بيروت - شن الرؤساء السابقون للحكومات اللبنانية، الأربعاء، هجوما مضادا على حسن نصرالله الأمين العام لحزب الله منتقدين تلويحه باستخدام الفوضى والعنف وافتعال "الاشتباك الطائفي". وهدد نصرالله في خطاب، مساء الثلاثاء، بعدم تشكيل أي حكومة إذا لم يشارك فيها حزبه. وقال نصرالله "يجب أن نكون بالحكومة لحماية ظهر المقاومة حتى لا تتكرر حكومة 5 أيار (مايو) 2008 التي اتخذت قرارا خطيرا كان سيؤدي إلى مواجهة بين الجيش والمقاومة". وفي ذلك الشهر، وقعت أحداث أمنيّة ومسلحة في العاصمة بيروت وبعض مناطق جبل لبنان بين حزب الله والأحزاب الموالية للسلطة، وتُعتبر الأكثر عنفا منذ انتهاء الحرب الأهلية (1975 - 1990)، وذلك إثر صدور قرار من مجلس الوزراء برئاسة فؤاد السنيورة حينها، بمصادرة شبكة الاتصالات التابعة لسلاح الإشارة الخاص بحزب الله. وقال رؤساء الحكومات السابقون نجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة وسعد الحريري وتمام سلام، في بيان، إن نصرالله "لم يكن موفقا في العودة إلى أحداث أيار 2008، للتذكير بالاعتداء الذي تعرضت له بيروت". واعتبروا أن "ما قرأه اللبنانيون (من هذا التذكير) تهديد غير مقبول وتلويح باستخدام الفوضى والعنف والفلتان الأمني". وأكد رؤساء الحكومات السابقون أن "المبادرة الفرنسية، التي شكلت الفرصة الوحيدة لمحاولة وقف انهيار لبنان، بنيت على ضرورة تعليق كل ما يمت إلى السياسة الداخلية التقليدية، ومسألة تنافس الكتل والأحزاب، لأشهر معدودة، بحيث تتفق الكتل النيابية الرئيسية على حكومة إنقاذ مصغرة من الاختصاصيين الأكْفاء لا تسميهم الأحزاب، لتنفيذ برنامج إصلاحي اقتصادي مالي ونقدي وإداري بحت". واستهجنوا تسميتهم بـ"نادي رؤساء الحكومات" ونفوا صحة المزاعم التي أطلقها نصرالله من أنهم كانوا يشكلون الحكومة الجديدة بالإنابة عن رئيس الوزراء المكلف مصطفى أديب، مشددين على أن دورهم اقتصر على توفير "الغطاء" لأديب بشكل واضح لتنفيذ ما سبق ووافقت عليه التكتلات النيابية خلال اجتماعها مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. وأكدوا أن دورهم كرؤساء سابقين للحكومات، لم ينطلق للحظة واحدة من فرض الوصاية على رئاسة الحكومة، بل من الدعوات التي أطلقتها أغلبية اللبنانيين، والتي أجمعت على وجوب عدم تكرار الآليات التي اعتُمدت في تشكيل الحكومة المستقيلة (حكومة حسان دياب) والتي كانت محل معارضة شعبية واسعة تقاطعت مع المبادرة الفرنسية ووجوب قيام حكومة مستقلين بعيدا عن المحاصصة والولاء الحزبي والسياسي. ورأى رؤساء الحكومات السابقون أن رواية نصرالله "تعمدت افتعال اشتباك طائفي بين رئيس الجمهورية (ميشال عون) ورئيس الحكومة المكلف (أديب)، بزعم التعدي على الصلاحيات الدستورية لرئيس الجمهورية لمصلحة رئاسة الحكومة، وهو الأمر الذي لا أساس له من الصحة". وأكدوا أن الأمين العام لحزب الله يريد حكومة يتمثل فيها حزبه، وتسمي فيها الأحزاب ممثليها للوزارات المختلفة، مشددين على أن هذه الوصفة هي التي تنطبق تماما على ما جرى عند تأليف الحكومة المستقيلة، والتي أدت إلى الانهيار الذي يعاني منه لبنان حاليا، على نحو استدعى تقديم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لمبادرة في محاولة أخيرة لوقف الانهيار. وأضافوا أن "الرئيس المكلف لم يكن في مقدوره التشاور مع فخامة رئيس الجمهورية أو مع أي من الكتل السياسية في الأسماء والحقائب، في ظلّ العقدة التي رفعها في وجهه ثنائي أمل وحزب الله". واعتذر مصطفى أديب رئيس الحكومة المكلف، السبت، عن عدم استكمال مهمته، بسبب عراقيل، منها التمسك بحقيبة وزارة المالية وتسمية الوزراء الشيعة من طرف حركة أمل برئاسة نبيه بري، وجماعة حزب الله. وحمل الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الأحد، "مسؤولية الفشل في تشكيل الحكومة لكل القادة اللبنانيين"، معتبرا أن "نظاما من الفساد يتمسك به الجميع، لأن الجميع تورط فيه".
مشاركة :