باتت أيام أنيس البدري لاعب نادي اتحاد جدة السعودي والترجي التونسي السابق معدودة لعدة أسباب.  انضم البدري لصفوف الاتحاد خلال انتقالات شتاء 2020 قادمًا من الترجي التونسي بعد تقديمه مستويات مميزة ساعدت فريق “باب سويقة” في حصد البطولات المحلية والأفريقية. ويقترب البدري من مغادرة الاتحاد هذا الصيف بعد فشله في التأقلم مع الفريق وأجواء الدوري السعودي للمحترفين خلال المباريات التي شارك فيها طوال الموسم الماضي. وغادر أنيس البدري مدينة جدة خلال اليومين الماضيين واتجه إلى دبي بعد 24 ساعة من عودته إليها قادمًا من فرنسا بعد أن أبلغته الإدارة بعدم رغبة المدرب كاريلي في استمراره. ونستعرض لكم أبرز أسباب فشل البدري مع اتحاد جدة. أثار انتقال البدري إلى الاتحاد جدلًا كبيرًا خلال انتقالات الشتاء الماضي وتناقلت الصحف العربية آخر تطورات المفاوضات “المعقدة” التي خاضتها إدارة العميد مع نظيرتها في الترجي التونسي. قدمت إدارة الاتحاد عرضًا رسميًا لنظيرتها في الترجي والتي كانت متمسكة باستمرار اللاعب الذي يرتبط بنادي “باب السويقة” بموجب عقد يستمر حتى 30 يونيو 2020 ورضخت إدارة الترجي لرغبة البدري في قبول عرض الاتحاد بعد مفاوضات متعثرة بين الطرفين، ليمضي اللاعب مع العميد لمدة عامين ونصف. وقال بيان إدارة الترجي وقتها: “على إثر الإعتذار الذي تقدم به أنيس البدري إلى رئيس النادي وبالنظر إلى ما قدمه اللاعب للفريق ومساهمته في النجاحات التي عرفناها في السنوات الأخيرة، وعلى الرغم من أن المبلغ لا يلبي طموحات الترجي الرياضي التونسي فقد قررت الهيئة المديرة منح ترخيص الخروج للبدري". يُعد أنيس البدري أحد الأسماء الثقيلة في الدوري التونسي ومنتخب بلاده ولا يخفى متابعي الكرة العربية ما قدمه مع فريقه حيثُ ساهم في التتويج بلقب دوري أبطال أفريقيا مرتين متتاليين 2018 و2019 وحصد جائزة الهداف برصيد 8 أهداف في نسخة 2018. “اضرب يا بدري”.. عُرف أنيس البدري بهذه العبارة التي أطلقها المعلق التونسي عصام الشوالي في ليلة الريمونتادا الشهيرة في إياب نهائي دوري أبطال أفريقيا أمام الأهلي المصري والذي انتهى بفوز الفريق التونسي 3-1.    مع الاتحاد؛ لم يظهر الجناح الأيمن بالمستوى المعروف عنه من حيثُ الانطلاقات السريعة على الطرف واللعب بروح وقتالية وتسجيل الأهداف الحاسمة خلال عدد الدقائق المحددوة التي شارك فيها، علمًا بأن اللاعب غاب فترة بسبب الإصابة. شارك أنيس البدري مع الاتحاد في 11 مباراة بمسابقة الدوري السعودي بالموسم الماضي وصنع هدفًا وحصل على بطاقة صفراء خلال “425 دقيقة” لعبها بالقميص الأصفر والأسود.   اعتمد “تين كات وكاريلي” خلال توليهما مسؤولية تدريب الاتحاد بالموسم المنصرم على اللاعب عبدالرحمن العبود في مركز الجناح الأيمن بدلًا من البدري الذي تم إشراكه كصانع لعب أحيانًا ولم يظهر بالمستوى الجيد.   تألق العبود دفع مدرب الاتحاد كاريلي للاعتماد عليه بشكل أساسي مع وضع أنيس البدري على دكة البدلاء للمشاركة في الشوط الثاني، وبذلك لم يتمكن التونسي من حجز مكانه في التشكيلة الأساسية أو وضع أي بصمة تذكر له خلال الدقائق التي شارك فيها. وخرج البدري من حسابات المدرب كاريلي بنسبة 100% بسبب تواجد لاعبين أفضل نسبيًا منه في مركز الجناح الأيمن مثل فهد المولد ورومارينيو وعبدالعزيز البيشي وعبدالرحمن العبود لذلك لن يحتاح الفريق لخدمات لاعب الترجي السابق بالموسم المقبل. عانى فريق الاتحاد خلال الموسم الماضي من عدم الاستقرار وبعض المشاكل مثل تغيير المدربين ورحيل بعض الأجانب بعد فشلهم مثل فيكيو ولويس خيمينيز إضافة لهروب المغربي مانويل دا كوستا. لم تكن الأوضاع الفنية والإدارية داخل العميد مستقرة وهذه الأجواء بشكل عام لا تساعد لاعبي الفريق على تحقيق نتائج جيدة ولذلك كان الاتحاد مهددًا بالهبوط في الجولات الأخيرة من الدوري السعودي. كما لم يتأقلم أنيس البدري بإمكانياته مع أجواء الدوري السعودي للمحترفين والذي يختلف عن الدوري التونسي من حيث المستوى والتنافسية والحماس وطبيعة اللاعبين.