تعتزم الهند دعم تكاليف الفوائد المستحقة على صغار المقترضين الذين استفادوا من وقف سداد القروض لمدة ستة أشهر، بسبب تداعيات جائحة كورونا التي عطلت التدفقات النقدية، بحسب وثائق قضائية اطلعت عليها وكالة "بلومبيرج" للأنباء. أكدت إفادة خطية من وزارة المالية إلى المحكمة العليا أمس الأول، أن حكومة ناريندرا مودي رئيس الوزراء ستدفع فائدة على الفائدة، على قروض تصل قيمتها إلى 20 مليون روبية "273 ألف دولار" عن المهلة التي كان البنك المركزي الهندي قد أمر بوقف السداد خلالها وانتهت في 31 من آب (أغسطس) الماضي. وتفرض البنوك وشركات تمويل الإسكان رسوما على كل من أصل القرض والفائدة، وهو ما تمت ترجمته إلى فترات سداد تم تمديدها لأكثر من ستة أشهر. ووفقا لـ"الألمانية"، يحاول مودي من خلال التعهد الأخير التخفيف على صغار المقترضين بعدما أدى الإغلاق الذي تم فرضه فجأة إلى توقف النشاط التجاري، وكان نتيجة ذلك أن سجل ثالث أكبر اقتصاد في آسيا انكماشا بنسبة 24 في المائة، في الربع الثاني من العام الحالي. وأعرب شاكتيكانتا داس، محافظ البنك المركزي الهندي، الذي كان ضخ مليارات الروبيات لمساعدة البنوك ومقرضي الظل، عن قلقه المتزايد حيال هشاشة صحة النظام المصرفي نتيجة للجائحة، ووقف القروض. وستضطر البنوك إلى التخلي عن ستة مليارات روبية في حال تم التنازل عن الفوائد على جميع القروض، وذلك بحسب الإفادة الخطية للحكومة. وأضافت الوزارة في إفادتها أن هذا سيؤدي إلى القضاء على جزء كبير من صافي ثروة شبكة المقرضين وسيزيد الشكوك حول إمكانية بقائهم. يذكر أن مصارف الهند، التي عانت ضعفا بالفعل بسبب أزمة قروض الظل المستمرة على مدار عامين، تسعى إلى الحصول على مزيد من التوجيه من البنك المركزي حول كيفية التغلب على واحدة من أسوأ نسب القروض السيئة "المعدومة" في العالم. وستفيد الخطة المقترحة صغار المقترضين وستشمل هؤلاء الذين سددوا مستحقاتهم لمجموعة من القروض في الفترة بين آذار (مارس) حتى آب (أغسطس) الماضيين بحسب إيداع المحكمة. وكانت صحيفة "تايمز أو انديا" قد تحدثت عن تعهد الحكومة في وقت سابق. من جهة أخرى، افتتح رئيس وزراء الهند، أمس، نفقا استراتيجيا فى منطقة الهيمالايا بالقرب من حدود بلاده مع الصين. ويأتى افتتاح النفق وسط حالة من التوتر على الحدود المتنازع عليها في منطقة لا داخ الشرقية، بين الجارتين النوويتين الآسيويتين. ويسمح النفق البالغ طوله 9.02 كيلو متر بالسفر على مدار العام من جميع أنحاء الهند إلى لاداخ، التى تنقطع الصلة بها حاليا على مدار ستة أشهر من العام، حيث تعرقل الثلوج حركة المرور عبر ممرين في الهيمالايا يؤديان إلى لاداخ. وقال مودي "إن نفق "أتال" سيعطي قوة جديدة للبنية التحتية الهندية الحدودية"، مشيرا إلى أن النفق سيكون بمنزلة شريان الحياة لسكان منطقة لاداخ. واستغرق إنشاء النفق أكثر من 20 عاما ويحمل اسم رئيس وزراء الهند الأسبق "أتال بيهاري فاجباييي"، الذي وضع حجر الأساس للمشروع في عام 2002. وسيتيح النفق وصول الإمدادات على مدار العام إلى القوات الهندية المتمركزة على طول خط السيطرة الفعلي مع الصين، وهو خط حدودي غير رسمي متنازع عليه. وتجري الهند والصين حاليا مباحثات لتخفيف حدة التوتر بين الدولتين، وسحب القوات الموجودة في المنطقة المتنازع عليها. وتجاوز عدد الوفيات الناجمة عن فيروس كورونا المستجد في الهند مائة ألف أمس، بحسب الأرقام الرسمية، فيما تبدأ مدريد إغلاقا جزئيا، ويتظاهر معارضو التدابير الوقائية للحد من انتشار الوباء من جديد في ألمانيا. وينتشر الفيروس بشدة في الهند، ثاني دول العالم من حيث التعداد السكاني البالغ 1.3 مليار نسمة. وأظهرت أرقام وزارة الصحة وفاة 100.842 شخصا حتى أمس، جراء الفيروس في البلاد، وهي ثالث أعلى حصيلة للوفيات المرتبطة بكوفيد - 19 في العالم بعد الولايات المتحدة والبرازيل. وعلى صعيد الإصابات، سجلت الهند 6,47 مليون حالة وباتت على وشك تخطي حصيلة الولايات المتحدة خلال أسابيع. لكن كون عدد سكان الهند أكبر بأربع مرات من عدد سكان الولايات المتحدة التي سجلت عدد وفيات أعلى بمرتين، فإن ذلك يثير الشكوك حيال الأرقام الرسمية الصادرة عن الهند. وقال تي. جاكوب جون الخبير في علم الأوبئة لـ"فرانس برس"، "لا نعرف إلى أي درجة يمكن الاعتماد على معدلات الوفيات الصادرة عن الهند". ومع إجرائها نحو مليون فحص كل يوم، تعد نسبة الفحوص من أصل التعداد السكاني أدنى بخمس مرات من الولايات المتحدة، وفق موقع "وورلدوميتر" للإحصاءات العالمية.
مشاركة :