ستيباناكرت (أذربيجان) – الوكالات: وقعت «معارك عنيفة» أمس بين الانفصاليين الأرمن وقوات أذربيجان على معظم خط الجبهة في ناغورني قره باغ، مع تأكيد سلطات يريفان أن باكو أطلقت عملية هجومية كبيرة في اليوم السابع من بدء المواجهات. وأعلن رئيس سلطات الإقليم الانفصالي أياريك هاروتيونيان للصحفيين أن «المعركة الأخيرة» على ناغورني قره باغ قد بدأت، مضيفًا فيما ارتدى الزي العسكري أنه سيتوجه إلى الجبهة للانضمام إلى القتال. أكدت من جهتها المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأرمينية شوشان ستيبانيان على صفحتها في فيسبوك أن القوات الأرمنية الانفصالية «نجحت في وقف هجوم العدو إلى حد كبير»، متحدثةً عن «معارك عنيفة». وأضافت أن «القوات الأرمنية أطلقت هجومًا مضادًا على إحدى نقاط الجبهة». في الأثناء، أعلنت أرمينيا مقتل 51 مسلحًا انفصاليًا أرمنيًا إضافيين أمس، ما يرفع الحصيلة الرسمية للقتلى من كلا الجانبين إلى 242. في ستيباناكرت كبرى مدن الإقليم، التي قصفت الجمعة للمرة الأولى بالمدفعية الثقيلة، سُمعت أصوات انفجارات جديدة صباح أمس، بحسب مراسل لفرانس برس. وفي هذا السياق، دعت خارجية الإقليم الانفصالي أمس المجتمع الدولي إلى «الاعتراف باستقلال» ناغورني قره باغ، معتبرةً ذلك «الآلية الوحيدة الناجعة لإعادة السلام». وأعلن إقليم ناغورني قره باغ ذو الغالبية الأرمنية انفصاله عن أذربيجان في مطلع التسعينيات ما أدى إلى حرب تسببت بسقوط 30 ألف قتيل. ولم يوقّع أي اتفاق سلام بين الطرفين بالرغم من أن الجبهة شبه مجمدة منذ ذلك الحين لكنها كانت تشهد مناوشات بين الحين والآخر. وأعلن المتحدث باسم الجيش الأرميني أرتسرون هوفانيسيان على فيسبوك «نشر العدو قوات معززة. جنودنا يظهرون مقاومة بطولية». وأبدى رئيس سلطات ناغورني قره باغ القلق نفسه إذ صرح للصحفيين بأن «الأمة والوطن الأم في خطر». من جهته، كرر رئيس أذربيجان إلهام علييف الدعوة إلى انسحاب القوات الأرمنية من «الأراضي المحتلة» الأذربيجانية كـ«شرط مسبق» لوقف إطلاق النار. وقال في مقابلة مع قناة الجزيرة «سنستعيد أراضينا، هذا حقنا الشرعي وهدفنا التاريخي». وأضاف «لا نستطيع أن ننتظر 30 عامًا إضافيًا (...) يجب أن تجري تسوية نزاع قره باغ الآن». في المقابل، أعلن الجيش الأذربيجاني أن 19 قريةً أذربيجانية تعرضت لقصف القوات الأرمنية الانفصالية خلال الليل، وأكد أنه جرى اتخاذ «تدابير رد حازمة»، مشيرًا خصوصًا إلى السيطرة على مواقع للانفصاليين. ويعلن كل من المعسكرين عن انتصارات ينفيها الآخر ويفيد عن مقتل مئات الجنود من قوات العدو. فيؤكد الأرمن مقتل أكثر من ثلاثة آلاف جندي أذربيجاني منذ اندلاع المعارك الأحد فيما تعلن باكو مقتل 2300 عسكري أرمني. وتجاهل طرفا النزاع دعوات الأسرة الدولية لوقف إطلاق النار، وآخرها مطالبة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بـ«وقف فوري للأعمال العدائية». ودعت كل من موسكو وواشنطن وباريس المعنية بالوساطة في النزاع، أكثر من مرة، إلى وقف لإطلاق النار. ويثير الحديث عن إرسال مقاتلين موالين لتركيا، لا سيما سوريين، لدعم أذربيجان في القتال، القلق أيضًا.
مشاركة :