هيكلة مؤسسات الإعلام في السعودية سعي لتحسين الأداء | | صحيفة العرب

  • 10/1/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يحاول القائمون على الإعلام السعودي مواكبة التحديات في الفترة الصعبة التي تشهدها المنطقة العربية وتستوجب أن يكون الإعلام على مستوى الحدث والمسؤولية في نقل وجهة النظر السعودية من جهة، وأن يكون أحد أدوات الدفاع عن المملكة في الحرب الإعلامية التي تحتد خلال الأزمات السياسية والاقتصادية من جهة أخرى. الرياض - وضع مجلس الشورى السعودي مهمة تنظيم وسائل الإعلام التقليدية والإلكترونية وضبط المحتوى الإعلامي والأخلاقي على عاتق الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع، بعد أن كانت منوطة بوزارة الإعلام، في أحدث إجراء لإعادة هيكلة القطاع الذي يواجه انتقادات متزايدة. واعتمد المجلس تعديل نظام المؤسسات الصحافية وفقاً لقرار مجلس الوزراء المتضمن نقل مهام المواد المرئية والمسموعة والمكتوبة، وكل ما يستجد من أنواع الوسائط الحديثة الناقلة للمحتوى، إلى هيئة الإعلام المرئي والمسموع ونقل الإعلام الداخلي من وزارة الإعلام إلى الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع، كون المؤسسات الصحافية من القطاعات المرتبطة بالإعلام الداخلي. ووفق متابعين للإعلام السعودي، فإنه يمر حاليا بجملة من التحديات في فترة صعبة تشهد خلالها المنطقة العربية انقسامات ونزاعات تستوجب أن يكون الإعلام على مستوى الحدث والمسؤولية في نقل وجهة النظر السعودية من جهة، وأن يكون أحد أدوات الدفاع عن المملكة في الحرب الإعلامية التي تحتد خلال الأزمات السياسية والاقتصادية من جهة أخرى. ولم تستطع العديد من المؤسسات الإعلامية اللحاق بالتطورات المتسارعة وترك ذلك تأثيرا على تسويق السعودية لنفسها على الصعيد الإقليمي والدولي. وذهب متابعون إلى القول إن السيادة الإعلامية هي أهم مستلزمات المرحلة وتكمن تحديدا في المنتج الإعلامي وجعل وسائل الإعلام السعودية هي مصدر الخبر المحلي الموثوق والدقيق، قبل أن ينتشر عبر وكالات الأنباء الدولية، حيث بات الخبر من أساسيات صناعة الإعلام كقوة ناعمة تقوم بدور بارز في بناء سمعة الدول والمجتمعات. غير أن الإعلام السعودي ما زال يحتاج المزيد من الجهود للوصول إلى هذه النتيجة، وقد وجه وزير الإعلام السعودي المكلف ماجد القصبي، انتقادات لاذعة للقطاع، في أول يوم عمل له في فبراير الماضي، وخاطب قيادات وزارة الإعلام ورؤساء الهيئات التابعة لها، إن “الأداء غير مرض تمامًا، وأنه لا يواكب تطلعات المواطن ونهضة الوطن ومكتسباته”. وأضاف القصبي “نمتلك مقومات وطنية هي محل فخر واعتزاز على كافة الأصعدة إقليمياً ودولياً، ولا بد لهذه المكتسبات من آلة إعلامية قوية وإبداعية ترضي طموحات وتطلعات المواطنين. والعمل سيكون حثيثاً بإذن الله خلال الفترة القادمة لتحقيق ذلك”. مرجعية المؤسسات الصحافية تحولت إلى الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع بدلا من وزارة الإعلام وأصدر القصبي، الاثنين الماضي، قراراً بتعيين محمد فهد الحارثي رئيساً تنفيذياً لهيئة الإذاعة والتلفزيون السعودية الأمر الذي قوبل بترحيب الأوساط الصحافية السعودية نظرا لخبرة الحارثي الطويلة التي تمتد لعشرين عاماً،. وتقلد الحارثي العديد من المناصب وتدرج في قطاعات متعددة في الإعلام السعودي أو الدولي، حيث بدأ مسيرته المهنية في جريدة “الشرق الأوسط”، قبل أن ينضم كمراسل لجريدة “عرب نيوز” التي تصدر باللغة الإنجليزية، وإلى صحيفة “فايننشال تايمز” كصحافي زائر. ثم انتقل للعمل في جريدة “الاقتصادية”، ليصبح صحافياً منتظماً فيها، ثم مسؤولاً عن صفحتها الأولى ومديراً لتحريرها في ما بعد. وينتظر إعلاميون سعوديون أن تسهم خبرة الحارثي في تطوير وسائل الإعلام الحكومية، ووضعها على الطريق الصحيح لتتابع آخر التطورات وتشبع رغبة الجمهور بالمعلومة المحلية والدولية، وأن تكون هناك مصداقية وشفافية حتى يحظى الإعلام بالمتابعين، وأن يلتزم الحيادية في برامجه. حيث قال في تصريحات سابقة إن “السعودية أهم دولة في مجال الإعلام بالمنطقة، وكل المعطيات المهمة للريادة موجودة بداخلها”. وبموجب تعديل مجلس الشورى، تحولت مرجعية المؤسسات الصحافية إلى الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع بدلا من وزارة الإعلام، في مسعى لتحسين أداء المؤسسات الصحافية لأعمالها ومهامها وتوفير المرونة في الإجراءات والدقة في المخرجات، وللمساهمة في تحقيق التطلعات في تطوير منظومة الإعلام في المملكة، وإثراء العمل الإعلامي وتجويده وهيكلته وفقا لما يحقق تلك التطلعات، ويعزز تنظيم المبادرات الإعلامية، وترتيب الأولويات في تنفيذها. وأخذ المجلس برأي وتوصية لجنة الثقافة والإعلام حول التعديلات، على ألا تخل التعديلات السابقة بسريان التراخيص الصادرة للمؤسسات الصحافية التي حصلت عليها قبل تعديل النظام. وفي أغسطس الماضي، أعلنت الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع عن طرح مسودة مشروع “نظام الإعلام”، داعية جميع المختصين والمهتمين في هذا المجال لإبداء أطروحاتهم والإدلاء برؤيتهم حيال النظام. ويهدف المشروع لضم نظام المطبوعات والنشر ونظام الإعلام المرئي والمسموع ليكونا اختصاصاً موحّداً ليشمل المحتوى الإعلامي كاملاً؛ تشرف عليه الهيئة. وتأتي مبادرة طرح مسودة المشروع للعموم إرساءً لقواعد الشفافية المطلوبة، والاستفادة من وجهات النظر المشاركة، بهدف الوصول إلى أعلى معايير الجودة. ويرى صحافيون سعوديون أنه لا ينبغي أن تكون النظرة متشائمة لما تم تحقيقه حتى الآن، إذ أن أداء الإعلام السعودي شهد فارقا ملحوظا عن السنوات الماضية سواء المطبوع أو المرئي أو المسموع، فهناك تطور وتنوع في البرامج وزيادة كبيرة في نقل الأخبار بالصحف سواء الإلكترونية أو الورقية حتى أصبح التنافس كبيراً جداً في سرعة نقل الخبر بين الإعلاميين. كما أنه من مهام الصحافي والإعلامي السعودي تطوير نفسه وتحديد نوع المجال الذي يريد أن يعمل ويستمر به، فبعض الإعلاميين لهم اتجاهات مختلفة، والعديد منهم يعمل بجميع المجالات، وهذا يؤثر على الأداء العام بشكل كبير. ولدى وزارة الإعلام مشروع تدريبي لاكتشاف المواهب الصحافية بالشراكة مع جامعات ومعاهد عالمية، وذلك لصناعة الإعلاميين السعوديين المحترفين. لكن يجب على جيل الإعلاميين الشباب التحلي بالصبر والمثابرة والتواضع وتنمية المخزون الثقافي والمعرفي لديهم.

مشاركة :