وصف «برج بونتي» في جوهانسبرج بجنوب إفريقيا بأنه «أخطر برج» في إفريقيا، كونه يعج بالجرائم وأعمال الفوضى والفساد، لكن خلال عام 2010 شهد البرج بالكامل أعمال تجديد، جعلت منه واحدا من أهم مقاصد الجذب السياحي، وقد زارته شخصيات مثل الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير الذي استمتع برؤية أنحاء المدينة من أعلى سطح المبنى.ويقول جيلبرت موابي، مرشد سياحي من أصل كونغولي «يشكل السائحون نحو 95% من الزوار، وأغلبهم من ألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة، ومن النادر أن يزور مواطنو جنوب إفريقيا أنفسهم هذا البرج».ويمتد النظر من الطابق رقم 52 إلى ضاحية «ساندتون»، التي تضم «برج ليوناردو»، بارتفاعه الذي يصل إلى 234 مترا، والذي صار أعلى مبنى سكني في إفريقيا أواخر العام الماضي.وصار «برج بونتي»، الذي يبلغ ارتفاعه 173 مترا، والذي تم الانتهاء من إنشائه في عام 1975، رمزا لتاريخ البلاد الذي يتسم بالتنوع، حيث يقف مثل المنارة في حي هيلبرو الذي يتسم بالفظاظة.وفي البداية، كان «برج بونتي» المكون من 54 طابقا، يضم حمامات سباحة ومطاعم وبوتيكات، يضم الصفوة من بين أصحاب البشرة البيضاء في المدينة، ولكنه سرعان ما تحول إلى مبنى للفقراء. وفي الفناء المفتوح للمبنى كانت أكوام القمامة والحطام تتراكم ووصل ارتفاعها إلى عدة طوابق.وفجأة أصبح المبنى الذي جرى تصميمه لاستيعاب 3500 شخص كحد أقصى، ملجأ لـ10 آلاف شخص قاموا باستئجار أماكن في الشقق المهجورة من الملاك.وجاءت نهائيات كأس العالم لكرة القدم التي أقيمت في جنوب إفريقيا عام 2010 لتغير مصير البرج، وحولته إلى رمز للأمل. فقد تم إعادة الحيوية للمبنى بصورة جزئية استعدادا للبطولة، فأزيلت أكوام القمامة، وتم تجديد الشقق وتعزيز الأمن بشكل واسع.وتعمل بوابات الأمن في المبنى بتقنية بصمة الإصبع، أي أن الوصول إلى الجزء الداخلي من المبنى الأسطواني صار يشبه دخول حصن.وتنظم المؤسسة الخيرية جولات إلى «برج بونتي». ويقول باور الذي هاجرت عائلته من النمسا إلى جنوب إفريقيا: «لدينا الآن أكثر من 20 ألف زائر».وتوصلت المؤسسة الخيرية إلى فكرة تنظيم جولات داخل البرج، بعد ما شوهد أفراد وهو يلتقطون صورا له. وقد استخدمت العديد من الأفلام والبرامج التلفزيونية والأغنيات المصورة بتقنية الفيديو لقطات من المبنى الشهير كخلفية، كما كان البرج محورا لفيلم وثائقي.
مشاركة :