القاهرة، عواصم: «الخليج»، وكالات أكدت مصادر مغربية موثوقة، أن الليبيين استأنفوا في وقت متأخر من ليلة أمس الجمعة الجولة الثانية من المفاوضات السياسية في مدينة بوزنيقة، فيما تشهد العاصمة الليبية طرابلس، منذ مساء أمس الأول الخميس، اشتباكات عنيفة ومتقطعة بالمدفعية الثقيلة بين الميليشيات الموالية لحكومة الوفاق برئاسة فايز السراج والتي تدور بينها صراعات مسلحة على مناطق النفوذ، في حين تواصل تركيا دعمها لحكومة الوفاق، حيث أعلنت وزارة الدفاع التركية، أن أنشطة التدريب والمساعدة والدعم الاستشاري ستستمر للحكومة. كان متوقعاً أن تنطلق الجولة الثانية من المفاوضات بين الفرقاء الليبيين أمس الأول الخميس، لكن خلافات بين البرلمان الليبي ومجلس الدولة الأعلى حول تغيير الأخير للوفد المفاوض حالت دون انطلاق «حوار بوزنيقة». ووفقاً للمصادر فإن عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب الليبي، وخالد المشري، رئيس ما يسمى المجلس الأعلى للدولة، لم يحضرا المفاوضات. وتركزت الجولة الثانية من المفاوضات بشكل أساسي على المادة 15 من الاتفاق السياسي الليبي الموقع بالصخيرات، التي تتمحور حول ما تسمى المناصب السيادية، مثل رئيس البنك المركزي ورئيس هيئة مكافحة الفساد، ورئيس مجلس المساءلة، ورئيس المفوضية العليا للانتخابات، والمدعي العام، وكذا رئيس المجلس القضائي. وقالت مصادر من الوفود المفاوضة، إن الجولة الثانية تأخرت نوعاً ما، لكن في النهاية جرى الاتفاق على افتتاح المفاوضات واستكمال النقاش والجلسات التشاورية. إلى ذلك، تشهد العاصمة الليبية طرابلس، منذ مساء أمس الأول الخميس، اشتباكات عنيفة ومتقطعة بالمدفعية الثقيلة بين الميليشيات الموالية لحكومة الوفاق برئاسة فايز السراج والتي تدور بينها صراعات مسلحة على مناطق النفوذ. وقال شهود عيان إن ميليشيات الزنتان استهدفت معسكر 7 إبريل الذي تتخذه ميليشيات الزاوية مقراً لها بعدد من قذائف المدفعية الثقيلة في المقابل، فيما أعلنت ميليشيات مدينة الزاوية النفير العام، وأخرجت رتلاً مصفحاً من مواقعها بالزاوية باتجاه طرابلس. وأفاد شهود العيان بأن عدداً كبيراً من سكان وسط طرابلس من المدنيين محتجزين داخل منازلهم وتتواصل استغاثاتهم لإنقاذهم من الاشتباكات الدائرة بالمنطقة بالأسلحة الثقيلة بين الميليشيات. وأصيب عدد من المدنيين داخل بيوتهم، وتضررت بعض البيوت من الأعيرة النارية وتحطم نوافذها مع انقطاع الكهرباء. وتعليقًا على الاشتباكات قال مدير التوجيه المعنوي بالجيش الليبي، اللواء خالد المحجوب، إن «الميليشيات المسلحة في طرابلس، لا يتبعون مؤسسة واحدة، وهذا على خلاف ما يظهره الإخوان، فكل ميليشيا تناصر الجهة أو القبائل التابعة لها». وأوضح المحجوب ل«العين الإخبارية» أنه في حالة تضارب مصالح الميليشيات التي تنتمي لقبائل ومناطق مختلفة تبدأ في التناحر والتقاتل فيما بينها. وأشار إلى أن الميليشيات لا تتمتع بالمسؤولية، فبمجرد مقتل أحد أفرادها نتيجة جريمة أو تعدٍّ ينتج عنها قتال مباشر يستخدم فيها جميع أنواع الأسلحة، ما يؤدي إلى مقتل المدنيين جراء القذائف التي تتساقط على البيوت بشكل عشوائي. نظام أمني هش من جانبه، قال عبدالمنعم الحر، الأمين العام للمنظمة العربية لحقوق الإنسان بليبيا، إن المدنيين في طرابلس يعيشون حالة تشظٍّ بسبب اشتباكات الميليشيات وتناحرها فيما بينها. ووصف الحر، النظام الأمني بطرابلس وما جاورها ب«الهش»، مؤكدًا تواصل انتهاك قوانين حقوق الإنسان وتعرض المدنيين للاضطهاد، والاعتقال والتصفية الجسدية على أسس الانتماءات القبلية والولاء السياسي. إصرار تركي على التدخل من جهة أخرى، أعلنت وزارة الدفاع التركية، أن أنشطة التدريب والمساعدة والدعم الاستشاري ستستمر لحكومة الوفاق. وأوضحت الوزارة عبر حسابها في «تويتر» أمس، أن اتفاقية تحديد مناطق الصلاحية البحرية «بين تركيا وحكومة الوفاق» تم تسجيلها من قبل الأمم المتحدة. وقالت الوزارة: ستستمر علاقاتنا متعددة الأوجه مع ليبيا والتي تستند إلى 500 عام، وستستمر أنشطة التدريب والمساعدة والدعم الاستشاري لحكومة الوفاق. ويوم أمس الأول الخميس، سجلت الأمم المتحدة، مذكرة التفاهم الموقعة بين تركيا وليبيا المتعلقة بتحديد مناطق الصلاحية البحرية في البحر المتوسط. عقيلة وأبو سهمين خارج العقوبات الأوروبية في الأثناء، أعلن الاتحاد الأوروبي، أمس، رفع رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، ورئيس السابق للمؤتمر الوطني العام نوري أبو سهمين، من قائمة الأفراد والكيانات الخاضعة للتدابير التقييدية فيما يتعلق ب الصراع الليبي.
مشاركة :