سمارة نهرا: جيل اليوم يصل بسرعة من دون أن يحفر في ذاكرة المشاهد

  • 10/3/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تعد سمارة نهرا من الممثلين المخضرمين الذين حفروا في ذاكرة المشاهد منذ أكثر من 40 عاما. البعض يلقبها بـ«بونبونة» الشاشة اللبنانية فيما يصفها آخرون بـ«فاكهة الدراما». فأدوارها المنكهة بكوميديا ترتجلها أحيانا وتطور خطوطها أحيانا أخرى تترك أثرها في العمل، وكذلك لدى متابعها. مؤخرا تابع المشاهد سمارة نهرا في مسلسل «بالقلب» عندما شكل دورها في موسم رمضان الفائت «تراند» تصدر وسائل التواصل الاجتماعي. حاليا تطل سمارة نهرا في مسلسل «دانتيل» إلى جانب سيرين عبد النور ومحمود نصر وباقة من الممثلين اللبنانيين. ومن ناحية ثانية تستعد لتصوير مسلسلي «النصاب» و«لا حكم عليه»، فيما انتهت من تصوير «دفعة بيروت» مع شركة «ايغل فيلمز» للإنتاج.وعن النكهة الكوميدية التي تتمتع بها تقول سمارة نهرا في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «أحيانا كثيرة أقرأ دوري على الورق لأكتشف أن لا علاقة له بالكوميديا. فأعمد إلى تلوينه بأدائي التلقائي كي يخرج أمام الكاميرا كما يتوقعه المخرج أو المنتج والكاتب». وعن كمية الارتجال التي تستخدمها في أدوارها ترد: «لا شعوريا أضيف أحيانا عبارة من هنا وجملة من هناك، وأعمل على أن لا يزعج ذلك المخرج. فمثلا في مسلسل «بالقلب» استأذنت المخرج جوليان معلوف لأقوم بهذه الإضافات فكان جوابه أنه لا يمانع بتاتا. فمسؤوليتي تجاه النص تجعلني أتردد في الارتجال ولكن الممثل الكوميدي عامة يستطيع التصرف إلى حد ما بالنص الذي يحفظه، فيما الممثل الدرامي ليست لديه الفرصة نفسها». وتتابع: «مرات كثيرة يطلبون مني تحويل الدور إلى فكاهي مع أنه يكون غير ذلك وأضطر للإضافة عليه لإنجاحه».وعن الأدوات التي تلجأ إليها خلال التمثيل تقول في سياق حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «ليس لدي أدوات خاصة بي، ولكني في كل مرة أدخل موقع التصوير أشعر وكأني أقوم بمهمتي لأول مرة. فأنا بطبعي مرحة وعفوية وأمام الكاميرا تتضاعف أحاسيسي هذه فأبدع بها أكثر بكثير مما هي في شخصيتي الحقيقية. وأتساءل أحيانا لوحدي كيف قمت بذلك أو قلت هذه الكلمة أثناء تمثيلي للدور، ولم تخطر على بالي وأنا أقوم بدراسة دوري». تصفين حفظ دورك بالدراسة لماذا؟ «لأن الممثل يدرس ويجتهد لاستيعاب دوره على المستوى المطلوب وليسلم زميله في موقع التصوير دوره في الوقت المحدد، وإلا فإن الأمور تختلط ببعضها البعض وتتسبب بالفوضى».وعن دورها في مسلسل «دانتيل» الذي يعرض على شاشة «إم بي سي» منذ 23 أغسطس (آب) الجاري تقول: «لا شك أن مساحة الدور صغيرة وطبيعته لا تحمل الفكاهة، ولكني أخذته نحو الكوميديا كما رغب المخرج، ونجحت في ذلك. كما أن المسلسل يحصد نجاحا واسعا وأنا سعيدة بذلك». ولكن ألا تتمنى سمارة نهرا لو أنه يتم اختيارها لأدوار بطولة؟ «في الحقيقة كنت أحب أن أقوم بذلك فعندي تجارب في بطولات جماعية سابقة ضمن مسلسلات كوميدية. ولكن في ظل غياب أعمال كوميدية حاليا تقل الفرص، ويصبح من الطبيعي أن أقوم بأدوار صغيرة تصل مرات إلى مرتبة ضيف شرف».وبرأيك لماذا نفتقد المسلسل الكوميدي حاليا في لبنان؟ توضح: «قلة من الكتاب تجيد هذا العمل، كما أنه غير مطلوب حاليا رغم أن المواطن العربي يحتاجه بشدة في ظل الأزمات التي يمر بها». وهل برأيك المسلسلات التي تقدم اليوم تشبه واقعنا الاجتماعي؟ ترد نهرا في معرض حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «إلى حد ما أنها تشبهنا ولكنها لا تطال معاناتنا الحقيقية. معظم كتابنا عندما يسردون الدراما تنطبع نصوصهم بالتراجيديا، فيما المطلوب هو التوازن بين الدراما والكوميديا والتراجيديا معا».وعن الكتاب الذي يلفتونها اليوم تقول: «أنا من المعجبين بقلم منى طايع، ولا أعلم لماذا تغيب عن الدراما المحلية وحتى عن الكوميديا المشهورة فيها. كما أكن إعجابا كبيرا لكتابات كارين رزق الله فهي تلامس واقعنا، وتعرف كيف تتناول أوجاعنا من دون مبالغة فتلمس أحاسيسنا عن قرب، رغم كل شيء. ولن انسى كلوديا مرشيليان التي تتمتع بقلم واقعي أيضا».وتتحدث سمارة عن الفرق بين الساحة التمثيلية اليوم والأمس وتقول: «جيل اليوم يملك فرصا أكثر، ولديه وسائل التواصل الاجتماعي التي تسهم في انتشاره بشكل كبير. ولكن ورغم ذلك إذا ما غاب قليلا عن الشاشة ينساه المشاهد ويتحول اهتمامه إلى نجم جديد لا شعوريا. أما جيل الأمس، فكان يكفي أن يطل مرة واحدة على الشاشة ليحدث الفرق وينتظر المشاهد إطلالته مرة أخرى، بحماس مهما غاب. كما أننا اليوم نعمل ضمن وتيرة دوام أطول، ومتعبة أكثر، ففي الماضي كانت ساعات التصوير محددة بـ6 أو 7 ساعات. فتلفزيون لبنان المنتج الوحيد في تلك الحقبة، كان يفرض هذا الدوام على فريق العمل. أما اليوم فنغدو صباحا إلى موقع التصوير لنعود إلى منازلنا في ساعات متأخرة، وأحيانا في اليوم التالي. حتى طريقة الدفع كانت مغايرة فينال الممثل أجره على الحلقة، أما اليوم فالأجر يحدد حسب الدور والساعات التي يتطلبها».غابت سمارة نهرا لفترة 12 سنة عن الأعمال اللبنانية فهل يعود ذلك إلى سياسة «الشللية» السائدة بين المنتج والكاتب والممثل؟ تقول: «نعم مع الأسف هناك «شللية» معتمدة في الدراما المحلية، وهو ما يسهم في إبعاد ممثلين عن الشاشة حتى المحترفين والمخضرمين منهم. وعندما يتابع أحدهم مسلسلاً ما يتعرف تلقائيا إلى اسم الكاتب أو المنتج من دون حاجة لقراءتها على الشاشة. فهناك فريق كامل لكل منتج ومخرج وكاتب لا يستغني عنه. وأجد في هذا الأمر ظلما وغبنا يمارس ضد الممثل بشكل عام. فهناك أسماء كبيرة موجودة اليوم في منازلها مع أنها تحتاج إلى العمل. وعندما رأيت مؤخرا أسماء كبيرة كدارينا الجندي وكارول عبود ورودني حداد وعايدة صبرا وغيرهم تعود إلى الشاشة الصغيرة فرحت كثيرا».وتسأل «الشرق الأوسط» سمارة نهرا إذا كانت راضية اليوم عن مسيرتها الفنية، هي التي سبق ومثلت في أعمال سينمائية ومسرحية ومسلسلات مدبلجة فتقول: «بالتأكيد لست راضية عن مسيرتي، لأن طاقاتي الكبيرة في مجال الدراما لم تمنح الفرص المطلوبة. صحيح أن بعض الأعمال كما «بالقلب» ظهرت في معظم حلقاته، ولكن في المقابل هناك أعمال أخرى أدواري فيها صغيرة. فما قمت به حتى اليوم لم يرو عطشي الكبير للتمثيل الكوميدي حتى أن بعض الأدوار تختفي من العمل وتزول من دون نهاية محددة. ولكن حبي للتمثيل من ناحية وحاجتي إلى العمل من ناحية ثانية يدفعاني إلى الاستمرار».

مشاركة :