العين .. ليلة القبض على الحُلم

  • 9/11/2020
  • 19:28
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

ليس أروع من أن ترى حُلمك يتحقق ... ولا أجمل من تجد آمالك وقد صارت واقعًا .... ولا أن ترى بذرتك قد أينعت، واستوت على سوقها .... .وعادة ... فـ الحلم يبدأ بـ "غرسة" تدفنها في طمي، ثم تسقيها بماء قلبك ....وعندما تستوي نبتة خضراء يانعة، فإنك ترعاها بفؤادك، وتظل تحفظها تحت أهداب عينيك.تلك باختصار .... قصة نادي العين .. ذلكم النادي الجنوبي، الذي تتوج بالأمس بأكاليل الغار وتاج الفخار..نادي العين .. الذي نشأ تحت نظر مُنشئيه، وعيون مؤسسيه، من أبناء (الأطاولة) .. تلكم البلدة الحالمة، التي تتوسد أعالي قمم جبال السروات .. معقل النادي .. ومنطلقه إلى مسارب المجد ...ثم .... ما إن بدأ يكبر رويدًا رويدا، حتى طفق محبيه الكثر، يشاركون في احتضانه ... وذلك ما حدث - بالضبط - فأهالي المنطقة – منطقة الباحة – جميعهم .. صاروا يحوطونه بقلوبهم، ويتمثلونه فخرهم، و"عينهم" الغالية، ومعقد آمالهم.التفت السواعد والقلوب حوله، من أقصى المنطقة إلى أقصاها، تمده بجرعات وفيرة من الحب والحدب، و"تسقيه" بالدعم المادي والمعنوي..إلى أن أطل مساء العاشر من سبتمبر 2020 ..فكان مساء مختلفًا ليلة - ولا كل اللياليكانت – بالضبط – (ليلة القبض على الحلم)..كانت – بدون مبالغة - ليلة منطقة الباحة الأحلى .. وخلالها كان الناس هناك على موعد مختلف تمامًا.كانوا على (موعد مع التاريخ).حدث رياضي غير مسبوق - على مستوى المنطقة.ليلتها .. كانت وثيقة المجد قد كُتبت، بإمضاء نادي العين، الذي سجل بصمة ولا كل البصمات، فقد قفز "العين" قفزة الناجزين، ووثب "وثبة" النابهين .. طار بثقة وجدارة إلى مكان يليق به، وبمنطقته، وأهلها.وحقًا .. فالجياد الأصيلة يتضح معدنها في الأمتار الأخيرة..في تلك الليلة الصيفية المضمخة بأرتال من السحب، والمزدانة بهبات من الطقس البديع، كانت القلوب معلقة، تنتظر صافرة النهاية. وما إن أعلن حكم مباراة "العين وأحد" عن فوز عيناوي صريح ونظيف، حتى كان معناه فوز مختلف هذه المرة، في معناها ومآلاته .. فوز نقل ذلكم الفريق "البحاوي" البارع، إلى سماوات أخرى، إلى حيث كتيبة الكبار، وإلى مقاعد الضوء والأضواء، إلى دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين..لتنطلق - لحظتها - عاصفة من التصفيق المدوي، في كل ركن من أركان المنطقة، تصفيقًا كاد يقتلع القلوب.ولتقام العرضات الشعبية، وتنثال الزغاريد، أما الرياحين فقد تمايلت طربًا في أودية سراة الباحة، بينما تبسم كادي القسم التهامي من المنطقة مطلقًا أطيافًا من أنفاسه الزكية، تحيةً وتقديرًا لفريقه البطل..ذلكم هو "العين" الفارس الأصيل، الذي ضرب بقوة، وكان في الموعد تمامًا.مؤكدًا ما كنا قلناه من قبل .. من أنه "الحصان الأسود" لدوري الدرجة الأولى.وأثبت رجاله قولًا وفعلًا ... أنهم (رجال مواقف). .لم يخذل "العين" جمهوره - أبدًا.. ولم يتأخر عن تقديم مهر محبتهم له ومؤازرتهم إياه ... بل كان سخيًا كريمًا، فقدم لهم هدية - وأي هدية.هدية الصعود لدوري المحترفين، ليكون بذلك المُنجز الأثير، نبراسًا وإنموذجًا لبقية رصفائه أندية المنطقة، في أن تحذو حذوه ...وصدق المثل ... (الحي يحييك ..... )

مشاركة :