أكد خبراء صحة وعلماء دين أن الاحتفال باليوم العالمي لكبار السن يُعد تكريماً وتقديراً لهؤلاء الذين أفنوا حياتهم في خدمة أوطانهم وتربية أبنائهم. وأكدوا لـ«الاتحاد» أن الاحتفال باليوم الدولي لكبار السن هذا العام يأتي في ظروف خاصة نتيجة لانتشار جائحة «كوفيد 19»، لأنهم الفئة الأكثر تعرضاً لخطورة هذا الوباء، وبالتالي فهم بحاجة إلى عناية ورعاية أكثر للمحافظة على حياتهم. وقال الدكتور جمال عصمت، مستشار منظمة الصحة العالمية، إن الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية بدأت تُعيد تعريف كبار السن بالذين تخطى عمرهم 70 عاماً، ولكن ما زالوا يقدمون أدواراً مهمة وعطاءً في الحياة، مشيراً إلى أن هذه الفئة العمرية لها خصائص معينة في انتشار الأمراض المزمنة بينهم، مثل السكري وضغط الدم وأمراض القلب والكُلى والكبد، مؤكداً أنهم يحتاجون مراعاة خاصة في النظام الصحي والعلاجي والمتابعة الصحية ونوعية الطعام، مشدداً على أهمية الحركة والمشي لكبار السن، وممارسة الرياضة حتى لا يتعرضوا لمشاكل في الجهاز العضلي والحركي. وأكد عصمت أنه يجب الاهتمام بالحالة النفسية والعصبية لكبار السن، وخاصة بعد بلوغهم سن المعاش، لشعورهم بانتهاء دورهم في الحياة وتعرضهم للانطواء، وذلك بإشراكهم في العمل المجتمعي والخيري، مشيراً إلى أن المشاكل الصحية التي يتعرض لها كبار السن أوجدت تخصص طب المسنين الذي يهتم بصحتهم، مؤكداً أن جائحة كورونا مشكلة جديدة مع المسنين حيث إن معظم الوفيات من الفيروس أكبر من 70 سنة نتيجة للمشاكل الصحية التي يعانون منها ولذلك أكدت الصحة العالمية على الاهتمام الكبير بهم. ودعا كبار السن إلى النزول في الأماكن المفتوحة والتريض والمشي لمدة 30 دقيقة، مؤكداً أنها لا يوجد بها أي مشاكل من كورونا، وتحسن الحالة النفسية والقدرات الحركية والعضلية، وتساعد على العلاج من الأمراض المزمنة، مع تجويد معدلات الطعام الصحي لعدم التعرض للسمنة، والتأكد من صحة المخالطين لهم لعدم نقل العدوى إليهم. ومن جانبها أكدت الدكتورة عبلة الكحلاوي أستاذ الفقه بجامعة الأزهر ورئيس جمعية الباقيات الصالحات المعنية برعاية كبار السن، أهمية الاعتناء والاهتمام بكبار السن الذين بذلوا حياتهم في العطاء في خدمة أوطانهم والتعب في تربية أبنائهم، وجاء الوقت للوفاء بحقهم ورد جزء من هذا العطاء، مشيرة إلى ضرورة بذل جهد أكبر واعتناء أكثر بكبار السن، خاصة في ظل انتشار الأوبئة والأمراض، مثل انتشار جائحة كورونا. واجب شرعي أكد الدكتور عبدالفتاح العواري عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر، أن الشريعة الإسلامية اهتمت بكبار السن، وعدّت رعايتهم وتوقيرهم واحترامهم، والعمل على راحتهم واجباً شرعياً ودينياً، لافتاً إلى أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، علمنا هذا الأدب، حيث قال: «ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا»، فقد كان رسول الله يحترم الشيوخ وكبار السن ويكرمهم، مشيراً إلى أن السيدة حليمة السعدية عندما كانت تأتي إليه بعد تقدم سنها، كان يفرش لها رداءه قائلاً: «هي أمي بعد أمي»، احتراماً لها. وأكد العواري لـ«الاتحاد» أنه يجب على الجميع احترام كبار السن والرحمة بهم حتى لو لم يكونوا أقارب نساءً ورجالاً، مشيراً إلى أن القرآن الكريم حينما تحدث عن بر الوالدين قال: «إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أفٍّ ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً. واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً». مضيفاً: «حري بنا أن نربي أبناءنا على أن يوقروا ويراعوا ويساعدوا ويحترموا الكبار، ويفسحوا لهم المجال في المجالس».
مشاركة :