بروكسل - حذف الاتحاد الأوروبي اليوم الجمعة اسم عقيلة صالح رئيس مجلس النواب وأحد صناع القرار السياسي في شرق ليبيا، من القائمة السوداء للأشخاص الذين يفرض عليهم عقوبات.وتأتي هذه الخطوة بهدف تشجيع جهود السلام وضمان دور محوري للاتحاد في أي تسوية بطريق التفاوض في ليبيا وعلى اثر مشاركة عقيلة صالح في الحوار الليبي الذي استضافته مدينة بوزنيقة بالمغرب والذي توصل إلى تفاهم حول آلية تسمية رؤساء الهيئات الرقابية وهي تفاهمات نظر إليها على أنها تؤسس للتسوية السلمية للأزمة الليبية.وقال الاتحاد الأوروبي إن صالح لم يعد تحت طائلة قيود حظر السفر وتجميد الأصول التي فرضها قبل نحو أربع سنوات، فيما يؤكد تقريرا لرويترز نشر في التاسع من سبتمبر/أيلول أن هناك اتجاها لشطبه من القائمة.وجاء في بيان صادر عن الاتحاد "جرى الاتفاق على حذف اسم رئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح من القائمة على ضوء مشاركته البناءة في الآونة الأخيرة في دعم الحل السياسي للأزمة الليبية بطريق التفاوض"، في إشارة إلى الحوار بين الفرقاء الليبيين بالمغرب.وبعد شهور من عدم التحرك، ترى القوى الأوروبية فرصة لإعادة تأكيد دورها في ليبيا التي تعصف بها الاضطرابات منذ سقوط معمر القذافي عام 2011، بعد وقف لإطلاق النار في أغسطس/آب ولمواجهة التدخل العسكري المتزايد من جانب تركيا وروسيا.ويدعم الاتحاد الأوروبي حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا ومقرها في العاصمة طرابلس، لكن ينظر إلى صالح على أنه اكتسب نفوذا كقوة تفاوضية مقارنة بخليفة حفتر قائد الجيش الوطني الليبي (قوات شرق ليبيا).وينظر الاتحاد الأوروبي الآن إلى رئيس مجلس النواب الليبي باعتباره شخصية محورية في مساعي التقريب بين طرفي الصراع الليبي. وتحمل أطراف ليبية الدول الأوروبية الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو) المسؤولية عن الوضع الراهن في ليبيا، حيث شارك الناتو في الإطاحة بنظام الزعيم الليبي معمر القذافي في 2011 ثم تراجع دوره في ضمان الاستقرار والانتقال الديمقراطي.كما يأتي رفع اسم عقيلة صالح من قائمة العقوبات الأوروبية بينما انطلقت الجولة الثانية من الحوار الليبي بالمغرب رسميا عند الساعة التاسعة مساء بالتوقيت المحلي (20:00 ت.غ)، وفق عضو مشارك في الحوار من المجلس الأعلى للدولة الليبي.و"ستعمل الجولة الثانية للحوار على وضع معايير تولي المناصب السيادية" في ليبيا، وفق عضو من المشاركين في الحوار.وكان مقررا إجراء الحوار الليبي بالمغرب الأحد، ثم تأجل إلى الثلاثاء قبل أن تعلن وسائل إعلام ليبية بينها فضائية "ليبيا الأحرار" الخاصة انعقاده الخميس، ليؤجل من جديد إلى الجمعة.واحتضن المغرب الجولة الأولى من الحوار الليبي بين 6 و10 سبتمبر/أيلول الماضي، جمع وفدي المجلس الأعلى للدولة ومجلس نواب طبرق (شرق).وتوصل طرفا الحوار إلى اتفاق شامل حول آلية تولي المناصب السيادية واستئناف الجلسات لاستكمال الإجراءات اللازمة بشأن تفعيل الاتفاق وتنفيذه. ويسود ليبيا، منذ 21 أغسطس/آب الماضي، وقف لإطلاق الناروفي سياق الترتيبات أيضا أجرت الولايات المتحدة الجمعة، محادثات مع فرنسا بشأن الأزمة الليبية وصفتها بأنها "مثمرة". جاء ذلك في تغريدة على حساب سفارة واشنطن لدى طرابلس بتويتر. وذكرت أن السفير الأميركي لدى ليبيا ريتشارد نورلاند، أجرى محادثات مع الرئاسة والخارجية الفرنسيتين. وأكدت السفارة أن زيارة نورلاند إلى باريس (لم تذكر تفاصيل عنها) ستتبعها مشاورات في عواصم أخرى لم تحددها. وقالت إن "كل ذلك لدعم الجهود الليبية لكتابة مستقبلهم من خلال العملية السياسية التي تيسرها الأمم المتحدة". والأربعاء الماضي أكد بومبيو في ختام زيارته إلى إيطاليا، أن الولايات المتحدة "ستستخدم جميع الأدوات المتاحة في ترسانتها الدبلوماسية لتهيئة الظروف لمزيد من الاستقرار وصولا إلى عملية سياسية تقودنا إلى حل في ليبيا". ويتزامن الحديث الأميركي مع تصريحات لنائب المندوب الألماني الدائم لدى الأمم المتحدة جنتر ستر الجمعة، قال فيها إن اجتماعا وزاريا رفيع المستوى بشأن ليبيا سيعقد الاثنين المقبل عبر الفيديو كونفرانس برئاسة وزير الخارجية الألماني هايكو ماس وأمين عام المنظمة أنطونيو غوتيريش، ومشاركة جميع أطراف مؤتمر برلين إلى جانب الأطراف الليبية.
مشاركة :