عنه وسلامته من التثاؤب.تعرف على الحل الشرعي لمواجهة التثاؤب خلال الصلاةقال الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية: إن من كان كثير التثاؤب فى الصلاة فعليه أن يسد فمه ولو بيده، لقوله صلى الله عليه وسلم: «التثاؤب من الشيطان، فإذا تثاءب أحدكم فليردّه ما استطاع، فإن أحدكم إذا قال "ها" ضحك منه الشيطان» متفق عليه.وأضاف "شلبي" خلال لقائه بالبث المباشر لصفحة دار الإفتاء عبر موقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك" فى إجابته عن سؤال «حكم التثاؤب خلال الصلاة؟»، أن التثاؤب فى الصلاة لا يبطلها وتكون الصلاة صحيحة ولا شيء فى ذلك.لماذا يضاف التثاؤب إلى الشيطان؟عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «التثاؤب من الشيطان، فإذا تثاءب أحدكم فليرده ما استطاع، فإن أحدكم إذا قال: "ها" ضحك الشيطان» رواه البخاري (3115) ومسلم (2994).وذكر الإمام النَّوَوِيّ: أُضِيفَ التَّثَاؤُب إِلَى الشَّيْطَان لِأَنَّهُ يَدْعُو إِلَى الشَّهَوَات إِذْ يَكُون عَنْ ثِقَل الْبَدَن وَاسْتِرْخَائِهِ وَامْتِلَائِهِ، وَالْمُرَاد التَّحْذِير مِنْ السَّبَب الَّذِي يَتَوَلَّد مِنْهُ ذَلِكَ وَهُوَ التَّوَسُّع فِي الْمَأْكَل وإكثار الأكل.وأوضح اِبْن بَطَّال في شرح البخاري: إِضَافَة التَّثَاؤُب إِلَى الشَّيْطَان بِمَعْنَى إِضَافَة الرِّضَا وَالْإِرَادَة، أَيْ أَنَّ الشَّيْطَان يُحِبّ أَنْ يَرَى الْإِنْسَان مُتَثَائِبًا لِأَنَّهَا حَالَة تَتَغَيَّر فِيهَا صُورَته فَيَضْحَك مِنْهُ، لَا أَنَّ الْمُرَاد أَنَّ الشَّيْطَان فَعَلَ التَّثَاؤُب.سنن النبي في التثاؤبعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْعُطَاسَ وَيَكْرَهُ التَّثَاؤُبَ فَإِذَا عَطَسَ أَحَدُكُمْ وَحَمِدَ اللَّهَ كَانَ حَقًّا عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ سَمِعَهُ أَنْ يَقُولَ لَهُ يَرْحَمُكَ اللَّهُ وَأَمَّا التَّثَاؤُبُ فَإِنَّمَا هُوَ مِنْ الشَّيْطَانِ فَإِذَا تَثَاءَبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَرُدَّهُ مَا اسْتَطَاعَ فَإِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا تَثَاءَبَ ضَحِكَ مِنْهُ الشَّيْطَانُ» (صحيح البخاري).قَوْله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «فَإِنَّ أَحَدكُمْ إِذَا تَثَاءَبَ ضَحِكَ مِنْهُ الشَّيْطَان» فِي رِوَايَة اِبْن عَجْلَانَ «فَإِذَا قَالَ آهْ ضَحِكَ مِنْهُ الشَّيْطَان» وفى رواية الترمذى «فَإِذَا قَالَ الرَّجُلُ آهْ آهْ إِذَا تَثَاءَبَ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَضْحَكُ فِي جَوْفِهِ» وَفِي حَدِيث أَبِي سَعِيد " فَإِنَّ الشَّيْطَان يَدْخُل "وَفِي لَفْظ لَهُ": «إِذَا تَثَاءَبَ أَحَدكُمْ فِي الصَّلَاة فَلْيَكْظِمْ مَا اِسْتَطَاعَ فَإِنَّ الشَّيْطَان يَدْخُل».ماذا يفعل الشيطان عند التثاؤب؟أكد النووي أن قَوْل الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي رِوَايَة مُسْلِم «فَإِنَّ الشَّيْطَان يَدْخُل" فَيَحْتَمِل أَنْ يُرَاد بِهِ الدُّخُول حَقِيقَة، وَهُوَ وَإِنْ كَانَ يَجْرِي مِنْ الْإِنْسَان مَجْرَى الدَّم لَكِنَّهُ لَا يَتَمَكَّن مِنْهُ مَا دَامَ ذَاكِرًا لِلَّهِ تَعَالَى، وَالْمُتَثَائِب فِي تِلْكَ الْحَالَة غَيْر ذَاكِر فَيَتَمَكَّن الشَّيْطَان مِنْ الدُّخُول فِيهِ حَقِيقَة، وَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون أَطْلَقَ الدُّخُول وَأَرَادَ التَّمَكُّن مِنْهُ، لِأَنَّ مِنْ شَأْن مَنْ دَخَلَ فِي شَيْء أَنْ يَكُون مُتَمَكِّنًا مِنْهُ.وأشار إلى أو أن يضحك الشيطان من الإنسان في جوفه أو يلعب به عند قوله «آه» أو «ها»، لحديث في صحيح بن خزيمة «إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْعُطَاسَ، وَيَكْرَهُ التَّثَاؤُبَ، فَإِذَا تَثَاءَبَ أَحَدُكُمْ فَلا يَقُلْ آهْ آهْ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَضْحَكُ مِنْهُ، أَوْ قَالَ يَلْعَبُ بِهِ».لماذا يضحك الشيطان من قول المتثائب «ها»؟نوه «النووي» بأن الشيطان يضحك لمعنيين: أنه يرى ثمرة تحريضه على الشبع فيضحك فرحا بأن أثمرت شجرات غرسه، أن المسنون للمتثائب أن يكظم ويحبس ما استطاع فإذا ترك الأدب وقال «ها» ضحك الشيطان لقلة أدبه.ماذا يفعل من تثاءب داخل الصلاة؟عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:  «التَّثَاؤُبُ فِي الصَّلاَةِ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَإِذَا تَثَاءَبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَكْظِمْ مَا اسْتَطَاعَ»، ومن مصنف بن أبى شيبة ومسند بن الجعد: عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: «إذَا تَثَاءَبَ أَحَدُكُمْ وَهُوَ يَقْرَأُ فَلْيُمْسِكْ عَنِ الْقِرَاءَةِ»، مصنف بن أبى شيبة، وعَنْ إبْرَاهِيمَ، قَالَ: يَرُدُّ الرَّجُلُ التَّثَاؤُبَ فِي الصَّلاَة مَا اسْتَطَاعَ، فَإِنْ غَلَبَهُ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى فِيهِ. سلوكيات خاطئة في التثاؤبذكرت دار الإفتاء المصرية، إنه ورد عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، أن التثاؤب من الشيطان، منوهًة بأن من السلوكيات الخاطئة التثاؤبُ بصوتٍ مرتفع، فهو سلوك غير مقبول، فضلًا عن أنه مخالف للسنَّة المطهرة.واستشهدت «الإفتاء» عبر صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، بما رواه البخاري، أنه قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «التَّثَاؤُبُ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَإِذَا تَثَاءَبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَرُدَّهُ مَا اسْتَطَاعَ، فَإِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا قَالَ: "هَا"، ضَحِكَ الشَّيْطَانُ»، مشيرة بأن من السنَّة وضع اليد على الفم عند التثاؤب، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- في سُنن الترمذي: «التَّثَاؤُبُ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَإِذَا تَثَاءَبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَضَعْ يَدَهُ عَلَى فِيهِ».

مشاركة :