أعلنت وزارة الدفاع الأرمينية، أمس السبت، أن أذربيجان شنت هجوماً واسعاً على مواقع الجيش الأرمني الذي نجح في صد المهاجمين، وسط احتدام المعارك العنيفة بين الجانبين على عدة جبهات. وكتبت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأرمنية، شوشان ستيبانيان عبر«فيسبوك»، «نجح جيش الدفاع في إقليم كاراباخ في صد هجوم العدو الواسع النطاق الذي بدأ اليوم». وأضافت «شنت قواتنا هجوماً مضاداً في اتجاه واحد، بينما تجري الآن معارك دفاعية عنيفة على جبهات أخرى». ونشرت ستيبانيان فيديو للمعارك الدائرة وعلقت عليها قائلة، «هزيمة مركبات العدو المدرعة وتراجع وحداته». واتهم المتحدث الآخر باسم وزارة الدفاع الأرمنية، أرتسرون أوفانيسيان، على صفحته في «فيسبوك»، أذربيجان باستخدام أسلحة بعيدة المدى في قصف أهداف مدنية حيوية في كاراباخ. وقال: «انتقلت أذربيجان إلى شن ضربات باستخدام صواريخ بعيدة المدى على مرافق البنى التحتية المدنية التي قد يؤدي تدميرها إلى كوارث بيئية». وأكدت الوزارة في بيان مقتل 51 مسلحاً انفصالياً أرمينياً إضافيين من قوات ناجورنو كاراباخ خلال المعارك التي تجري منذ سبعة أيام بين الانفصاليين الأرمن وقوات أذربيجان. ونُشرت قائمة تضم أسماء القتلى ال51 على موقع الحكومة الأرمينية. وترتفع بذلك الحصيلة الرسمية للمعارك إلى 242 قتيلاً من كلا الجانبين. كما أعلنت حكومة أرمينيا من جانب آخر، عن فرض حظر على استخدام أي طائرات مسيرة داخل البلاد، على خلفية الأعمال القتالية المتواصلة. ووجه جهاز الأمن الوطني الأرمني في بيان له «تحذيراً صارماً» إلى جميع المواطنين والمنظمات في البلاد، مؤكداً ضرورة الامتناع بشكل تام عن استخدام أي طائرات مسيرة، مهما كان نوعها وحجمها، مشيراً إلى أن تحليقاتها قد يستدعي قلق الناس. وحث جهاز الأمن المواطنين على إبلاغ السلطات بشأن الأشخاص والمنظمات المسؤولين عن مخالفة هذا الحظر. ويأتي ذلك على خلفية استخدام القوات الأذربيجانية طائرات مسيرة خلال الجولة الجديدة من التصعيد في كاراباخ. وأعلن المتحدث باسم الجيش الأرميني أرتسرون هوفانيسيان على فيسبوك «نشر العدو قوات معززة. جنودنا يظهرون مقاومة بطولية» مؤكداً أن «معارك ضارية لا تزال جارية». وأبدى رئيس سلطات ناجورنو كاراباخ أرايك هاروتيونيان القلق نفسه، إذ صرح للصحفيين أن «الأمة والوطن الأم في خطر» مبدياً عزمه على التوجه إلى الجبهة. وقال «حان الوقت للأمة برمتها لتتحول إلى جيش قوي. هذه معركتنا الأخيرة، وسنكسبها بالتأكيد». ولم تظهر مؤشرات على أن محاولة فرنسية لبدء محادثات سلام بشأن الإقليم تمكنت من تحقيق أي انفراجة فيما ألقت أذربيجان باللوم على أرمينيا في إشعال فتيل الصراع الذي يرجع تاريخه لعقود. وقال قادة الإقليم، وهو جيب يقطنه ويديره الأرمن داخل أذربيجان، إن قوات باكو أطلقت الصواريخ مجدداً صوب مدينة خانكندي الرئيسية في الإقليم بعد أسبوع من تبادل الجانبين القصف المدفعي والصاروخي. والقتال الحالي هو الأعنف منذ التسعينات ويعزز مخاوف من نشوب حرب إقليمية أوسع قد تجر إليها روسيا وتركيا وسط مخاوف شديدة على الاستقرار في جنوب القوقاز، وهي المنطقة التي تنقل النفط والغاز من أذربيجان إلى الأسواق العالمية. وقالت وزارة الدفاع في أذربيجان في اليوم السابع للاشتباكات مع قوات من الأرمن «المعارك الشرسة مستمرة على طول الجبهة». وتحدث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الجمعة، مع رئيس أذربيجان إلهام علييف ومع نيكول باشينيان رئيس وزراء أرمينيا التي تدعم ناجورنو كاراباخ. وقال ماكرون فيما بعد في بيان إنه اقترح سبيلاً جديداً للعودة للمحادثات. وأعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لأول مرة عن «قلق بالغ» إزاء تقارير تفيد بمشاركة «مقاتلي جماعات مسلحة غير شرعية من الشرق الأوسط» في القتال، أرسلتهم تركيا. وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أكد في وقت سابق أن 300 مقاتل من «مجموعات متطرفة» في سوريا، توجهوا إلى تركيا ومنها إلى أذربيجان، معتبراً أنه «تم تجاوز خط أحمر». (وكالات)
مشاركة :