أمر الرئيس التونسي قيس سعيد بتسيير دوريات عسكرية إلى جانب قوات الأمن الداخلي، لفرض تطبيق حظر التجول لمدة 15 يوماً في مناطق سوسة والمنستير وسيدي بوزيد، التي أعلن فيها هذا الإجراء الهادف إلى كبح انتشار وباء «كورونا» بشكل سريع خلال الأيام الأخيرة، مع اقتراب الإصابات من عتبة عشرين ألف حالة مؤكدة.وشهدت عدة ولايات (محافظات) تونسية انتشاراً سريعاً للوباء، في مقدمتها المنستير وسوسة وجندوبة وقفصة وقبلي، فيما قد تتسع قائمة الولايات التي يفرض فيها حظر تجول خلال الأيام المقبلة. ودخلت تونس مرحلة العدوى المجتمعية، وتتالت الدعوات إلى الحجر الصحي الشامل لإيقاف انتشار الوباء، غير أن وزير الصحة التونسي فوزي مهدي أكد أنه لا مجال لفرض حجر صحي شامل، وستعمل الوزارة بالتنسيق مع وزارات الداخلية والشؤون المحلية على تطبيق كلّ الإجراءات ومختلف البروتوكولات الصحيّة، خصوصاً في الأماكن العامّة وفي المقاهي والمطاعم والمساجد، كما سيتم اتخاذ إجراءات رادعة ضد من يتهاون في تطبيق الإجراءات الوقائية. وبات المعدل اليومي للإصابات يفوق الألف إصابة يومياً إلى جانب ارتفاع عدد الوفيات، الذي بلغ حدود 271 وفاة. وأكدت وزارة الصحة العمومية أن العدد الإجمالي للمرضى الذين يتم التكفل بهم في المستشفيات حالياً يبلغ 347 مريضاً، 99 منهم في العناية المركزة و41 تحت جهاز التنفس الاصطناعي، ليرتفع العدد الإجمالي للمرضى الذين تمّ التكفل بهم بالمستشفيات منذ شهر فبراير (شباط) الماضي إلى غاية نهاية شهر سبتمبر (أيلول) إلى 1005 مصابين.وفي السياق ذاته، أكد الحبيب غديرة عضو لجنة مجابهة فيروس كورونا أن الفيروس شهد انتشاراً غير مسبوق في تونس، وتوقع أن يكون عدد المصابين أكثر من الأرقام الرسمية المعلن عنها، إذ إن العدد الإجمالي للإصابات لا يأخذ بعين الاعتبار سوى نتائج التحاليل المخبرية فحسب. وأشار غديرة إلى وجود مصابين بالفيروس يعانون من أعراض، لكنهم لم يجروا التحاليل الطبية. وأضاف موضحاً أن نسبة 5 بالمائة من حالات الإصابة مستعصية وتستدعي الإقامة بالمستشفى، وتنخفض النسبة إلى 1 بالمائة فيما يتعلق بمن يحتاجون إلى عمليات الإنعاش. واعتبر أن هذه النسب تبقى مقبولة، ويمكن التكفل بها في المستشفيات التونسية، لكن في حال ارتفع عدد المصابين عدة آلاف دفعة واحدة، فإن الإصابات ستتجاوز طاقة الاستيعاب، وهو ما سيطرح مصاعب جمة على المنظومة الصحية المحلية، على حد تعبيره. وشدد المسؤول على أهمية الإجراءات الفعالة بنسبة 80 بالمائة، التي تشمل ارتداء الكمامات والتباعد الجسدي وغسل الأيدي، أما بالنسبة لبقية الإجراءات على غرار حظر التجول والحجر الصحي الجزئي فهي إجراءات تساعد فقط في تفادي الانتشار السريع للوباء.ووفق ما قدمته وزارة الصحة التونسية من معطيات، فإن بعض مناطق تونس سجلت 250 إصابة لكل 100 ألف ساكن، وقدر المعدل الوطني بنحو 50 إصابة لكل 100 ألف ساكن.
مشاركة :