تسلمت جائزة الأميرة سبيكة لتقدم المرأة.. عضو مجلس إدارة جمعية المحللين الماليين.. رئيس لجنة التنمية المستدامة بجمعية مصارف البحرين.. مدير إدارة الاستثمارات الاستراتيجية في بنك إثمار.. أحد مؤسسي شركة نسيج العقارية.. زيبا مجيد عسكر لـ«أخبار الخليج»:زيبا مجيد عسكر شخصية قيادية بالفطرة، طموحها يصل إلى عنان السماء، سطع نجمها في عالم العطاء والانجاز، فاستحقت أن تكون ضمن فريق لجنة تقدم المرأة الذي نال جائزة سمو الأميرة سبيكة نظرا إلى جهوده الكبيرة والمضنية في هذا المجال.هي امرأة دؤوبة، التميز كان حليفها عبر مشوارها، فكانت أول بحرينية تحتل منصب مديرة الاستثمارات في شركة إثمار للتطوير العقاري، وكانت من ضمن فريق مؤسسي شركة نسيج العقارية، فضلا عن كونها عضو جمعية أخصائيي الاستثمار البحرينية، ورئيس لجنة تمكين وتقدم المرأة بجمعية المحللين الماليين، فضلا عن ابتكارها الكثير من المشاريع والبرامج ضمن خطط اللجنة لدعم العنصر النسائي، ودورها البارز في نشر ثقافة الفنتك في مجال التنمية المستدامة.النجاح بالنسبة إليها هدف، والفشل هو الاستسلام، رسالتها البحث الدائم عن فرص للنساء لتحقيق تكافؤ الفرص بين الجنسين، لذلك استحقت تجربتها المهنية والإنسانية التوقف عند تفاصيلها في الحوار الآتي:متي بدأ مشوار المسؤولية؟أنا أكبر إخوتي وأخواتي، لذلك اعتدت على تحمل المسؤولية مبكرا للغاية، وساعدني على هذا تمتعي بشخصية قيادية، وحتى الصف الأول الثانوي كان طموحي أن أصبح طبيبة، ولكني قررت دراسة تخصص المحاسبة في مرحلة الجامعة، وبعد التخرج بدأت في دراسة شهادة احترافية في نفس التخصص، وحصلت على شهادة دولية في التدقيق وتطوير المهارات. وماذا عن شهادة المحلل المالي المعتمد؟لقد واصلت مشواري الدراسي، وحصلت على رسالة الماجستير في مجال إدارة الأعمال، واستمررت في عملي بالقطاع المصرفي ذات الوقت، ثم قررت الدراسة للحصول على شهادة المحلل المالي المعتمد وهي من الشهادات الصعبة المنال، وقد جمعت بين العمل والدراسة فترة طويلة، إذ تنقلت بين عدة بنوك، أهمها بنك الإسكان، الذي حققت به إنجازات عديدة أهمها العمل على مشروع الشراكة بين البنك والقطاع الخاص، والذي خرج إلى النور بعد انتقالي إلى العمل في جهة أخرى. حدثينا عن محطة العمل لدي بنك إثمار؟بعد المحطة السابقة انتقلت إلى العمل لدى أحد البنوك الاستثمارية، حيث تم تعييني مسؤولة عن مسألة اتخاذ القرارات الاستثمارية في شركات محلية وأجنبية، وهنا وجدت نفسي في هذا المجال، وبعدها عملت لدى بنك إثمار كمديرة إدارة الاستثمارات الاستراتيجية، وكان لي دور في عملية تأسيس شركة نسيج العقارية، ثم شركة إثمار للتطوير العقاري، وكنت أول بحرينية تتقلد منصب مديرة الاستثمارات في شركة إثمار.كيف جاءت فكرة برنامج متمهن؟من خلال عملي في جمعية المحللين الماليين المعتمدين البحرينية، كعضو مجلس إدارة، سعينا إلى تأسيس لجنة تمكين وتقدم المرأة، التي أترأسها، وتم ابتكار مشاريع كثيرة منها برنامج «متمهن»، وهو موجه إلى الفئات الشبابية التي توشك على التخرج والانخراط في سوق العمل، إذ يتم منحهم فترة تدريبية على العديد من المهارات العملية التي تؤهلهم لدخول هذا السوق.مهارات مثل ماذا؟من أهم المهارات التي يوفرها برنامج متمهن مهارة التواصل، والذكاء العاطفي، ومواكبة المستجدات، والثقافة المطلوبة للانخراط في مجال التنمية المستدامة، وغيرها من المهارات، بعد ذلك تم ابتكار برنامج آخر بعنوان «قدوة»، وهو برنامج إرشادي يهدف إلى تقديم النصح للمتدربين، وتوجيههم، ثم أعددنا مسابقة مهمة للبحوث التحليلية، بهدف التدريب على عملية تقييم الشركات، علما أن هذين البرنامجين «ممتهن وقدوة» يعتبران الوحيدين من نوعهما في البحرين.ما هي أسباب استحقاق جائزة الأميرة سبيكة؟جائزة الأميرة سبيكة جاءت حصادا لجهود مضنية قامت بها جمعية المحللين الماليين المعتمدين في مجال تقدم المرأة، ومقابل حجم استفادة العنصر النسائي من كل هذه البرامج المشار إليها سابقا، فإن حوالي 81% من المستفيدين من برنامج «متمهن» من النساء، كما أن نصف أعضاء مجلس الإدارة من النساء، ومن ثم استطعنا ان نحقق مبدأ تكافؤ الفرص بين الجنسين داخل الجمعية، ومن هنا استحققنا هذه الجائزة القيمة لأول مرة في تاريخ الجمعية.وما هو دورك في الوصول إلى هذا الشرف؟دوري الشخصي في مسألة استحقاق نيل هذه الجائزة تمثل في تأسيس لجنة تقدم المرأة بالجمعية، وكان ذلك بهدف التواصل مع النساء في الجمعية للوقوف على احتياجات المرأة، وقد ساعدنا في ذلك المجلس الأعلى للمرأة الذي قدم لنا الدعم والتشجيع على اتخاذ هذه الخطوة ومشاركة المرأة في برامجنا وفعالياتنا، كما قمنا بتنظيم عدد من ورش العمل الضخمة التي شاركت فيها دول المنطقة، وقد حرصت على قيام مجلس الإدارة بتوثيق كل الانجازات التي تؤهلنا للتقدم للترشح للجائزة. ماذا بعد الجائزة؟لدينا الآن مشروع يقدم مساعدات للنساء في مجال التقدم، وخاصة فيما يتعلق برفع نسبتهن في الإدارات التنفيذية ومجالس الإدارة، وذلك من خلال البرامج التدريبية والإرشادية، ومحاولة السير على نفس نهج جمعية المحللين الماليين الأم في الولايات المتحدة الأمريكية، التي أشادت بجهودنا وبرامجنا في مجال تمكين وتقدم المرأة. أصعب تجربة؟هناك مشاكل استثمارية قد تواجه الكثيرين، وتؤثر على الموظفين وعلى مستقبلهم الوظيفي، ومن ثم يبقي تحقيق التوازن بين الشق العملي والإنساني أمرا صعبا في كثير من الأحيان، ولكني ولله الحمد لم أشعر قط بأي قرار اتخذته في هذا الصدد وذلك رغم الشعور بالألم من وراء بعض القرارات وخاصة فيما يتعلق بالاضطرار إلى تقليص الموظفين لأسباب جوهرية، ومثل هذه المواقف تمثل بالنسبة إلي أصعب التجارب على الصعيد المهني.وعلى الصعيد الإنساني؟أصعب تجربة إنسانية مررت بها كانت مرض إنسان عزيز على نفسي بشدة، ولكن بقوة الإيمان والثقة في الله سبحانه وتعالى تمكنت من تجاوزها وتخطيها، وهذا هو سلاحي في مواجهة أعتي الشدائد حتى تلك التي قد تكسرنا بعض الوقت. في رأيك متى تفشل المرأة؟الفشل عملية نسبية، وهو يعني في رأيي الشخصي الاستسلام أو اليأس، فقد نتعرض جميعا لنوع من خيبة الأمل، أو إحباطات، أو حروب، ولكن المهم هو أن نواصل، ولا نتوقف، وأن نثق في أنفسنا وقدراتنا ونؤمن بها، وأنا شخصيا تعرضت لكثير من الحروب عمليا وإنسانيا، ولكن بنوع من الحكمة والهدوء، والذكاء في اختيار ردة الفعل، تمكنت من الانتصار والمواصلة. كيف حققت التوازن بين العمل والأسرة؟أذكر أنني كنت حاملا في الشهر الثامن أثناء أداء امتحان شهادة (السي اف ايه)، وولدت بعد إنهاء هذا الامتحان بأسبوع، وكنت أدرس وأعمل في الوقت نفسه، ولم يحدث أن جاء شيء على حساب الآخر، وذلك لحرصي على ترتيب الأولويات وإعطاء الوقت المناسب والكافي لكل من أسرتي وعملي، وما ساعدني على هذا التوازن هو دعم زوجي الكبير لي وتقاسمه معي المهام، فضلا عن مساندة الأهل، حتى أنني أجد وقتا لمزاولة الكثير من الهوايات؛ منها القراءة وركوب الدراجة والكروشيه وغيرها.ماذا ينقص المرأة البحرينية؟لا شك أن المرأة البحرينية تم تمكينها على مختلف الأصعدة، سياسيا واجتماعيا واقتصاديا، ولكنها لا تزال بحاجة فقط إلى مزيد من الفرص وخاصة في بعض المجالات التي ظلت حكرا على العنصر الرجالي عهودا طوالا.أهم درس تعلمته في الحياة؟ أهم درس تعلمته عبر مشواري في الحياة هو العمل بمقولة «خير الناس أنفعهم للناس»، فضلا عن عدم التوقف عن التعلم، فأنا عاشقة دائمة للعلم والتعلم، ومهما بلغ حجم مشاغلي ومسؤولياتي لا أتوقف عنهما، بل أشعر دائما أن لدي وقت فراغ لهما، والآن أدرس شهادة في التنمية المستدامة وعلم النفس، وذلك بهدف إتقان مهارة كيفية التعامل والتواصل مع الآخرين، وهو ما يتطلبه بشدة عملي كمدربة. حلم تسعين إلى تحقيقه؟لدى تمكين برنامج تمويل للطاقة الشمسية وذلك بالتعاون مع خمسة بنوك إسلامية، وقد عملت على هذا البرنامج من خلال عضويتي بجمعية المصارف البحرينية، وهو مشروع وطني أتمنى أن يطبق على أرض الواقع وأن أسهم من خلاله في إفادة وطني، لكي أرد له الجميل، وخاصة أنني خريجة مدرسة حكومية، ودرست في الجامعة على نفقة الدولة، كما أتمني المشاركة في العديد من المشاريع الأخرى التي تصب في خانة التنمية المستدامة لمملكتي الحبيبة التي احتضنتني دائما، ولم تبخل على قط بأي شيء.من قدوتك؟والدي من أكثر الأشخاص تأثيرا في حياتي، وقد كان له دور كبير في نجاحي، لتشجيعه لي وحثي على التحلي بالمثابرة وتطوير الذات، وتأكيده الدائم لي أن العلم لا سقف له، وقد تعلمت منه عدم الاستسلام للمصاعب والعثرات مهما كان حجمها أو نوعها.
مشاركة :