يستعد الألمان لإحياء الذكرى 30 لتوحيد الألمانيتين الشرقية والغربية، في الثالث من تشرين الأول/أكتوبر، وهو اليوم الذي يصادف انهيار جدار برلين سنة 1990. وكانت ألمانيا قسمت إلى شطرين بعيد الحرب العالمية الثانية: قسم رأسمالي وقسم شيوعي. وشرع في سنة 1961 في بناء الجدار الذي سيفصل الشطر الشرقي عن الشطر الغربي لنحو 28 عاما. وكانت عملية الفصل في البداية بدأت بحاجز بسيط متمثل في الأسلاك الشائكة. ولكن على مر السنين تعززت عملية البناء إلى حد تطويق كامل برلين الغربية. وفي سنة 1965 بني جدار خرساني ثان داخل أراضي ألمانيا الشرقية، ما أدى إلى خلق ما يسمى بشريط جدار الموت بين الجدارين. وكانت النسخة الأخيرة من الجدار بنيت سنة 1975 وكانت تمتد على طول 150 كيلومترا حول برلين الغربية، ويرتفع علو الجدار إلى 3.6 مترا وهو متكون من آلاف الكتل الإسمنتية المسلحة. وتعد ليلة 1989/11/09، منقوشة في ذاكرة عديد الألمان، فقد أحدثت فتحات على ما يبدو في جدار برلين، رمز الانقسام بين الشرق والغرب.ميركل مخاطبة الألمان عشية 2019: الانفتاح والتسامح والاحترام قيمناشاهد: عشاق التخييم يتذكرون ألمانيا الشرقية على طريقتهم الخاصة وقد انهار الجدار إثر ملاحظة مرتجلة من مسؤول شيوعي خلال مؤتمر صحافي عقد يوم 1989/11/09، إذ أنه تحت ضغط الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية، كان نظام ألمانيا الشرقية يبحث عن سبل لاحتواء الانتفاضة، فأعلن المتحدث باسم الحزب الحاكم غونتر شابوفسكي، أن ألمانيا الشرقية رفعت القيود على السفر عبر الحدود مع ألمانيا الغربية، بعد ثلاثة عقود من العزلة. وفي رده على سؤال أحد المراسلين بشان موعد بدء الإجراء ، أجاب شابوفسكي: "على الفور ودون تأخير". وفي تلك الليلة كان سكان برلين الشرقية قد بدأوا يعبرون أول نقطة عبور نحو برلين الغربية. وفي لحظة درامية ساعدت على إنهاء الحرب الباردة، تراجع حرس الحدود لألمانيا الشرقية وسمحوا للناس بالعبور. وبعد ذلك أحدثت ثغرات في الجدار وتم فتحه. وتولى المستشار الألماني هلموت كول مهمة توحيد الشرق والغرب، ولكن طريق الوحدة كان صعبا ولم يخل من الاحتجاجات ، وفي أقل من سنة بعد سقوط جدار برلين، اكتملت إعادة توحيد ألمانيا.
مشاركة :